عن دلالات ضرب إيران بورصة تل أبيب
عربي
منذ 5 ساعات
مشاركة

أن تستهدف الصواريخ الإيرانية بورصة تل أبيب التي تأسست في العام 1953 وتحول مقرها الرئيسي إلى ركام اليوم الخميس، فهذا حدث اقتصادي بالغ الأهمية والخطورة، لأن إيران بذلك تستهدف ضرب قلب المركز المالي في إسرائيل في مقتل، وإحداث ذعر ليس فقط بين المستثمرين الإسرائيليين، بل بين دوائر صناع المال وأصحاب الثروات في العالم الذين لديهم استثمارات داخل إسرائيل، وكذا إعطاء انطباع لأسواق العالم بضخامة الخسائر التي يتعرض لها الاقتصاد الإسرائيلي والتي قدرت بنحو 28 مليار دولار حتى الآن، وأنه لا مستقبل للاستثمار داخل الدولة التي تعيش كل أنواع المخاطر بداية من الاقتصادية والأمنية والجيوسياسية ونهاية بالمخاطر الاجتماعية وربما العرقية.

ولأن حكومة الاحتلال تدرك جيداً أن بورصة تل أبيب تمثل مركزاً حيوياً للاقتصاد الإسرائيلي، وأحد المواقع الاستراتيجية، وواحداً من أهم مراكز صناعة القرار الاستثماري، وأهم نوافذ جذب الاستثمارات الأجنبية، وأن بورصة تل أبيب تتمتع برمزية شديدة داخل إسرائيل، وأنها ليست فقط مكاناً لبيع الأوراق المالية من أسهم وسندات وشرائها، بل مركز مهم لصناعة الصفقات وحصد مليارات الشواكل وتأسيس الشركات، لذا سارعت الحكومة والبنك المركزي وأصحاب الشركات اليوم بمساندة البورصة عبر ضخ أموال طازجة بها للحيلولة دون انهيار أسعار الأسهم بها رغم تعرض المقر الرئيسي لأضرار مباشرة.

هذا التحرك السريع يأتي أيضاً لامتصاص المخاطر الاقتصادية الكبيرة الناتجة من تضرر السمعة المالية والاستثمارية لإسرائيل على وقع الضربات الصاروخية الإيرانية التي أصابت صباح اليوم مواقع مهمة مرتبطة بالبنية التحتية العسكرية منها مقر قيادة واستخبارات الجيش الإسرائيلي الواقع بجوار مستشفى سوروكا التي تضم آلاف الجنود وأنظمة قيادة رقمية وعمليات حرب سيبرانية.

وأن تستهدف صواريخ إيران مصفاة حيفا ومجمع بازان الصناعي الحيوي، إحدى أهم المنشآت الصناعية وتكرير النفط الخام في إسرائيل، فإنها ترسل رسالة أنها تضرب صناعة الطاقة الحيوية ومنشآت البنية التحتية للطاقة والصناعات البتروكيماوية، وشبكة إمداد الطاقة، عبر استهداف أكبر مصفاة نفطية، حيث أسفرت الضربات عن قرار حكومة الاحتلال إغلاق جميع منشآت التكرير بالمجمع بعد تعرض محطة طاقة تستخدم لإنتاج البخار والكهرباء لأضرار جسيمة جراء الهجوم الإيراني، وسقوط 3 من موظفيها.

رغم إعلان وزير الطاقة الإسرائيلي أن إمدادات الغاز إلى مصر قد تُستأنف قريباً، إلا أن مواقع إنتاج النفط والغاز في شرق البحر المتوسط لا تزال هدفاً محتملاً لصواريخ إيران

وأن تستهدف صواريخ إيران مطار بن غوريون الحيوي فإنها بذلك تضرب حركة الطيران وقطاع السياحة في مقتل، وتغلق الباب أمام هروب الإسرائيليين إلى الخارج الذين سارعوا للهرب عبر الأبواب الخلفية والقوارب إلى قبرص ومالطا والبرتغال وغيرها.

وأن تستهدف إيران إسرائيل بكل تلك الترسانة من الصواريخ فإنها ترسل رسالة مفادها إن مستقبل دولة الاحتلال بات غامض وعلى المحك، وأنه لا مستقبل لتلك الدولة على هذه الأراضي التي اغتصبتها في عام 1948 وما بعدها، وبالتالي فإن على ساكنيها القادمين من دول شتى البحث عن دولة أخرى، وهو ما حدث حيث سارع المئات من الاسرائيليين نحو الهجرة باحثين عن دولة أخري يقيمون بها أو يحصلون منها على جنسية.

وعلى الرغم من اعلان وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، إن إمدادات الغاز الطبيعي إلى مصر قد تُستأنف قريبا، إلا أن مواقع إنتاج النفط والغاز في شرق البحر المتوسط لا تزال هدفاً محتملاً لصواريخ إيران، وهناك توقعات أن يمتد الهجوم الإيراني إلى البنك المركزي الإسرائيلي ووحدات القطاع المصرفي والمالي وأنظمة الدفع الإلكتروني، وشبكات الكهرباء المرتبطة بالبنية المصرفية، ما يعرض اقتصاد إسرائيل لهزات عنيفة وغير محسوبة.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية