صدمة كبرى محتملة في سوق النفط بسبب الحرب.. كم سيبلغ سعر البرميل؟
عربي
منذ 3 ساعات
مشاركة

تعيش أسواق النفط العالمية حالة من الترقب المشوب بالحذر، في ظل مؤشرات قوية على احتمال انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في توجيه ضربات عسكرية إلى إيران. وفيما تتصاعد الأزمة بين الجانبين منذ أكثر من أسبوع، بدأ محللون يعيدون تقييم "علاوة المخاطر الجيوسياسية" التي باتت جزءاً من تسعير أسعار النفط عالمياً، وسط توقعات بحدوث صدمة كبرى في سوق النفط حال نفذت واشنطن تهديداتها بضرب طهران. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تصريحات صحافية، أمس الأربعاء، إن صبر بلاده "نفد بالفعل" مع إيران.

ووفق ما نقله موقع أكسيوس الأميركي عن مصادر مطلعة، يدرس ترامب تنفيذ ضربات تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وعلى رأسها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، ما قد يشكل نقطة تحول حاسمة في مجريات الحرب. وفي المقابل، يرى مسؤولون إسرائيليون أنّ انخراط واشنطن بات قريباً، وهو ما تراهن عليه حكومة بنيامين نتنياهو في سعيها لتوسيع الحرب ضد إيران. وفي المقابل، أكد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، في كلمة متلفزة بثها التلفزيون الإيراني، أمس الأربعاء، أنّ بلاده "لن تستسلم" للعدوان والأميركيين، محذراً الإدارة الأميركية من أي تدخل في الحرب، وقال إن ذلك سيجلب لهم "أضراراً لا يمكن تعويضها". 

مضيق هرمز تحت المجهر

وبحسب استطلاع أجرته وكالة بلومبيرغ شمل تسعة محللين وتجار، فإنّ عقود خام برنت تُسعر حالياً علاوة جيوسياسية تقدر بنحو 8 دولارات للبرميل، منذ اندلاع الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل الأسبوع الماضي. لكن في حال قررت واشنطن تنفيذ ضربات عسكرية، فمن المرجح أن ترتفع هذه العلاوة بشكل أكبر، وذلك بحسب طبيعة التدخل الأميركي المنتظر ومداه، ما قد يؤدي إلى تفاقم التصعيد في واحدة من أكثر المناطق حساسية في العالم من حيث إنتاج النفط. وتركز أنظار المستثمرين والمحللين على مضيق هرمز، الذي تمرّ عبره قرابة ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً، إضافة إلى منشآت النفط الإيرانية الحساسة، والتي لا تزال تعمل بشكل طبيعي حتى الآن. وتشير بيانات حديثة إلى أنّ إيران رفعت صادراتها من النفط رغم التصعيد العسكري. لكن أي تصعيد إضافي قد يغير المعادلة.

وحذر الرئيس التنفيذي لشركة شل، وائل سوان، من أنّ أي إغلاق أو اضطراب في مضيق هرمز سيشكل صدمة قوية للأسواق العالمية، مؤكداً في الوقت ذاته أن شركته وضعت خطط طوارئ لهذا السيناريو المحتمل. وقال أماربريت سينغ، المحلل في بنك باركليز، إنّ السيناريو الأسوأ؛ المتمثل في توسع الحرب إلى جبهة أوسع؛ لا يزال "غير مسعّر بالكامل"، مضيفاً: "في حال اندلاع مواجهة واسعة النطاق، يمكن أن تتجاوز أسعار النفط حاجز الـ100 دولار للبرميل بسهولة".

الأسواق تعكس المخاوف

وبدأت الأسواق المالية بالفعل تعكس مخاوف احتمال توجيه ضربة أميركية إلى إيران. ففي أسواق المشتقات، ارتفعت علاوات خيارات الشراء (Call Options) إلى أعلى مستوياتها مقارنة بخيارات البيع (Puts) منذ عام 2013، متجاوزة المستويات التي سُجلت خلال بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022، والذي أثار آنذاك مخاوف من تعطل صادرات الطاقة الروسية. كما شهدت أحجام التداول في عقود النفط الآجلة وخياراتها ارتفاعاً تاريخياً، مع تسابق المستثمرين للتحوط ضد تقلبات محتملة في الأسعار. وتشير بيانات "الفائدة المفتوحة" إلى زيادة واضحة في عقود الشراء فوق مستوى 90 دولاراً للبرميل منذ بداية الأسبوع الماضي.

في الوقت نفسه، استمر بعض المستثمرين في شراء خيارات بيع عند مستويات تراوح بين 60 و70 دولارا للتحوط مقابل سيناريو تراجع الأسعار في حال لم تقع أي اضطرابات فعلية في الإنتاج أو الإمداد. وقال هاري تشيلينغيريان، مدير الأبحاث في مجموعة Onyx Capital، إنّ "من السهل التحوط لاحتمال حدوث قفزة مفاجئة في الأسعار في حال التدخل الأميركي، عبر شراء خيارات شراء بعيدة المدى"، مضيفاً أنّ "هناك أيضاً من يراهن على زوال التأثير سريعاً، عبر بيع خيارات الشراء وشراء البيع، رغم ما تحمله هذه الاستراتيجية من مخاطر كبيرة".

النفط يرتفع

وقال بنك غولدمان ساكس، أمس الأربعاء، إنّ علاوة المخاطر الجيوسياسية التي تبلغ حوالي 10 دولارات للبرميل لها ما يبررها بالنظر إلى انخفاض الإمدادات الإيرانية ومخاطر من اضطراب أوسع نطاقاً قد يدفع خام برنت فوق 90 دولاراً. لكن البنك رأى أن وجود فائض إنتاجي عالمي قد يخفف من حدة أي ارتفاع مفاجئ في الأسعار. وكتب محللون من البنك، بينهم دان سترايفن، أنّ "هيكل خيارات الأسعار وتقلباتها يظهر أن الأسواق تتوقع قفزة في الأسعار على المدى القريب، لكنها لا ترى تغيراً كبيراً في المشهد طويل الأمد". وارتفعت أسعار النفط اليوم الخميس مع مواصلة إسرائيل وإيران تبادل الهجمات الصاروخية الليلة الماضية ومع ترقب المستثمرين بقلق لموقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الحرب.

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 1.06 دولار بما يعادل 1.4% إلى 77.76 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 11:51 بتوقيت غرينتش، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يوليو/ تموز 1.26 دولار أو 1.7% إلى 76.40 دولاراً للبرميل. وارتفع برنت إلى أعلى مستوى في ما يقرب من خمسة أشهر إلى 78.50 دولاراً للبرميل في 13 يونيو/ حزيران عندما بدأت إسرائيل هجماتها على إيران، بحسب وكالة رويترز. واستمر الصراع لليوم السابع، إذ استهدفت إسرائيل اليوم الخميس مواقع نووية في إيران وسقطت صواريخ إيرانية على مستشفى في إسرائيل. وقال توني سيكامور محلل السوق لدى "آي جي" في مذكرة "لا تزال هناك علاوة مخاطرة جيدة في السعر مع ترقب المتعاملين لمعرفة ما إذا كانت المرحلة التالية من الصراع الإسرائيلي الإيراني هي ضربة أميركية أم محادثات سلام".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية