
في ثاني بياناته منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران فجر يوم الجمعة الماضي، حذر حزب الله من "عواقب وخيمة" إزاء التهديدات التي صدرت أخيراً باغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي. وقال حزب الله في بيان، اليوم الخميس، "يبدو أنّ بعض المتصدّين في بلدانهم لا يعرفون المكانة العظيمة والواسعة للمرجع الكبير والولي الإمام القائد الخامنئي (دام ظله) على مستوى إيران والأمة الإسلامية والعالم، وعلى مستوى الشعوب الإسلامية والحرّة"، على حد تعبيره.
واعتبر أنّ "التهديد بالقتل حماقة وتهوّر، له عواقب وخيمة، وعلى الرغم من سخافته وانحطاط مستوى من يُهدّد، فإنّ مجرّد النطق به فيه إساءة إلى مئات الملايين من المؤمنين، والمحبّين، والمرتبطين بالإسلام، وخط الأصالة، والمقاومة، والعزّة، وهو مستنكرٌ ومُدان بأبلغ عبارات الإدانة". وأضاف: "إننا اليوم أكثر إصراراً وتمسّكاً بنهج الولي القائد العظيم الإمام الخامنئي (دام ظله)، وأكثر التفافاً حول مواقفه العظيمة وتصدّيه مع الشعب الإيراني البطل والعزيز، في مواجهة العدوان الإسرائيلي - الأميركي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، على حد قوله.
وأشار حزب الله إلى أن "أميركا ستكتشف أنها وقعت في هاوية سحيقة بسبب دعمها الطاغوتي للعدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، والمقاومة في المنطقة، وعلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وفق البيان، معتبرا أنه "لا يمكن هزيمة ملايين الأحرار الملتفّين حول قيادة الولي الخامنئي، ولو اجتمع كفرة العالم ومجرموه والمتجاوزون للحق البشري في الحياة العزيزة، وستثبت الأيام أن جولة الباطل خاسرة، ومعالم الإيمان والمقاومة منتصرة".
وكان حزب الله اللبناني قال في بيانه الجمعة، بعيد بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران، إن كل الجهود التي بذلت طوال الفترة الماضية لحفظ الاستقرار والأمن في المنطقة، نسفتها حكومة العدو وأجهضتها، معرضة الأمن الإقليمي والدولي لمخاطر جسيمة قد تؤدي تداعياتها إلى ما لا يُحمد عقباه.
ويأتي هذا في وقت تتصاعد المخاوف من أن يتدخل حزب الله إلى جانب إيران، مع استمرار الهجمات المتبادلة بين طهران وتل أبيب. وفي السياق، قالت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق هذا الأسبوع، إنّ "لبنان واكب منذ اللحظة الأولى الأحداث، وسارع إلى التواصل مع حزب الله عبر الجيش اللبناني من أجل عدم الانخراط بالحرب الدائرة، وكذلك فعل مع المسؤولين الفلسطينيين لعدم تحويل الأراضي اللبنانية إلى منصّة أو ساحة لإطلاق الصواريخ أو تنفيذ أي عملية، وعزّز من جانبه الجيش اللبناني انتشاره في الجنوب تحسّباً لأي عمل أمني".
وأشارت المصادر إلى أنّ "التواصل مستمرّ مع حزب الله والمجموعات الفلسطينية وكل القوى التي كانت مشاركة في حرب إسناد غزة، من أجل عدم إدخال لبنان في الحرب الإسرائيلية الإيرانية، وهناك ارتياح لمسار الأمور حتى اللحظة، ولكن المخاوف موجودة من جهات غير منضبطة، كذلك من منحى الأمور في الفترة المقبلة".
