برنامج الأغذية العالمي: مقتل جائعين في غزة غير مقبول إطلاقاً
عربي
منذ 5 ساعات
مشاركة

ندّد برنامج الأغذية العالمي بكلّ عنف يؤدّي إلى مقتل أو إصابة أشخاص جائعين يحاولون الحصول على مساعدات في قطاع غزة المحاصر، ووصف الأمر بأنّه "غير مقبول على الإطلاق"، فيما دعا إسرائيل إلى فتح المعابر الحدودية المغلقة منذ أشهر. وذكر البرنامج، في بيان، أنّه "لم يتمكّن، على مدى الأسابيع الأربعة الماضية، إلا من إدخال تسعة آلاف طن متري من المواد الغذائية إلى قطاع غزة"، مشدّداً على أنّ ذلك "جزء ضئيل ممّا يحتاجه 2.1 مليون شخص جائع".

وأكد البرنامج الأممي أنّ "عدداً كبيراً جداً من الأشخاص قضوا نحبهم في أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية الضئيلة التي تدخل" إلى القطاع المحاصر. يُذكر أنّ في وقت سابق اليوم، كانت حركة حماس قد أعلنت أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت نحو 150 فلسطينياً في الساعات الـ24 الماضية، فيما كانوا ينتظرون تسلّم مساعدات، مشيرةً إلى "مصائد موت" تحت إشراف إسرائيلي-أميركي بمناطق متفرّقة في قطاع غزة.

ووسط ذلك، لفت برنامج الأغذية العالمي إلى أنّ "الحاجة ماسة الآن إلى إيجاد طرقات أكثر أماناً للقوافل، وتسريع الموافقات على التصاريح، وتوفير خدمات اتصالات يمكن الاعتماد عليها، وفتح مزيد من المعابر الحدودية". ويأتي ذلك وسط حرب الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل شنّها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، فيما تغلق سلطات الاحتلال معابر القطاع أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدّسة عند الحدود، علماً أنّها لم تسمح أخيراً إلا بإدخال عشرات الشاحنات فقط، فيما يحتاج الفلسطينيون إلى 500 شاحنة يومياً في حدّ أدنى.

وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، تنفّذ سلطات الاحتلال، منذ 27 مايو/ أيار الماضي، خطة توزيع مساعدات شحيحة جداً في "مناطق عازلة" بوسط القطاع وجنوبه عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، فيما ترفضها الأمم المتحدة بكلّ وكالاتها؛ ولا سيّما وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيي (أونروا) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي.

وفي هذا الإطار، حذّر المفوض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني، قبل أيام، من أنّ آلية المساعدات الأميركية المزعومة في قطاع غزة "لن تعالج الجوع المتفاقم"، مضيفاً أنّه "لا يمكن لألعاب الجوع المرعبة أن تصير واقعاً جديداً". بدوره، انتقد المتحدّث باسم منظمة يونيسف، جيمس إلدر، قبل أيام، آلية توزيع المساعدات المستجدّة التي تُفرَض في جنوب قطاع غزة في الوقت الراهن، ووصفها بأنّها "عسكرية الطابع". وأكد أنّ "هذا النظام يؤدّي يومياً إلى سقوط ضحايا، إذ يُقتَل أطفال فقط لأنّهم كانوا يحاولون الحصول على علبة طعام"، وتابع محذّراً: "الآن صُمّم نظام (من إسرائيل) عمداً لدفع السكان من شمال القطاع إلى جنوبه، وهو يهدّد بتقويض نظام توزيع المساعدات الفعّال الذي أنشأناه".

وفي بيانه الصادر اليوم، حذّر برنامج الأغذية العالمي من أنّ "الخوف من الموت جوعاً والحاجة الماسة إلى الطعام يدفعان حشوداً كبيرة للتجمّع على طول طرقات النقل المعروفة، أملاً في اعتراض الإمدادات الإنسانية في أثناء عبورها". كذلك حذّر من أنّ "أيّ عنف يؤدّي إلى مقتل أو إصابة أشخاص جائعين في أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات منقذة للحياة هو أمر غير مقبول على الإطلاق".

وأفاد البرنامج الأممي بأنّه يواصل الدعوة إلى حماية جميع المدنيين والعاملين في تقديم المساعدات المنقذة للحياة، مشيراً إلى أنّهم "تمكّنوا من إدخال ما يصل إلى 600 شاحنة (إمدادات) يومياً إلى قطاع غزة في خلال الهدنة، الأمر الذي ساعد في مواجهة تفاقم الجوع". يُذكر أنّ الهدنة الهشّة التي دخلت حيّز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، قبل أن يشدّد الاحتلال حصاره على قطاع غزة في الثاني من مارس/ آذار الماضي بالتزامن مع أعمال عسكرية محدودة، ثمّ يستأنف عدوانه في 18 منه.

وأوضح البرنامج أنّ لديه إمدادات غذائية عالقة عند المعابر الحدودية مع قطاع غزة، وفرقاً ذات خبرة في العمل اللوجستي وحالات الطوارئ، وأنظمة مجرّبة مسبقاً جاهزة للاستجابة على نطاق واسع. وتابع قائلاً إنّ "ما نحتاج إليه بصورة عاجلة الآن هو هدنة جديدة حتى نتمكّن من الوصول إلى الأسر (وتزويدهم) بالإمدادات الغذائية الحيوية بطريقة منتظمة وآمنة أينما كانوا في أنحاء قطاع غزة". وحذّر من أنّ تأخير إدخال المساعدات يعني فقدان مزيد من الأرواح، مشدّداً على أنّه "يجب أن يُسمح لنا بأداء عملنا بأمان".

(الأناضول، العربي الجديد)

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية