إجراءات طوارئ تحسباً لاستهداف إسرائيل مفاعل بوشهر النووي الإيراني
عربي
منذ 3 ساعات
مشاركة

وسط التهديدات الإسرائيلية باستهداف المنشآت النووية في إيران في إطار الهجوم المتواصل عليها، ووسط تحذيرات من كارثة نووية في الشرق الأوسط، يثير استهداف مفاعل بوشهر تحديداً مخاوف دول الخليج العربي المجاورة القلقة من المخاطر التي قد تنجم عن تسرّب إشعاعي يهدّد سكانها وبيئتها في حال انفجاره. فمفاعل بوشهر هو المحطة النووية الوحيدة العاملة في إيران، في حين أنّ المنشآت الأخرى تُعنى بتخصيب اليورانيوم في الوقت الراهن، من بينها موقع نطنز الذي استُهدف أخيراً من دون أن يُسجَّل أيّ تسرّب خارجي منه، وكذلك موقع فوردو الذي يُتداوَل اسمه. وفي هذا الإطار، بدأت الدول المهدَّدة بالتلوّث الإشعاعي بإصدار إجراءات واجب الالتزام بها في حالات الطوارئ.

وفي إرشادات عمّمتها الكويت على سكانها، في حال انفجار مفاعل بوشهر النووي نتيجة قصف أو زلزال، انطلاقاً من أنّها أقرب دولة إلى هذا المفاعل، أفادت بأنّ وزارة الصحة فيها ستعلن حالة الطوارئ على مرحلتَين. فتكون المرحلة الأولى بعد انفجار المفاعل وقبل وصول السحابة المشعّة إليها، مبيّنةً أنّ الوقت المقدّر بحدّه الأدنى هو ساعة واحدة، والأمر مرتبط باتّجاه الرياح وسرعتها. أمّا المرحلة الثانية، فبعد رصد دخول السحابة المشعّة إلى الكويت باستخدام رادارات الرصد البحري التابعة لمعهد الكويت للأبحاث العلمية، ويُصار إلى فرض إغلاق شامل في البلاد لمدّة 48 ساعة على أقلّ تقدير.

وقد حدّدت الكويت ستّة إجراءات واجب اتّباعها، لافتةً إلى أنّها تنطبق كذلك على الجارتَين، قطر والبحرَين:

1 - إحكام إغلاق النوافذ، مع استخدام شريط لاصق في حال لزم الأمر. كذلك سدّ الفتحات، بما في ذلك الخاصة بمراوح الشفط في المطبخ والحمام، بأغطية بلاستيكية وشريط لاصق.

2 - وقف تشغيل التكييف المركزي، ولا سيّما في حال استخدامه الهواء الخارجي. كذلك تجهيز المراوح الكهربائية للاستخدام في الأماكن المغلقة.

3 - وإن كان الشخص في الخارج عند وصول السحابة المشعّة، يتوجّب عليه:

وضع أيّ قطعة من الملابس تعرّضت للهواء في كيس وإغلاقه بإحكام، ثمّ تركه خارج المنزل لتتولّى وزارة الصحة نقله في وقت لاحق تحدّده.

الاستحمام خارج المنزل قبل الدخول إليه إن كان ذلك ممكناً، أو على أقلّ تقدير نزع الملابس التي قد تكون تعرّضت للإشعاع قبل الدخول.

4 - تزويد الأطفال والنساء الحوامل بمركّب يوديد البوتاسيوم، وذلك في خلال ستّ ساعات من التعرّض للإشعاع، من أجل الحدّ من خطر الإصابة بالسرطان.

5 - تناول المياه المعبّأة فقط، مع تحذير من شرب مياه الصنبور المُصفّى.

6 - تجهيز طعام يكفي لمدّة 48 ساعة على الأقلّ، أي مدّة الإغلاق الشامل الذي سيُفرَض.

بدورها، أصدرت البحرَين مجموعة من الإرشادات الواجب اتّباعها في حالة الطوارئ. وفي تسجيل مصوّر للتوعية والإرشاد أعدّته المنصة الوطنية للحماية المدنية التابعة لوزارة الداخلية البحرينية، طلبت من المواطنين والمقيمين، عند سماعهم صفّارة الإنذار الأولى، التوجّه إلى أقرب ملجأ أو إلى أيّ مكان مغلق إن كانوا في مركباتهم على الطريق، مع تعليمات بكيفيّة إفساح المجال أمام المركاب الأخرى تفادياً لأيّ فوضى. كذلك دعتهم إلى الاستماع إلى الإذاعات الرسمية. أمّا في حال وجودهم في المنزل أو في مكان العمل، فقد طلبت منهم الحفاظ على الهدوء وعدم الخروج إلا للضرورة، مع الالتزام بتعليمات الجهات المؤهّلة لذلك.

أضافت المنصة الوطنية للحماية المدنية التابعة لوزارة الداخلية البحرينية، في تسجيلها المصوّر، أنّ عند سماع صفّارة الإنذار الثانية، يكون الخطر المحدق قد انتهى وعادت الأمور إلى طبيعتها. لكنّها شدّدت على وجوب عدم التجمّع بالقرب من المناطق المتضرّرة من أجل الحفاظ على سلامة الأفراد وعدم عرقلة عمليات الدفاع المدني، إن كانت ثمّة حاجة لذلك. كذلك حذّرت مواطنيها والمقيمين على أراضيها من عدم التقاط أيّ جسم عن الأرض، حتى لو كان شكله أليفاً.

تجدر الإشارة إلى أنّ الهيئة الوطنية للرقابة النووية والإشعاعية والكيميائية والبيولوجية في العراق كانت قد أعلنت، يوم الأحد الماضي، اتّخاذ أعلى درجات اليقظة للتعامل مع المستجدّات المحتملة، بعد اجتماع طارئ لغرفة الطوارئ الإشعاعية والنووية، في أعقاب اليوم الثاني من الضربة العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف إيران. وقد أكّد متخصّصون ضرورة استمرار عمل غرفة الطوارئ، ولا سيّما عند الحدود مع إيران، وضرورة الحرص على حداثة أجهزة قياس الإشعاع للتأكد من نقاوة الهواء ورصد التلوّث المحتمل فيه، وكذلك الأمر بالنسبة إلى تلوّث المياه والتربة.

في هذا الإطار، شدّد الخبير العراقي بالتلوّث البيئي زهير الزبيدي لـ"العربي الجديد" على "وجوب الاستعداد لأيّ طارئ، من خلال تجهيز سكان المناطق الحدودية مع إيران بملابس واقية وكمامات، ونشر الوعي الوقائي بينهم". من جهته، أفاد مرصد "العراق الأخضر" المختصّ بشؤون البيئة بأنّ ثلاث محافظات عراقية ستكون الأكثر تعرّضاً للإشعاع في حال استهداف إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية