
أنهى المؤتمر العام الذي عُقد في مدينة السويداء جنوبي سورية، مساء أمس الثلاثاء، أعماله بانتخاب لجنة أمانة عامة ممثلة للفعاليات السياسية والاجتماعية والمدنية.
وتضمن المؤتمر، الذي حضره نحو 120 مشاركاً، ممثلين عن معظم الفعاليات في السويداء، بمن فيها شيوخ العقل الثلاثة والمطرانية والاحزاب السياسية وتجمعات المجتمع المدني، حوالى 90 مداخلة وحوارات مغلقة توصل خلالها المؤتمرون إلى إنجاز انتخابات ديمقراطية وتأجيل التوصيات الختامية لكي تكون متوافقة ومنسجمة مع الهدف الأساسي للمؤتمر. فيما قاطع وانسحب من هذا المؤتمر عدد من الهيئات التمثيلية المدنية والعسكرية، أبرزها حركة رجال الكرامة، التجمع المهني، التجمع الوطني وحزب الشعب.
وقالت اللجنة التحضيرية إن تأجيل البيان الختامي للمؤتمر لعدة أيام يعود لأسباب عدة، أهمها المداخلات والآراء المتعددة التي طرحها المشاركون والحاجة للوقت الكافي من أجل صياغته، معتبرة أنه أول مؤتمر يمارس فيه المشاركون كامل حريتهم في الحوار وتُنتخَب أمانة عامة دون أن يكون البيان الختامي مُعداً بشكل مسبق. وتوافقت اللجنة التحضيرية مع المشاركين على تحديد حجم الكتل الممثلة للشباب والنساء وباقي الفعاليات السياسية والاجتماعية، حيث انتُخِبَت ست نساء وثمانية شباب، وتوزع العدد المتبقي بين باقي الفعاليات دون النظر إلى خلفية المرشح السياسية أو الاجتماعية.
وقال المدرس عصام خداج، أحد أعضاء اللجنة التحضيرية لـ"العربي الجديد"، إن "هذا المؤتمر نتاج عمل دؤوب لمدة تزيد على شهر، حاولنا خلاله أن نتواصل مع جميع الفعاليات الاجتماعية والسياسية. وانطلقنا بمباركة وتوافق من المرجعيات الدينية حتى وصلنا إلى هذا اليوم، الذي يُمثل حالة من الديمقراطية التي أدعي أنها لم تمارس على مستوى سورية من قبل".
وأكد خداج أن قرار تأجيل إعلان البيان الختامي جاء حرصاً على الدقة الكاملة في نقل أفكار المشاركين واقتراحاتهم واختصار المخرجات في بيان يحظى بالإجماع على كل ما ورد في المداخلات، وأضاف: "نحن دخلنا كلجنة تحضيرية إلى هذا المؤتمر بورقة بيضاء، ونعتبر مخرجاته هي كل ما توافق عليه الحضور، بما فيها الانتخابات النزيهة التي أدت إلى تشكيل الأمانة العامة التي ستمثل السويداء في أي حوار مع الحكومة".
الإعلامي سليمان فخر، رئيس تحرير موقع الراصد المحلي، رأى أن المؤتمر "محاولة لتحريك المياه الراكدة، وطريقة لإعادة بث الروح للحياة السياسية في السويداء"، لافتاً في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن "الاختلاف والخلاف لم يكونا عوامل تعطيل في المؤتمر، وهذا ما يعني قناعة الجميع بأن الإقصاء هو المعطل الحقيقي والوحيد للحياة السياسية في أي مكان. وهذه إشارة لا بد من تلقفها من المركز حيث يلتقي المختلفون دون أحكام مسبقة واتهامات وتخوين"، ومشيراً إلى أن "الهيئة العامة معظمها أسماء معروفة وتحظى بثقة كبيرة في المجتمع".
أما الناشط المدني جهاد شهاب الدين، فاعتبر في حديث مع "العربي الجديد" أن هذا المؤتمر "يمثل وجهة نظر أحادية ضمن الانقسام الذي تشهده السويداء"، متهماً اللجنة التحضيرية بـ"استبعاد العديد من الفعاليات الاجتماعية والسياسية المؤثرة وذات الحضور الشعبي الكبير في المحافظة". وأضاف أن "الجميع يتمنى النجاح لهذا المؤتمر، خصوصاً بعد التصويب في الكثير من المواقف التي كانت تشكل عائقاً أمام الإجماع العام"، مشيراً إلى "تعديلات هامة طرأت على مواقف الشيخ حكمت الهجري والتيار الذي يتبع له"، وأكد أن "وجهات النظر بين المرجعيات الدينية والاجتماعية أصبحت أكثر تقارباً. وقد توافقت، عموماً، على تفعيل دور الدولة في المحافظة، من خلال الضابطة العدلية والجيش الوطني. وهذا في حد ذاته إنجاز كبير في التشاركية والاندماج بمؤسسات الدولة".
