
أهلي
كشفت السلطات القضائية السعودية، الثلاثاء 17 يونيو/حزيران 2025م، أن المقيمة اليمنية "شروق أحمد علي عثمان" أُدينت رسميًا بجريمة قتل عمد، ارتبطت بسلوك جنائي شمل تعاطي المخدرات، وإقامة علاقة غير مشروعة.
ووفقًا لوثائق رسمية صادرة عن المحكمة الجزائية المتخصصة في محافظة جدة، اطّلع عليها "بران برس"، فإن شروق، وهي مقيمة في المملكة بطريقة نظامية، تمّت إدانتها بجريمة القتل العمد بحق المواطن السعودي "فهد بن محمد البيشي".
وفي وقتٍ سابق، أطلق عدد من الناشطين والإعلاميين اليمنيين حملات مناشدة وتعاطف على منصات التواصل الاجتماعي تحت شعار "أنقذوا شروق"، عقب نشرها مقطع فيديو طلبت فيه مساعدتها لدفع دية قدرها ثلاثة ملايين ريال سعودي، لعائلة المواطن السعودي الذي قتلته دفاعًا عن نفسها أثناء محاولته اغتصابها، بحسب تعبيرها.
وتعود بداية القصة إلى مساء الإثنين 23 شعبان 1442هـ، حين تلقّت الجهات الأمنية بلاغًا عن اختفاء المجني عليه، قبل أن يُعثر عليه جثة هامدة في مكان إقامته، وقد تعرض لعدة طعنات في الصدر والظهر، وُجدت بجواره سكين ملطخة بالدماء.
وبحسب التحقيقات الأولية في موقع الجريمة، برز اسم المقيمة شروق كمتهمة رئيسية، حيث كشفت التحقيقات عن وجود بعثرة واضحة في الموقع، إلى جانب مواد مخدّرة، بينها سيجارة حشيش وموازين إلكترونية، ما يدل على نشاط يُشتبه بارتباطه بتعاطي أو ترويج المخدرات. كما تم العثور على مركبات تعود للمجني عليه، دون بلاغات سابقة بشأنها.
ووفقًا لحيثيات القضية، فقد خرجت المتهمة شروق أحمد علي عثمان برفقة المجني عليه بعد أن تواصل معها عبر تطبيق "سناب شات"، مدعيًا رغبته في اللقاء وتناول الإفطار. وتوجّه الاثنان إلى استراحة تعود للمجني عليه، ودخلت المتهمة بناءً على طلبه، بعد أن قدّم لها حبة "روش" مخدّرة.
وأوضحت المتهمة أن معرفتها بالمجني عليه جاءت عن طريق صديقتها شوق، وكانت على علم بتعاطيه وترويجه للمخدرات، ما شجعها على مقابلته لرغبتها في تعاطي الحشيش.
وبحسب إفادتها، طلب فهد منها القيام بعلاقة غير شرعية، وعندما رفضت، هددها بالاغتصاب وأشهر سكينًا في وجهها. وادعت شروق أنها عثرت على سكين صغيرة في دورة المياه، وقامت بطعنه دفاعًا عن نفسها أثناء محاولته الاعتداء عليها، ما أدى إلى وفاته متأثرًا بجراحه.
وأفادت تقارير الطب الشرعي بأن المجني عليه تُوفي في الحال نتيجة الطعنات المباشرة في الرقبة والصدر والبطن، فيما أشارت التحقيقات الجنائية إلى محاولة شروق إخفاء أداة الجريمة والفرار من موقع الحادثة، قبل أن يتم القبض عليها من قِبل الأجهزة الأمنية.
وفي سياق التحقيق مع المتهمة، اعترفت شروق تفصيلًا بجريمتها، وتم تمثيل الواقعة بحضور الجهات المختصة، وجاءت إفاداتها متطابقة مع ما تم العثور عليه في موقع الحادث، كما تمت مصادقة اعترافها شرعًا.
وبحسب إفادتها، قامت بعضّ المجني عليه في كتفه الأيمن أثناء الشجار، ما أدى إلى سقوطه على الأرض، وعندما حاول النهوض، وجهت له عدة طعنات في ظهره أفقدته القدرة على الحركة. وعقب ارتكابها الجريمة، استخدمت هاتف المجني عليه للاتصال بالشرطة، وأبلغت المتصل بأن شخصًا تعرض للطعن.
وغادرت المتهمة، التي كانت تنزف من يدها اليسرى، الاستراحة، وأبلغت أحد المارة بتعرضها لمحاولة اغتصاب، قبل أن تتوجه إلى منزل أحد أصدقائها لتلقي الإسعافات الأولية، ثم إلى منزل أسرتها بحي الروابي، حيث تم القبض عليها لاحقًا من قِبل رجال البحث الجنائي.
وخلال التحقيق، اعترفت شروق بأنها نفذت عملية الطعن بسكين صغيرة عثرت عليها داخل دورة المياه، مؤكدة عدم تدخل أي طرف آخر في الحادثة. كما أقرت بتعاطيها مادة الحشيش وحبوب "الروش".
وبحسب الوثائق الصادرة عن المحكمة الجزائية بجدة، فإن النيابة العامة أوقفت المتهمة استنادًا إلى المادة (113) من نظام الإجراءات الجزائية، كون القضية من الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف، وتم إحالتها إلى سجن النساء بمحافظة جدة بموجب أمر قضائي، فيما تم تسليم جثمان المجني عليه لذويه.
وفيما لا تزال الجهات المختصة تستكمل الإجراءات النظامية، تترقب الأوساط القانونية والمجتمعية نتائج المحاكمة، التي قد تسلط الضوء على خلفيات الجريمة وظروفها.
أخبار ذات صلة.

حق المرأة في الولاية وحقها في الدِّية 2-2
قناة بلقيس
منذ 14 دقيقة