
أعلنت شركة مصر للطيران، الناقل الوطني لمصر، اليوم الأربعاء، أنها تقدمت بطلب شراء ست طائرات إضافية من طراز إيرباص A350-900، ما يرفع العدد الإجمالي للطائرات من هذا الطراز ضمن أسطولها المستقبلي إلى 16 طائرة. وقال الرئيس التنفيذي للشركة أحمد عادل إن هذه الخطوة تأتي "في إطار تلبية الطلب المتزايد على الرحلات بعيدة المدى، ولدعم خطط التوسع في شبكة الخطوط الجوية خلال السنوات الخمس المقبلة"، وفق رويترز. وأضاف أن الطائرات الجديدة ستساهم في تعزيز كفاءة التشغيل وتحسين تجربة السفر للمسافرين على الخطوط الدولية.
وتُعد طائرات إيرباص A350-900 من الطرازات الحديثة ذات الكفاءة العالية في استهلاك الوقود، والمجهزة بأنظمة راحة متقدمة، ما يجعلها خيارا مفضلا للناقلات الساعية إلى تحديث أساطيلها وزيادة قدرتها التشغيلية على الوجهات البعيدة. وتأتي هذه الصفقة في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سباقا محموما على توسيع شبكات الطيران وتعزيز الحضور الدولي. وتشير تقارير السوق إلى أن شركات كبرى مثل الخطوط السعودية والخطوط القطرية وطيران الإمارات تواصل تعزيز أساطيلها بطائرات حديثة، وهو ما يفرض على الشركات الإقليمية الأخرى رفع مستوى جاهزيتها التنافسية.
وبعد سنوات من الركود المتفاوت الذي تسبب به وباء كوفيد-19، أظهر سوق الطيران المصري إشارات تعاف تدريجي منذ عام 2023. وأعلنت وزارة الطيران المدني أن عدد المسافرين عبر المطارات المصرية تجاوز 45 مليون راكب في 2024، بزيادة قدرها 22% عن العام السابق. ومع ذلك، لا تزال الشركة الوطنية تواجه تحديات مثل تكاليف التشغيل المرتفعة، وتقلبات أسعار الوقود، ومنافسة شركات الطيران منخفضة الكلفة، فضلا عن حاجة مستمرة إلى تحسين خدمات ما بعد البيع، والرقمنة، وتطوير البنية التحتية الأرضية.
وفي إبريل/ نيسان 2024، أعلنت شركة مصر للطيران بيع أسطولها الكامل من طائرات A220-300 وعددها 12 طائرة لشركة التأجير الأميركية "أزورّا أفييشن" (Azorra Aviation)، وذلك بعد أعطال متكررة في محركات "برات آند ويتني" (Pratt & Whitney) من طراز PW1500G، التي تسببت بتوقف طويل للطائرات خلال 2023. وقدر خبراء أن الشركة تكبدت خسائر تشغيلية فادحة بلغت نحو مليون دولار سنويا لكل طائرة، إضافة إلى أعباء تمويلية ضخمة ناتجة عن شراء الطائرات بقروض مصرفية منذ 2019. ولم تتمكن الشركة من تعظيم العائد على هذا الطراز في ظل ضعف الطلب على المسارات الإقليمية.
واعتبر محللون أن قرار البيع كان دفاعيا لإنقاذ السيولة وتخفيف الضغط المالي. وقد أعقبت الصفقة تصريحات رسمية أثارت جدلا، حيث برر يحيى زكريا، رئيس الشركة حينها، تلك الصفقة بكون الطائرات "غير ملائمة للظروف المناخية". وتساءل نواب وخبراء عن مدى دقة دراسة الجدوى التي سبقت شراء الطائرات، مطالبين بكشف تفاصيل العقود التي وقعت سابقا. وقال البعض إن الصفقة تعكس سوء تخطيط إداري، بينما ذهب آخرون إلى وصفها بـ"الإهدار العلني للمال العام"، خاصة مع ما أشيع عن بيع الأسطول بأقل من ثلث سعره الأصلي.
وفي خضم هذه الانتقادات، دافعت إدارة مصر للطيران عن القرار بوصفه جزءا من خطة لإعادة هيكلة الأسطول، والتركيز على الطائرات بعيدة المدى الأكثر ربحية. ويأتي إعلان الشركة عن طلب شراء ست طائرات جديدة من طراز A350-900 ليعكس هذا التوجه نحو دعم المسارات الطويلة. إلا أن خلفية البيع السابق تضع القرار الجديد تحت المجهر، وتفتح الباب لمزيد من التساؤلات حول كفاءة التخطيط الاستراتيجي في الشركة.
