عرفات اليازجي.. حياة بلا قدمين على حافة الجوع في غزة
عربي
منذ 4 ساعات
مشاركة

تحولت حياة الفلسطيني عرفات اليازجي (41 عاما) رأسا على عقب، بعد أن سبَّب العدوان الإسرائيلي على غزة بتر قدمه اليسرى ونصف قدمه اليمنى، ما عطَّل قدرته على المشي وممارسة مهامه اليومية. وعلى الرغم من التزام اليازجي بالتعليمات الخاصة بالمناطق التي يدعي الاحتلال بأنها "مناطق قتال خطيرة"، لم يسلم من نيران الآليات التي أصابته وهو يحاول نقل الأغراض الأساسية لأسرته ضمن رحلة النزوح الإجبارية والقاسية. 

يعيش اليازجي مع أسرته في خيمة بلاستيكية داخل مخيم الصابرين بالقرب من مفترق السرايا وسط مدينة غزة، والذي يفتقر إلى أدنى المقومات المعيشية بفعل غياب الدعم المؤسساتي والرسمي، واعتماد المخيم على المساعدات الفردية والمبادرات البسيطة والعاجزة عن تلبية المتطلبات المتزايدة لعشرات الأسر داخله، إذ سبّبت الإصابة التي تعرض لها تعطُّلَه عن العمل، فيما تعيش أسرته ظروفاً معيشية قاسية، خاصة في ظل نفاد مختلف المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية، وارتفاع أسعار الكميات البسيطة إلى نسب خيالية، ما جعله عاجزاً عن توفيرها لأسرته.

ويقول عرفات اليازجي لـ"العربي الجديد" إنه عانى منذ بداية الحرب ويلات التهجير القسري والنزوح المتواصل، والذي أجبره على التنقل بين مخيمات النزوح ومراكز الإيواء في ظل ظروف معيشية تفتقر إلى مختلف سبل الراحة، أو الحياة الكريمة، أو حتى الحياة البسيطة، لافتاً إلى أنه أصيب لحظة عودته إلى منطقته السكنية بالقرب من وادي غزة وسط قطاع غزة لتوفير فراش ومتطلبات خاصة بأسرته المكونة من ستة أفراد، لكنه فوجئ بقصف إسرائيلي أدى إلى خسارته قدميه وقدرته على الحركة.

وكان اليازجي يعمل قبل بدء العدوان الإسرائيلي في صناعة المطابخ الرخامية، إلا أن الحرب سبَّبت تعطيل عمله ومصدر دخله الوحيد، بينما لم يتمكن من العمل في أي مهنة أخرى نتيجة عدم توفر الفرص بفعل الآثار السلبية للعدوان على مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية.

قساوة الحياة داخل الخيام، سواء خلال فصل الشتاء، أو فصل الصيف والذي تتحول خلاله الخيام البلاستيكية إلى غرفة أشبه بالساونا

ويلفت اليازجي إلى أنه كان يسعى لإيجاد أي عمل يمكنه من توفير قوت أسرته ومتطلباتها الأساسية، إلا أن إصابته البالغة أعدمت أمله الأخير في التخفيف من الأعباء الثقيلة، والمتزامنة مع حالة النقص والغلاء وغياب الخدمات. واضطر رب الأسرة إلى الاعتماد على المساعدات التي يتم تقديمها مع المؤسسات الإنسانية والخيرية، إلا أن إغلاق المعابر منذ الثاني من مارس/ آذار الماضي، ومنع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية، سبَّب تعميق أزمته، والعيش فقط على الاستدانة وفتات يتم توفيره "من أيدي الناس".

ويبين اليازجي قساوة الحياة داخل الخيام، سواء خلال فصل الشتاء، أو فصل الصيف، والذي تتحول خلاله الخيام البلاستيكية إلى غرفة أشبه بالساونا، أو الحمامات الزراعية، ويزيد قساوتها جراء تراكم أكوام القمامة في الشوارع المحيطة، كذلك الطفح المستمر في الصرف الصحي، مشيراً إلى أن الظروف غير الموائمة لحالته داخل مخيمات النزوح تزيد من معاناته، خاصة في ظل تدمير البنية التحتية، والشوارع الترابية التي تحدّ من قدرته على الحركة بواسطة الكرسي المتحرك، حيث تفاقم تلك الأوضاع من حالته الصحية، خاصة في ظل النقص الشديد في الطعام الصحي ومختلف الأغذية بشكل عام.

ويشير إلى عدم قدرته على متابعة حالته الصحية في ظل الانهيار التام للقطاع الصحي، ونفاد العديد من أصناف الأدوية اللازمة، كذلك النقص في البدائل الأقل جودة، والتي يقوم بتوفيرها على نفقته الخاصة، بسبب نفاد الأدوية والعلاجات والمستهلكات الطبية داخل المستشفيات والعيادات الرسمية، راجياً أن تنتهي الحرب وما يرافقها من معاناة متواصلة في مختلف نواحي الحياة، سواء في الجانب الأمني أو المعيشي أو الصحي، وأن تقوم المؤسسات المعنية بمتابعة حالته ورعايته صحياً، إلى جانب توفير المستهلكات الطبية والأدوات المساعدة التي من شأنها تخفيف معاناته المتفاقمة يوماً تلو الآخر.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية