كيف ينظر متخصصون إلى تأثيرات الصراع الإيراني–الإسرائيلي المباشر على اليمن؟
أهلي
منذ 3 ساعات
مشاركة

تقرير خاص – يمن ديلي نيوز: شهدت الساحة الإقليمية تغيرات متسارعة في الأحداث، خصوصًا بعد شنّ الطيران الإسرائيلي، منذ صباح الجمعة الماضية، هجومًا موسعًا على أهداف ومنشآت وقيادات عسكرية إيرانية في قلب إيران، تلاه ردٌّ إيراني عبر قصف صاروخي استهدف إسرائيل.

تأتي هذه التطورات في وقت يعاني فيه اليمن، منذ عام 2004، من “تمرد مسلح مدعوم من إيران” نجح في عام 2014 في إسقاط العاصمة صنعاء والسيطرة على ما يُقدَّر بـ30 في المائة من مساحة الجمهورية اليمنية، ما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 300 ألف يمني، وتشريد أكثر من 5 ملايين آخرين.

ورغم حالة اللا حرب واللا سلم التي تعيشها اليمن منذ أبريل/نيسان 2022، إلا أن اليمنيين لم يصلوا إلى مرحلة اليأس في استعادة دولتهم، بل ينظرون إلى التطورات الأخيرة بين إسرائيل وإيران على أنها ستكون ذات تأثيرات وتبعات على اليمن، وأن ما يجري يُعدّ شعاع أمل يثير حلم استعادة الدولة.

وبعيدًا عن حالة التفاؤل التي يثيرها الصراع الإيراني–الإسرائيلي المباشر، كيف ينظر الباحثون المتخصصون إلى تأثير هذا الصراع على اليمن ومعركته الممتدة منذ سنوات؟ وما مدى استفادة الحكومة المعترف بها دوليًا من هذا الصراع؟

لا نية للتصعيد

يقول الباحث في المركز الشرق أوسطي للأبحاث بجامعة كولومبيا، الدكتور عادل دشيلة، الذي قال إن الحكومة اليمنية الشرعية لا تنوي حاليًا التصعيد العسكري ضد جماعة الحوثي، وذلك لأسباب عدة، أبرزها الموقف الإقليمي المائل إلى التهدئة، خصوصًا من قبل الدول الداعمة للحكومة، وعلى رأسها التحالف العربي.

وأضاف: لـ”يمن ديلي نيوز”: التحالف العربي لدعم الشرعية يسعى في الوقت الراهن إلى تهدئة الصراع بين إيران وإسرائيل، وتفعيل دور الوساطة بين الأمم المتحدة وإيران، والعودة إلى مسار التفاوض من جديد.

وواصل: القوى الإقليمية، في ظل التصعيد المتبادل بين طهران وتل أبيب، تفضّل الابتعاد عن أي مواجهات جديدة، وتسعى لتقليص حدة التوتر في المنطقة عبر الوساطات الدولية، وهو ما ينعكس بطبيعة الحال على تعاطيها مع الملف اليمني.

وأشار إلى أن الأزمة اليمنية تُعد حاليًا من الملفات الثانوية إقليميًا، بسبب التطورات المتسارعة في المنطقة، والتي قد تحمل تداعيات سلبية واسعة، خاصة على دول الخليج والدول المجاورة لإيران وإسرائيل، مثل العراق والأردن.

واستبعد الباحث دشيلة في حديثه أي تحرك عسكري للحكومة اليمنية في ظل غياب الدعم الإقليمي، معتبرًا أن أي تحرك دون غطاء سياسي وعسكري سيكون غير مجدٍ.

وقال: “في حال انتصرت إيران على إسرائيل – وهو احتمال مستبعد – فإن ذلك قد يعني إعادة تموضع جماعة الحوثي كقوة أمنية إقليمية، ما يتيح لها فرض شروطها على بقية القوى اليمنية بالقوة العسكرية”.

ونوّه دشيلة إلى أن المعطيات الميدانية تشير إلى أن الطرفين، إيران وإسرائيل، لا يسعيان إلى تحقيق نصر حاسم، بل يهدفان إلى كسب مكاسب استراتيجية وأمنية واقتصادية، ضمن صراع مفتوح على النفوذ في المنطقة.

تأثير الصراع على اليمن

وفيما يتعلق بتأثير الهجوم الإسرائيلي على إيران على اليمن، قال الباحث دشيلة إن اليمن سيتأثر بنتائج هذا الصراع أياً كانت. ففي حال تغلبت إسرائيل، فقد تسعى بعض القوى الإقليمية الداعمة للانفصال إلى استغلال التغيرات الجيوسياسية لإعادة رسم خريطة اليمن، وتفكيكه بما يتناسب مع مصالحها وتحالفاتها مع إسرائيل.

وشدد على صعوبة الحديث عن تأثيرات إيجابية محتملة على الملف اليمني في ظل هذا الصراع، مؤكدًا أن اليمن سيظل جزءًا من المشكلات الإقليمية، وسيتأثر بتحولاتها سواء أفضت إلى تسوية سياسية أو إلى استمرار التصعيد العسكري.

وأضاف: “من المبكر الحكم على التأثيرات المباشرة لهذا الصراع على اليمن، لكن الأيام القادمة ستكشف الكثير، ويجب الاستعداد لأسوأ السيناريوهات الممكنة”.

اليمن خارج المعادلة

من جانبها، قالت الباحثة في مركز صنعاء للدراسات، ميساء شجاع الدين، إن الحكومة اليمنية لا تمتلك خيارات حقيقية في ما يتعلق بالصراع القائم بين إيران وإسرائيل، كما لا تملك أي دور فاعل فيه.

وأوضحت في حديثها لـ”يمن ديلي نيوز” أن الحكومة اليمنية لا يمكن أن تصطف إلى جانب إسرائيل ضد إيران، بل من المفترض أن تُدين الاعتداء الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية.

وتابعت: التأثير اليمني في هذا السياق لا يتعدى ما تقوم به إيران من تحريك حلفائها في المنطقة، مرجحة أن تكون هناك هجمات منسقة من جبهات متعددة لزيادة الضغط الصاروخي على إسرائيل، وهو ما يبدو واضحًا على الأرض حاليًا.

وفي سياق متصل، لم تستبعد شجاع الدين لجوء إيران إلى إغلاق مضيق هرمز أو حتى باب المندب كخيار إضافي، لكنها شددت على أن هذا الإجراء – رغم خطورته – يظل جزءًا من المعركة المباشرة، ولا يرتبط بشكل مباشر بالحرب في اليمن.

وأشارت إلى أن معظم اليمنيين لا يُتوقع أن يصطفوا مع أحد طرفي النزاع، في حين تتبنى السعودية ودول الخليج موقفًا محايدًا إلى حدٍّ كبير، ما يقلص من فرص أي تحرك فاعل للحكومة اليمنية.

واختتمت شجاع الدين حديثها بالتأكيد على أن التأثير الفعلي لهذه التطورات على اليمن مرهون بنتائج الحرب على إيران، وما إذا كانت ستؤثر على بنية النظام الإيراني أو مستقبل الدولة هناك، مؤكدة أن هذا لا يمكن تقييمه إلا بعد انتهاء المواجهات.

ساحة صراع

أما الباحث والمحلل السياسي مصطفى الجبزي، فقال إن اليمن مرشحة لتكون إحدى الساحات الرئيسة في الصراع الدائر، نظرًا للارتباط الوثيق بين جماعة الحوثي والنظام الإيراني.

وأضاف أن الأيام المقبلة قد تشهد تحوّل اليمن إلى ساحة عمليات عسكرية، مع احتمال مشاركة الحوثيين في الجهد القتالي، حتى وإن كان بشكل رمزي.

وأشار إلى أن انكشاف إيران في هذا الصراع قد ينعكس سلبًا على جماعة الحوثي، وربما يدفعها إلى إعادة النظر في هويتها وتحالفاتها الإقليمية.

ظهرت المقالة كيف ينظر متخصصون إلى تأثيرات الصراع الإيراني–الإسرائيلي المباشر على اليمن؟ أولاً على يمن ديلي نيوز Yemen Daily News.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية