أجرى وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد حسن الشيباني، اليوم الثلاثاء، اتصالين هاتفيين منفصلين مع نظيريه الإيطالي أنطونيو تاجاني، والألماني يوهان فاديفول، تناول فيهما العلاقات الثنائية بين دمشق وكل من روما وبرلين، إلى جانب تطورات الأوضاع في سورية والمنطقة، وسط إشارات رسمية سورية إلى سعي لتعزيز الانفتاح السياسي والدبلوماسي على أوروبا.
وأكد الشيباني خلال الاتصال مع تاجاني حرص سورية على مواصلة الحوار والتشاور مع الجانب الإيطالي "بما يخدم المصالح المشتركة"، مشدداً على أهمية "بناء علاقات متوازنة مع الدول الصديقة، تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
من جهته، أبدى الوزير الإيطالي دعم بلاده لـ"جهود الاستقرار في سورية"، مشيراً إلى اهتمام روما بمواصلة التنسيق مع الحكومة السورية في الملفات ذات الأولوية، خصوصاً في الجانبين الإنساني والاقتصادي. كما شدد الجانبان على ضرورة "احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها"، وأهمية تطوير أطر التعاون الثنائي لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.
وفي اتصال منفصل، تلقى الشيباني مكالمة من وزير الخارجية الألماني الجديد يوهان فاديفول، بحثا خلالها القضايا الإقليمية الملحة وسبل تطوير العلاقات الثنائية. وهنّأ الشيباني نظيره الألماني بتوليه منصبه الجديد، معرباً عن تطلع دمشق إلى تعزيز التعاون الدبلوماسي مع برلين في مختلف المجالات، لا سيما في ظل "المتغيرات الدولية المتسارعة".
وتطرقت المحادثات إلى المستجدات في الشرق الأوسط، حيث دان الوزير السوري "التوغلات الإسرائيلية في القنيطرة، وعمليات هدم المنازل واقتلاع الأشجار في الجنوب"، واصفاً إياها بأنها "انتهاك واضح للسيادة السورية".
في المقابل، شدد الوزير الألماني على أهمية "إيجاد حلول دبلوماسية" من شأنها تعزيز الاستقرار في المنطقة. وفي خطوة لافتة، أعلن الطرفان الاتفاق على تأسيس المجلس التنسيقي الاقتصادي السوري الألماني، بهدف توسيع التعاون الاقتصادي والاستثماري، وفتح آفاق جديدة للتبادل التجاري، إضافة إلى بحث دعم مشاريع إعادة الإعمار والتنمية، وتمكين الاقتصاد السوري من "العودة التدريجية إلى الأسواق العالمية".
كما ناقش الوزيران إمكانية تطوير قنوات الحوار بين دمشق وبروكسل، حيث عبّر الشيباني عن رغبة سوريا في تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي. وأعرب الوزير الألماني عن استعداد بلاده لـ"دعم الجهود الدبلوماسية التي تهدف إلى تعزيز التعاون السوري الأوروبي وفق المبادئ الدولية".
واختُتم الاتصال بتأكيد استمرار التنسيق بين الجانبين في المرحلة المقبلة، فيما وعد الوزير الألماني بزيارة دمشق "في القريب العاجل".
