
أهلي
مع دخول الهجوم الإسرائيلي على إيران يومه الخامس، تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات شديدة اللهجة، دعا فيها المواطنين الإيرانيين المتواجدين في العاصمة طهران إلى إخلاء عاصمتهم فوراً.
وكتب الرئيس الأمريكي على منصته "تروث سوشيال": "على الجميع إخلاء طهران فوراً"، مجدداً تأكيده على أنه كان ينبغي على إيران الموافقة على اتفاق يحد من طموحاتها النووية، مؤكداً أنه لا يمكن لطهران امتلاك سلاح نووي.
وفي وقت لاحق، نشر ترامب سلسلة منشورات على منصات التواصل الاجتماعي طالب فيها بـ"الاستسلام غير المشروط" من إيران، مضيفاً: "لا نريد إطلاق صواريخ على المدنيين أو الجنود الأمريكيين. صبرنا ينفد. شكراً لاهتمامكم بهذا الأمر!".
مصير خامنئي
وقال ترامب: "نعرف بالضبط مكان اختباء ما يُسمى بالمرشد الأعلى"، مضيفاً: "إنه هدف سهل، لكنه آمن هناك – لن نقضي عليه، على الأقل ليس في الوقت الحالي"، مؤكداً أن الولايات المتحدة تسيطر بالكامل على الأجواء الإيرانية.
وفي السياق نفسه، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، خلال اجتماع عقد في تل أبيب مع كبار القادة العسكريين، المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بمصير مماثل لمصير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، إذا لم يتوقف عن ارتكاب جرائم الحرب ضد إسرائيل.
نزوح
وفي ظل تصاعد حدة التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، شهدت العاصمة الإيرانية طهران مشاهد غير مسبوقة، تمثلت في تدفق كثيف للمدنيين الهاربين من المدينة، بالتزامن مع تلويح إسرائيل بتنفيذ ضربات جديدة قد تكون "أشد وأوسع" من الهجوم الجوي الذي نفذته مؤخراً، كما أعلنت عدة دول بدء إجلاء رعاياها من إسرائيل وإيران.
وبدأ وسط طهران يخلو من المارة صباح الثلاثاء، حيث أُغلقت كثير من المحال التجارية. كما أُغلق بازار المدينة القديم، وهو أمر لم يحدث في السابق إلا أثناء احتجاجات مناهضة للحكومة أو خلال ذروة جائحة كورونا.
وشهدت الطرق المؤدية من طهران إلى الغرب ازدحاماً خانقاً، حيث بدا أن كثيراً من الأشخاص يتجهون إلى منطقة بحر قزوين. كما ظهرت طوابير طويلة في محطات الوقود بالعاصمة.
وأفاد مراسل شبكة "سي إن إن" من طهران بأن الرحلة التي تستغرق عادةً ثلاث ساعات امتدت إلى أكثر من 14 ساعة، بينما يفتح سكان منطقة "شمال" منازلهم لاستقبال الوافدين.
الأرشيف النووي
كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أن إسرائيل دمرت خلال الهجوم المتواصل على إيران، النسخة الاحتياطية من الأرشيف النووي الإيراني، وذلك بعد 7 سنوات من سرقة نسخة منه في عملية خاصة لـ" الموساد" الإسرائيلي في قلب الأراضي الإيرانية.
وكانت النسخة الاحتياطية التي كانت تحتفظ بها إيران تحتوي على المعلومات المتراكمة التي تخص علماء، من بينهم العلماء التسعة الذين تم اغتيالهم في الضربة الافتتاحية التي شنتها إسرائيل في الحرب.
وفي حين نقلت القناة الإسرائيلية الرابعة عشرة عن مصدر عسكري قوله إن "طهران ستحترق"، مشيرة إلى عملية شاملة تستهدف المقرات الرسمية ومنشآت الحرس الثوري، أمطرت إيران عدة مناطق في إسرائيل بصواريخ باليستية استهدفت حيفا وتل أبيب، في وقت تكثف فيه المساعي الدولية لاحتواء الموقف.
انفجارات وهجمات
وهزَّت انفجارات عنيفة مناطق في طهران، الثلاثاء. وأطلقت الدفاعات الجوية النار باتجاه مقاتلات ومسيَّرات إسرائيلية في مدن إيرانية عدة، منذ وقت مبكر، الثلاثاء، وتصاعد الدخان في أحياء عدة من العاصمة الإيرانية بعد انفجار ما يشتبه بأنها مقذوفات إسرائيلية.
وقال مسؤول أمني في محافظة إصفهان إن الدفاعات الجوية صباح الثلاثاء نشطت أيضاً في نطنز التي تضم منشآت نووية رئيسة على بعد 320 كيلومتراً، حسبما أورد إعلام رسمي إيراني.
وأعلن الجيش الإسرائيلي فجر الثلاثاء تنفيذه هجمات واسعة على مواقع عسكرية في غرب إيران، شملت عشرات مخازن ومنشآت إطلاق صواريخ أرض - أرض، إضافة إلى منظومات صواريخ أرض - جو ومستودعات للطائرات المسيّرة. ونشر الجيش صوراً وفيديو قال إنها توثّق لحظة تدمير تلك المنظومات، بينها مشهد لضربة بثلاثة صواريخ على بطارية أرض - جو.
وقالت صحيفة "هم ميهن": "سُمع انفجاران في تبريز بفارق خمس دقائق"، في حين أوردت وكالة "مهر" الحكومية أن "دخاناً كثيفاً شوهد في محيط تبريز صباح الثلاثاء بعد الانفجار"، عارضة مقطع فيديو. وتؤوي تبريز الواقعة على مسافة أكثر من 600 كيلومتر شمال غربي طهران، قاعدة كبرى لسلاح الجو الإيراني استهدفتها إسرائيل في الأيام الأخيرة.
قواعد الحرس تحت النار
ومع حلول المساء، تعرَّضت قواعد تابعة لـسلاح الجو في الحرس الثوري والجيش الإيراني، لغارات وضربات صاروخية إسرائيلية. وأفادت وسائل إعلام إيران بدَوي انفجارات في شمال أصفهان وشرقها. ووقع هجوم في محيط مصفاة أصفهان. وكانت القاعدة الجوية القتالية الثامنة، أقوى القواعد الجوية الإيرانية هدفاً لغارات عنيفة، ولم يُعرف حجم الخسائر بعد.
وانتشر مقطع فيديو من استهداف قاعدة صاروخية لـ"الحرس الثوري" بمدينة نجف آباد القريبة من أصفهان.
وكان إعلام الحرس الثوري قد أعلن عن وقوع هجوم صاروخي إسرائيلي استهدف حاجز تفتيش في كاشان وسط البلاد فجر الثلاثاء؛ ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى وتضرر مركبة في الموقع. وشنت إسرائيل ضربات مكثفة على أهداف عسكرية إيرانية، منها مواقع تخزين أسلحة وقاذفات صواريخ.
وفي شيراز، أبلغت وكالة "مهر" الحكومة عن اشتباك الدفاعات الجوية مع أهداف معادية في أجواء شيراز جنوب البلاد، دون أن تحدد وقوع انفجارات. وتضم شيراز قاعدة "مرصاد" أكبر القواعد الصاروخية للحرس الثوري.
اغتيال
وعلى صعيد تصفية القيادات، أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال قائد مقر "خاتم الأنبياء المركزي" التابع للحرس الثوري الإيراني في طهران، اللواء علي شادماني، وذلك بعد أيام من تعيينه خلفاً للواء غلام علي رشيد، الذي قُتل في وقت سابق خلال الضربات الإسرائيلية الاستباقية على إيران.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، في تدوينة عبر منصة "إكس": "جيش الدفاع قضى للمرة الثانية على رئيس أركان الحرب في إيران، وأرفع قائد عسكري للنظام الإيراني، علي شادماني".
تكتيك جديد
وفي المقابل، أعلن الجيش الإيراني أنه استهدف مركزاً للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ موجه، رغم وجود أنظمة دفاعية كثيفة للعدو، والتي يُساعد الأمريكيون في تشغيلها، وفقاً لما نقلته وكالة "فارس" الإيرانية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع.
ولاحقاً، قالت وسائل إعلام تابعة لـ"الحرس الثوري" إن "إيران أطلقت بين خمسة إلى ثمانية صواريخ باليستية على إسرائيل"، وتحدثت في الوقت نفسه عن تغيير تكتيكي في عملية إطلاق الصواريخ، في إشارة إلى تراجع عدد الصواريخ التي أطلقتها إيران ابتداءً من مساء الأثنين.
وقال متحدثون عسكريون في وسائل الإعلام الإسرائيلية إن هذا ربما يعدّ دليلاً على تراجع عدد الصواريخ التي تمتلكها إيران أو تستطيع إطلاقها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه دمر 120 منصة لإطلاق الصواريخ الإيرانية، أي ما يعادل ثلث منصات الإطلاق في إيران.
وفي وقت مبكر من صباح الجمعة 13 يونيو/حزيران، أعلنت قوات الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربة عسكرية وُصفت بـ"الاستباقية"، حملت اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت مواقع في إيران، وأسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين والعلماء النوويين.
وردًّا على هذه الضربات، شنّت القوات الإيرانية مساء الجمعة سلسلة هجمات بأكثر من 200 صاروخ جوي استهدفت مناطق متفرقة في تل أبيب، ما أسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة أكثر من 63 آخرين، وفقًا للإسعاف الإسرائيلي.
المصدر | بران برس + وكالات