"فوضى الهويات" لحوراء النداوي... المسافة بين بغداد وكوبنهاغن
عربي
منذ 3 ساعات
مشاركة

يجمع كتاب "فوضى الهويات" (دار الرافدين، 2025) للروائية العراقية حوراء النداوي (1984) سرديات متنوعة عن معاني وتشكّلات الذات والهوية بين الشرق والغرب. ويظهر هذا، في تقسيم الكتاب الصادر بعنوان فرعي "بورتريه واحد لوجوه متعدّدة " بين شخصيات عراقية، ودنماركية من أصول عراقية.

تركز النداوي في طرحها على تطوّر الهوية، وكيفية تشكيل الذات في سياقات متعدّدة، تؤسّسها في الفصل الأول "المسافات" على سؤال بسيط، على افتراض، وهو "ماذا لو؟". يضيء هذا الافتراض على احتمال أنّه لو لم تغادر أسرتها العراق بعد حرب الخليج الثانية، هل كانت لتعيش في ضواحي كوبنهاغن؟

تنقل النداوي في "فوضى الهويات" سرديات كان بوسعها أن تكون سردياتها. إذ تضع افتراضها في سياق أوسع عن ماذا يشكل الهوية، خاصة بالنسبة إلى جيل عاش طفولته وسط النزاعات والحروب. وبعض شخصيات الكتاب هم أصدقاء طفولتها، بتنوّع أيديولوجياتهم وقناعاتهم وطوائفهم، كما تتداخل بعض سرديات الشخصيات مع سردية الكاتبة التي نشأت بين بلدَين وثقافتَين متباينتَين، إلى جانب سرديات مستقلة عنها.

يتراوح الكتاب بين التأمل الشخصي والنقل الحي لأصوات الآخرين، في فصول تتوالى وهي "البدايات" و"التجليات" و"بين هذا وذاك" و"الدنمارك" و"قانون يانته". ثم ترفق الكاتبة السرديات الاثنتي عشرة، يتوسطها "العراق"، و"العودة إلى كوبنهاغن سائحةً". وتختم النداوي كتابها الذي يقع في (389) صفحة بفصل "الاستدلالات". وما أرادت قوله عن الانتماء في عالم متعدّد الثقافات، وكيف لمن ينتمي إلى ثقافتَين مختلفتَين أن يُعرِّف نفسه، وكيف يؤثر المجتمع في تشكيل الهوية.
 
يبدو كتاب النداوي هذا مواصلة لمشاغلها في الرواية، إذ إنّ موضوع روايتها الأولى "تحت سماء كوبنهاغن" (دار الساقي، 2010)، هو الاغتراب واضطراب الهوية، فيما روايتها "قسمت" (دار الجميل، 2017) تتحدث عن مجموعة يتنازعها انتماءان للعراق وتركيا، وهم الكرد الفيليون، وينتهي بطل روايتها لاجئاً في السويد.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية