
يواصل نادي أتلتيك بارادو الجزائري تصدير مواهبه نحو الخارج، تأكيداً لدوره خزاناً حقيقياً للمواهب، فكما في كل موسم، ينجح النادي العاصمي في تسويق لاعبيه إلى مختلف الدوريات الأوروبية والعربية، بفضل سياسة التكوين، التي يعتمدها منذ سنوات، إذ يُعد نادي بارادو نموذجاً فريداً في الجزائر من حيث الاستثمار في الفئات السنية. ورغم صغر حجمه من حيث الإمكانات المادية والبنية الجماهيرية، فإن تأثيره في سوق الانتقالات يبقى كبيراً.
ويشهد الموسم الحالي بروز مهاجم النادي وهداف الدوري المحلي، الجزائري عادل بولبينة (22 عاماً)، الذي بات على أعتاب الانتقال إلى نادي الدحيل القطري، في صفقة يُتوقع أن تُحسم قريباً. ويشرف على تدريب الفريق القطري المدير الفني السابق للمنتخب الجزائري، جمال بلماضي (49 عاماً)، الذي تجمعه علاقة وثيقة بعائلة زطشي المالكة لنادي بارادو، وهي العلاقة التي تعود إلى فترة تولي خير الدين زطشي رئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم، حين كان بلماضي مدرباً لـ "الخُضر".
وتأتي صفقة انتقال بولبينة إلى نادي الدحيل القطري، في وقت كانت فيه التوقعات تشير إلى احتمال انضمامه إلى أحد الأندية الأوروبية، على غرار العديد من خريجي أكاديمية أتلتيك بارادو، الذين احترفوا في القارة العجوز. فقد رسّخ النادي العاصمي مكانته مصدراً دائماً للمواهب، بعد أن ساهم في انتقال أسماء بارزة نحو أوروبا، من أبرزهم مدافع بوروسيا دورتموند الألماني، رامي بن سبعيني (30 عاماً)، الذي خاض تجارب مع أندية فرنسية وبلجيكية، ولاعب وسط نادي نيس الفرنسي، هشام بوداوي (25 عاماً)، المطلوب حالياً من قِبل مانشستر يونايتد. كما يواصل النادي تسويق لاعبيه في بلجيكا، حيث يلعب مليك زرقان (23 عاماً) وياسين تيطراوي (21 عاماً) في نادي شارلروا، وسط اهتمام من أندية كبرى على غرار توتنهام وليل الفرنسي، لما يتمتعان به من إمكانات كبيرة رغم صغر سنّهما.
ويُعد بارادو من أكثر الأندية الجزائرية تصديراً للمحترفين، بعد أن كان وراء احتراف يوسف عطال في كورتري البلجيكي، ثم انتقاله إلى نيس، ومنه إلى السد القطري حالياً، ونذير بن بوعلي إلى شارلروا، وفريد الملالي إلى أنجيه الفرنسي، وعبد القهار قادري إلى كورتري، إلى جانب أسماء أخرى، مثل آدم زرقان وزكريا نعيجي وهيثم لوصيف والطيب مزياني وموالي.
وتُعتبر صفقة انتقال بوداوي إلى نادي نيس الفرنسي عام 2019 مقابل 4 ملايين يورو، الأغلى في تاريخ نادي أتلتيك بارادو، لترتفع بذلك عائدات النادي من انتقالات لاعبيه إلى الخارج إلى أكثر من 11 مليون يورو، في انتظار قيمة صفقة بولبينة، ويُعتبر هذا الرقم ضخماً في سياق البطولة الجزائرية، التي تعتمد أنديتها في الغالب على إعانات الدولة أو تمويل الشركات العمومية الوطنية، التي تستثمر في الأندية في إطار دعم كرة القدم وتطويرها محلياً.
وفي هذا الإطار، يسعى الاتحاد الجزائري لكرة القدم إلى تعميم تجربة التكوين الناجحة، التي تبناها نادي بارادو، من خلال فرض إلزامية إنشاء أكاديمية خاصة بكل نادٍ ينشط في القسم الأول، في خطوة تنظيمية تهدف إلى توسيع قاعدة التكوين القاعدي. كما يواصل الاتحاد جهوده في هذا المجال، من خلال تسريع وتيرة إنهاء أشغال أكاديمية "الفاف" في مدينة تلمسان، إلى جانب إطلاق مشروع بناء أكاديمية جديدة في مدينة جيجل.
ويراهن الاتحاد على هذا التوجه من أجل استثمار الثروة البشرية، التي تزخر بها الجزائر من المواهب الكروية، والتي تحتاج فقط إلى تأطير احترافي من أجل صقلها وتصديرها إلى البطولات الأوروبية، بدلاً من اللجوء المستمر إلى التعاقد مع لاعبين من خارج البلاد دون مردود ملموس على مستوى تطوير اللعبة محلياً.
