صحيفة دنماركية تنشر صور أطفال غزة: "كي لا يقال لم نكن نعلم"
عربي
منذ 4 ساعات
مشاركة

تحت عنوان "تغطية الحرب على غزة حتى لا يقول أحد: لم نكن نعلم ذلك"، اعتبرت صحيفة إنفورماسيون الدنماركية، الثلاثاء، أنه لا يجوز أن تقدم التغطية الإعلامية صورة ملطفة وغير واقعية عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وبالرغم من طغيان موضوع الحرب الإسرائيلية الإيرانية على التغطيات، تواصل الصحيفة الدنماركية متابعتها لعدوان الاحتلال على غزة بطريقة لافتة، مذكرةً القراء بأنه لا يجب نسيان ما يجري في القطاع. وكانت "إنفورماسيون" قد نشرت، الخميس الماضي، عدداً مؤثراً عن الحرب في غزة، فخصّصت صفحتها الأولى بالكامل لصور الضحايا من الأطفال، وكتبت: "لا تغضوا الطرف/لا تنظروا بعيداً".

لفتت صحيفة إنفورماسيون أن الصور التي نشرتها للضحايا الأطفال في غزة بعنوان: "لا تغضوا الطرف"، هي "صور التقطت خلال الشهرين الماضيين"، مذكرةً بسقوط أكثر من 16 ألف طفل فلسطيني شهداء على يد قوات الاحتلال. وأكدت أنها تحرص على عدم عرض صور عنيفة لأطفال قتلى، لكن "مع تطور الوضع في غزة خلال الأشهر الأخيرة، نعتقد أنه من المهم إظهار الظروف التي يعيش فيها المدنيون في غزة وعواقب الحرب بين إسرائيل وحماس".

كسرت "إنفورماسيون" بذلك تقليداً إعلامياً دنماركياً يتجنب نشر صور الضحايا الأطفال عموماً، لكنها جذبت من ناحية أخرى الاهتمام السياسي والشعبي مع ما نشرته، وهو ما تكرّر مع عدد اليوم، حيث خصّصت رئيسة تحريرها، رونا لوكبيرغ، الافتتاحية للتذكير بما يعانيه الفلسطينيون في غزة. كما أعادت نشر الصور التي ظهرت في نسختها الورقية الأسبوع الماضي للشهداء الفلسطينيين الأطفال، على موقعها الإلكتروني تحت عنوان: "هذه هي الصور التي تعكس حقيقة ما يجري في غزة".

وجالت كاميرا "إنفورماسيون"، الخميس الماضي، على بعض مسؤولي السياسات الخارجية في أحزاب دنماركية في مكاتبهم داخل البرلمان في كوبنهاغن، عارضةً عليهم صور الأطفال الضحايا. ورفض حزب رئيسة الحكومة ميتا فريدركسن، الاجتماعي الديمقراطي (يسار وسط) النظر إلى الصور، بشكل مماثل للسياسيين من اليمين المتطرف المساند للاحتلال في حزب الشعب الدنماركي. لكن التأثر بدا كبيراً على سياسيي أحزاب أخرى عرضت عليهم الصور، ومنهم وزير الخارجية الأسبق مارتن ليدغورد وزعيمة حزب الشعب الاشتراكي بيا أولسن.

واقتدت صحيفة إنفورماسيون الدنماركية بزميلتها السويدية أفتون بلاديت التي نشرت في مايو/ أيار الماضي صور الأطفال الغزيين الذين تقتلهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة. وواصلت تغطيتها من خلال سلسلة "لا تغضوا الطرف" على موقعها الإلكتروني، لتؤكد أهمية تغطيتها، مشيرة إلى أنه لا يجوز أن يغطي الإعلام قتل إسرائيل للأطفال وكأنه حدث عابر أو بشكل ملطف.

وقالت أستاذة دراسات الشرق الأوسط في جامعة كوبنهاغن، كريستن كرون، لموقع إنفورماسيون إن ما نشرته الصحيفة من صور لأطفال ورضع في غزة "أقل قسوة مما يُنشر في وسائل الإعلام العربية"، مشيرةً إلى أن الواقع "أشد قذارة ويأساً" من الصور التي نشرتها الصحيفة. أضافت: "بالتأكيد الاكتفاء بإظهار الموت والدمار ليس أمراً مرغوباً فيه، لكن هناك حاجة ضرورية لإجراء نقاش أوسع حول الطريقة التي تختارها وسائل الإعلام الدنماركية لتغطية الحرب في غزة".

وأشارت كرون إلى أن "أن متابعة التغطية الدنماركية فقط لن تجعلك تفهم الصورة الكاملة للأهوال". بالنسبة لها تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً في جعل متابعي الإعلام التقليدي يفهمون حقيقة ما يجري في القطاع.

كانت كرون وزميلها الباحث بشؤون المنطقة العربية، ماغنوس بورلوم دام، قد قاما بمتابعة تغطية وسائل الإعلام الدنماركية للحرب في غزة منذ انطلاقها في أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى ربيع العام 2024. من خلال مراقبة تغطية ست صحف في كوبنهاغن، تبيّن أن بعضها حاول تقديم "تغطية متوازنة" وهو ما دفعها إلى استبعاد الصور التي تظهر ألما ومعاناة بالغة، مثل صور الآباء الذين يحملون أطفالهم الضحايا أمام الكاميرا، "بحجة أنها قد تكون صوراً مدبرة"، بحسب كرون.

لكن الباحثة لفتت إلى اعتقادها بأن التغطية تغيّرت عما كانت عليه قبل عام، لافتةً إلى أن صحفاً مثل إنفورماسيون وبيرلنغسكا بصفتها وسائل إعلام دنماركية راسخة قادرة على إحداث فرق. كما نبّهت إلى هناك دوافع سياسية خلف محاولات تلطيف الحرب الإسرائيلية على غزة، "فالدولة الدنماركية ليست محايدة، بل تصدّر قطع أسلحة تنتهي في الطائرات المقاتلة الإسرائيلية، وقد اشترت أسلحة من إسرائيل، ولا تزال تربطها بها علاقات دبلوماسية كاملة".

وأكدت كريستن كرون أنه "يجب على وسائل الإعلام السائدة ضمان ألّا يتمكن الشعب الدنماركي من القول إننا لم نكن نعرف". وترى أن ما قامت به صحيفة إنفورماسيون في تخصيص غلافها وعدد الخميس الماضي لعرض صور غير عادية للضحايا كان "أمراً شديد الأهمية".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية