
أعلنت حكومة توغو، الاثنين، تعليق بث شبكتين إعلاميتين مملوكتين للدولة الفرنسية لمدة ثلاثة أشهر، بسبب ما وصفته بعدم الحياد في تقاريرهما، وفق ما أفادت به الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في هذه الدولة الواقعة بغرب أفريقيا. وأشارت الحكومة إلى أن الشبكتين المعنيتين هما إذاعة فرنسا الدولية (RFI)، وقناة فرانس 24 (France 24)، موضحة أن القرار يأتي استجابة لما وصفته بـ"إخفاقات متكررة" في التزام المعايير المهنية.
وقالت الهيئة في بيان رسمي إن هذا الإجراء اتخذ "نتيجة إخفاقات متكررة، سبق التنبيه بشأنها رسمياً، وتتعلق بالحياد والدقة والتحقق من المعلومات". وأضاف البيان: "تضمنت عدة تقارير حديثة معلومات غير دقيقة ومتحيّزة، بل ومخالفة للحقائق المثبتة، ما يقوّض استقرار المؤسسات الجمهورية وصورة البلاد".
وشدّدت الهيئة على أن "حرية الصحافة لا تعني نشر المعلومات المضللة أو التدخل في الشؤون الداخلية"، من دون أن تُقدّم تفاصيل دقيقة حول تقارير بعينها كانت سبباً مباشراً في اتخاذ القرار. ويأتي هذا الإجراء في وقت تتزايد فيه القيود على وسائل الإعلام الأجنبية في عدد من الدول الأفريقية، لا سيما في منطقة الساحل، حيث اتخذت حكومات انتقالية وعسكرية خطوات مماثلة.
أما في النيجر، فقد علّقت السلطات بث إذاعة فرنسا الدولية (RFI) وقناة فرانس 24 (France 24) في أغسطس/ آب 2023، بعد أسابيع من الانقلاب العسكري، متهمة القناتين بتقويض السلم العام من خلال تغطيات "منحازة". وفي ديسمبر/كانون الأول 2024، قررت السلطات تعليق بث هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، لمدة ثلاثة أشهر بعد اتهامها بـ"نشر أخبار كاذبة" حول هجوم مسلح.
وفي بوركينا فاسو، علّقت السلطات بث إذاعة فرنسا الدولية (RFI) في ديسمبر/ كانون الأول 2022، متهمة إياها ببث تصريحات تهدّد السكان ومعلومات "مضللة". ثم أوقفت بث قناة فرانس 24 (France 24) في مارس/ آذار 2023 بعد بثها مقتطفاً من مقابلة مع أحد قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهو ما اعتبرته الحكومة "تبريراً للإرهاب". وفي إبريل/ نيسان 2024، علّق المجلس الأعلى للاتصال (CSC) بث إذاعة صوت أميركا (Voice of America) و"بي بي سي أفريقيا" (BBC Africa) لمدة أسبوعين، بسبب تغطيتهما لتقرير صادر عن "هيومن رايتس ووتش" اتهم الجيش بارتكاب عمليات قتل خارج القانون، وهي اتهامات نفتها السلطات. وفي أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه، فُرض حظر جديد على بث إذاعة صوت أميركا (VOA)، بعد اتهامها بـ"إحباط معنويات القوات المسلحة" من خلال تصريحات وُصفت بأنها تمجّد هجوماً جهادياً وتُشوّه أداء الأجهزة الأمنية. كما سُحبت الترددات المخصّصة لإذاعة فرنسا الدولية (RFI) دون تقديم تفسير رسمي.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
