مجموعة السبع تدعم إسرائيل وترفض امتلاك إيران سلاحاً نووياً
عربي
منذ 5 ساعات
مشاركة

اتفق قادة مجموعة السبع بشكل غير متوقع، الاثنين، على بيان مشترك يدعم حق "إسرائيل في الدفاع عن نفسها" ويعارض امتلاك إيران للسلاح النووي، مع استمرار الحرب الإسرائيلية الإيرانية. وفي بيان صدر عن الدول السبع الكبرى الديمقراطية، المجتمعة في قمة بغرب كندا، وصفت المجموعة إيران بأنها "المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار والإرهاب في المنطقة".

وأضاف البيان أن دول مجموعة السبع، والتي تضم الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، وكندا، تتفق على أن "إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً أبداً". وأكدت المجموعة أيضاً على أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها"، وأعربت عن دعمها لأمن إسرائيل. كما دعا البيان إلى "خفض أوسع للتصعيد في الشرق الأوسط، بما في ذلك وقف إطلاق النار في غزة".

وغادر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قمة مجموعة السبع قبل يوم على انتهائها عائداً إلى واشنطن، فيما تواصل إسرائيل وإيران تبادل القصف الصاروخي لليوم الخامس على التوالي. وأقلعت مروحية ترامب من مكان انعقاد القمة في جبال روكي الكندية، لنقله إلى طائرته الرئاسية بعد دعوته سكان العاصمة الإيرانية طهران إلى إخلائها. من جانبه، تحدّث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإيجابية عن الجهود الأميركية لإنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران، مشيراً إلى أن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة مستعدة للمساعدة.

استعداد أوروبي للمشاركة في محادثات مع إيران

وقال ماكرون، في تصريحات أدلى بها على هامش قمة مجموعة الدول السبع في كندا، إن الدول الأوروبية الثلاث مستعدة للمشاركة في محادثات مع إيران. وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن الدول الأوروبية أطلقت عدة مبادرات خلال السنوات الأخيرة لإنقاذ الاتفاق الدولي الرامي إلى منع إيران من تطوير قنبلة نووية. هذا الاتفاق كان قد قوّضه اترامب بشكل أحادي خلال ولايته الأولى، عندما انسحب من الاتفاق الذي سبق أن نسقه ووقعه سلفه باراك أوباما. وبعد الانسحاب، أعاد ترامب فرض العقوبات على إيران، وردت طهران بالتوقف عن الالتزام بتعهداتها في الاتفاق بعد فترة انتظار استمرت عاماً.

ورأى ماكرون أنه "إذا نجحت الولايات المتحدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، فسيكون ذلك أمراً جيداً للغاية"، مؤكداً أن فرنسا ستدعم هذه الجهود. ولم يذكر تفاصيل محددة حول الجهود الأميركية، لكنه قال إن ترامب أشار إلى أن محادثات تجري، وأن هناك عرضاً لوقف إطلاق النار، بالإضافة إلى عرض لعقد اجتماعات ومناقشات.

ماكرون: لا لتغيير النظام في إيران

كما وجه ماكرون انتقادات حادة للأصوات الأجنبية التي تأمل في إسقاط النظام الإيراني من خلال الحرب. وقال: "لا أعتقد أن من دور القوى الخارجية أن تغيّر الأنظمة السياسية القائمة"، مضيفاً أن التاريخ أظهر أن من يحاولون استخدام القوة لإسقاط الأنظمة يرتكبون أخطاء استراتيجية جسيمة، مشدداً على أن "كل من يعتقد أن الضرب بالقنابل من الخارج سينقذ بلداً رغماً عنه فهو مخطئ". وذكر ماكرون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغه، يوم الجمعة، بأن تغيير النظام ليس هدفه الاستراتيجي، بل إن هدفه يتمثل في إبقاء البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين تحت مستوى معين.

دعوات أوروبية لإيران للعودة إلى المفاوضات

في غضون ذلك، قال مصدر دبلوماسي فرنسي، وفق وكالة رويترز، إنّ وزراء خارجية أوروبيون حثوا نظيرهم الإيراني عباس عراقجي، في اتصال هاتفي يوم الاثنين، على العودة للمفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، والامتناع عن تصعيد الصراع مع إسرائيل، إذ قال وزير الخارجية الإيراني إن أولوية طهران هي مواجهة إسرائيل في الوقت الراهن.

وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، المعروفة باسم الترويكا الأوروبية، طرف في الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران الذي كان يهدف إلى كبح البرنامج النووي الإيراني، مقابل رفع العقوبات عن طهران. وقدّمت الأسبوع الماضي مشروع قرار وافق عليه مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة رقابية تابعة للأمم المتحدة، ينص على أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي. وقال المصدر "حث الوزراء إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات بأسرع وقت ممكن من دون شروط مسبقة"، مع دعوة إيران إلى تجنب أي تصرف متهور ضد المصالح الغربية.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن عراقجي قوله إنه أشار إلى جدية إيران بشأن الدبلوماسية، وأكد أن "إيران لم تترك طاولة المفاوضات قط، لكن تركيز طهران في هذه المرحلة ينصب، بالطبع، على مواجهة العدوان بفاعلية". وأفاد المصدر الدبلوماسي بأن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو تحدث إلى نظيره الأميركي ماركو روبيو، قبل محادثة وزراء الدول الأوروبية الثلاث مع عراقجي. وأضاف المصدر أن الدول الثلاث نقلت رسائل منفصلة إلى إسرائيل تحثها على عدم مهاجمة السلطات الإيرانية، أو بنيتها التحتية، أو السكان المدنيين.

وازداد إحباط القوى الأوروبية، التي لم تكن جزءاً من المفاوضات النووية الإيرانية مع الولايات المتحدة، من الاستراتيجية الأميركية في المحادثات. واعتُبر اقتراح مكتوب أولي من إدارة ترامب في نهاية مايو/ أيار قاسياً جداً، ولم يُقدّم الكثير لإيران في مقابل التوصل لاتفاق. وفي إطار قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي، قال مسؤولون أوروبيون إنهم قد يحيلون إيران إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت لاحق من الصيف لزيادة الضغط عليها إذا لم يتم إحراز تقدم في المحادثات النووية.

وسيكون هذا منفصلاً عن إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، المعروفة باسم آلية "سناب باك"، قبل 18 أكتوبر/ تشرين الأول وهو تاريخ انتهاء مدة اتفاق 2015. والأوروبيون هم الوحيدون الذين يمكنهم إطلاق آلية "سناب باك"، إذ أكد دبلوماسيون أن الدول الثلاث سعت إلى تحديد موعد نهائي في نهاية أغسطس/ آب لإطلاقها. ولم يكن واضحاً ما هي سياستهم حالياً. وقال ماكرون الأحد، إنه ينبغي أن تكون أوروبا طرفاً رئيسياً في حال استئناف المحادثات النووية، بالنظر إلى درايتها بالملف النووي.

وعند سؤاله عن المحادثة الهاتفية، التي ضمت أيضاً مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، قال مصدر على دراية بنهج التفكير الأميركي، إن واشنطن ليست قلقة للغاية، إذ من الواضح أن الولايات المتحدة تحظى بالدور الأكبر في تهدئة الصراع الإسرائيلي الإيراني. وأضاف المصدر "في نهاية المطاف، ستكون هناك دولة واحدة فقط في موقع القيادة لإنهاء الحرب، وهي الولايات المتحدة، بالشراكة مع إسرائيل بالطبع". وأوضح أنه "إذا بادر العالم إلى التدخل، وأصبح الأمر أكثر تعاوناً، طالما أنه لا يقوض استراتيجية السياسة الخارجية للولايات المتحدة أو حليفتها إسرائيل، فأنا متأكد من أنه لن تكون هناك أي مخاوف".

(أسوشييتد برس، فرانس برس، رويترز)

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية