أكد وزير الخارجية الباكستاني نائب رئيس الوزراء محمد إسحاق دار أن كل ما ينشر في بعض وسائل الإعلام الدولية بشأن تدخل باكستان في الحرب عبارة عن "أكاذيب لا صحة لها"، مشددا على أن "السلاح النووي الباكستاني فقط للحفاظ على أمن باكستان وسيادتها، وأن التلاعب بالسلاح النووي خطر كبير يجب تجنبه".

وقال دار، في كلمة له أمام مجلس الشيوخ الباكستاني، إن "الكثير من الأقاويل والأخبار الملفقة مصنوعة عبر الذكاء الإصطناعي بشأن موقف باكستان حول الحرب القائمة بين إيران وإسرائيل"، ومنها اللجوء إلى السلاح النووي واستخدامه ضد اسرائيل، مضيفا: "إنه خبر لا صحة له ويجب تجنب نشر وترويج مثل هذه الأكاذيب". كما أكد الوزير أن هناك أنباء منسوبة إلى وزير الدفاع الباكستاني خواجه أصف بشأن التدخل الباكستاني في الحرب لصالح إيران، وهي غير صحيحة، موضحا أن هناك أيضا فيديوهات مزيفة تنشر على منصات التواصل الاجتماعي تظهر اجتماعات بين مسؤولين باكستانيين ومسؤولين في دول أخرى، "وهي غير صحيحة ولم تقع". وأشار إلى أن الخارجية الباكستانية "تأخذ مثل هذه التقارير والأنباء بكل جد؛ وهي خطيرة، لذا يجب تناولها بحذر شديد".

وطلب وزير الخارجية من وسائل الإعلام الداخلية والدولية أن "تتعامل بكل احتياط مع مثل هذه الأنباء المزيفة والتي قد تكون وراءها أجندات خطيرة". وحول دور باكستان في الصراع القائم بين إيران واسرائيل، قال دار "إننا واضحون جدا، نحن ندعم إيران دبلوماسيا ونسعى لحل القضية التي قد تكون لها انعكاسات شديدة على المنطقة عبر الحوار والمفاوضات، وباكستان مستعدة للعب دور في هذا الصدد". وأكد الوزير أن باكستان تواصلت مع كل من إيران وسلطنة عمان من أجل التباحث بشأن المفاوضات بين طهران وواشنطن.

وحول الدور الإنساني، قال الوزير إن إيران طلبت من باكستان إجلاء نحو 20 ألف حاج إيراني في السعودية، "وهو ما وافقت عليه إسلام آباد وهي تقوم بذلك بالتنسيق مع السعودية، كما أنها تجلي الباكستانيين من إيران خوفا من تعرضهم لأي خطر". وشدد الوزير على أن أي مساس بالأمن القومي الباكستاني من أي دولة كانت "سيكون الرد عليه أقوى وأشد".

وعلى الرغم من نفي وزير الخارجية الباكستاني كل ما نسب إلى الوزراء الباكستانيين من تصريحات بشأن الوقوف إلى جانب إيران في الحرب، إلا أن وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف أكد في وقت سابق أن بلاده تقف إلى جانب إيران بكل معنى الكلمة، وأن "على الأمة الإسلامية أن تدرك الأمور قبل فوات الأوان". ولاحقا، ذكرت بعض وسائل الإعلام أن شحنة باكستانية للصواريخ الباليستية قد وصلت إلى إيران، وهو ما نفاه أكثر من مسؤول في باكستان.