
أهلي
تواصلت المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران لليوم الرابع على التوالي، حيث شهد اليوم الاثنين 16 يونيو/حزيران 2025م تصعيدًا جديدًا في تبادل الضربات بين الجانبين، وسط تحذيرات متزايدة من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة أوسع.
وشنّت إسرائيل غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت حيوية داخل الأراضي الإيرانية، في حين ردّت طهران بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية باتجاه العمق الإسرائيلي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص في مدينة بتاح تكفا، فيما سقط قتيل رابع في بني براك.
وتركّزت ضربات الاثنين، على البنى التحتية الحيوية في كلا البلدين، في وقت أكدت فيه إيران أن ردّها "لا يعرف حدودًا"، معتبرةً أن إسرائيل "تجاوزت كل الخطوط الحمراء".
وفي تصريح لافت، توعّدت طهران بتوجيه ضربات صاروخية "أكثر تدميرًا" ضد أهداف استراتيجية في إسرائيل، بينما شدّد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، على أن بلاده لا تسعى لتطوير سلاح نووي، لكنها متمسكة بحقها في امتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية وبحثية.
وفي المقابل، صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من لهجته في كلمة ألقاها من قاعدة تل نوف الجوية، قائلاً: إن "سلاح الجو الإسرائيلي يسيطر على أجواء طهران"، وإن الغارات الجوية "تستهدف مواقع للنظام الإيراني"، مقابل ما وصفه بـ"الاستهداف الإيراني المتعمّد للمدنيين".
ومع دخول اليوم الرابع من المواجهات، استهدف سلاح الجو الإسرائيلي مبنى مجمع استوديوهات قناة "إيرين" الإخبارية الإيرانية الرسمية، أثناء تقديم إحدى المذيعات للبرنامج على الهواء مباشرة، وذلك بعد وقت قصير من توجيه الجيش الإسرائيلي أمرًا بإخلاء المنطقة الثالثة في العاصمة طهران.
وجاء الاستهداف بعد صدور بيان عن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قال فيه إن "القناة الإعلامية الإيرانية، التي تُروّج للدعاية والتحريض، في طريقها إلى الاختفاء"، وإن "إجلاء السكان المجاورين قد بدأ".
وفي بيان لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه وجّه تحذيرًا لسكان المنطقة الثالثة في طهران باللغة الفارسية، داعيًا المدنيين إلى الإخلاء الفوري، مشيرًا إلى أن المدنيين الإسرائيليين لا يتلقّون تحذيرات مماثلة قبل التوجّه إلى الملاجئ.
وفي ظل التصعيد العسكري، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية "إيرنا" بأن منظومة الدفاع الجوي أسقطت طائرة مسيّرة إسرائيلية متطورة من طراز MO9 في منطقة "عين الصولة" بقضاء "دشت عباس" في مدينة دهلران الحدودية.
وفي حين أفادت وكالة "رويترز" بنزوح آلاف من سكان العاصمة الإيرانية طهران من منازلهم خوفًا من تصعيد حملة القصف الجوي الإسرائيلي خلال الأيام القادمة، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الحرس الثوري الإيراني دعا سكان تل أبيب إلى الإخلاء في أقرب وقت ممكن.
وفي تطوّر لافت، أكد السفير الأمريكي في تل أبيب أن فرع السفارة تعرّض لـ"أضرار طفيفة" نتيجة انفجار صاروخي إيراني وقع بالقرب من محيط المبنى.
بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي تدمير ما نسبته ثلث منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية، في محاولة لتقويض قدرة طهران على الرد.
وفي ظل هذا التصعيد، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن "سكان طهران سيدفعون الثمن" في حال استمرار الاعتداءات، في حين دعا رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر بزشكيان، إلى "الوحدة الداخلية والتماسك الوطني" لمواجهة التهديدات.
وفي وقت مبكر من صباح الجمعة 13 يونيو/حزيران، أعلنت قوات الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربة عسكرية وُصفت بـ"الاستباقية"، حملت اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت مواقع في إيران، وأسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين والعلماء النوويين.
وردًّا على هذه الضربات، شنّت القوات الإيرانية مساء الجمعة سلسلة هجمات بأكثر من 200 صاروخ جوي استهدفت مناطق متفرقة في تل أبيب، ما أسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة أكثر من 63 آخرين، وفقًا للإسعاف الإسرائيلي.