إيران: أعددنا إجراءات رداً على قرار أممي محتمل ضد برنامجنا النووي
عربي
منذ 3 ساعات
مشاركة

أعلن المتحدث باسم خارجية إيران إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين، أن بلاده أعدت مجموعة من الخطوات والإجراءات للرد على أي قرار محتمل يصدر عن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن برنامجها النووي خلال اجتماعه هذا الأسبوع، قائلاً: "من المؤكّد أن الرد لن يكون مزيداً من التعاون".

ولم يوضح بقائي تفاصيل هذه الإجراءات في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، لكنّه شدّد على أنها تتجاوز ما جرى الإعلان عنه سابقاً، مضيفاً أن الأطراف الأخرى "على دراية، بشكل أو بآخر، بإمكانيات إيران وقدراتها في هذا المجال"، مشيراً إلى أنها منذ البداية اعتمدت على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووفقاً لالتزاماتها بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي واتفاق الضمانات الشامل (التابع للمعاهدة)، نفّذت خلال العامين الماضيين "خطوات مهمة في سبيل التعاون مع الوكالة، وأظهرت حسن نيتها بأفضل صورة ممكنة".

وأعرب بقائي عن أسفه من أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تحت ضغط ونفوذ سياسي من الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة، قررت إعداد ما يُسمى بـ"التقرير الشامل"، وأن الدول الثلاث استغلت ذلك التقرير لاحقاً لإعداد مشروع قرار وبلورة خططها المستقبلية".

إيران تتمسّك بتخصيب اليورانيوم

وجدّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية تأكيد موقف بلاده بشأن تخصيب اليورانيوم قائلاً: "بالنسبة لنا، فإن التخصيب جزء لا يتجزأ من دورة الوقود النووي، وعنصر أساسي في الصناعة النووية الوطنية، وهو أمر غير قابل للتفاوض أو المساومة"، وأضاف أن تخصيب اليورانيوم هو "صناعة محلية، وقد تأسست استناداً إلى احتياجات ومصالح الشعب الإيراني على مدى عقود من جهود العلماء الإيرانيين وتفانيهم"، مؤكداً أنه "لا يحقّ لأي دولة أن تشكِّك في حق إيران، الذي تنص عليه الوثائق الدولية بوضوح، في هذا المجال"، وواصفاً التخصيب بأنه "حق أصيل" لبلاده و"جزء من هويتها العلمية والصناعية"، ومشدداً على أنه "لن تُقبل أي تدخلات أو قيود غير قانونية بشأنه".

غموض بشأن انعقاد جولة جديدة من المفاوضات

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رداً على سؤال حول موعد انعقاد جولة جديدة من المفاوضات، أنه "في الوقت الحالي، لا يمكنني الإدلاء بأي تصريح خاص حول الجولة القادمة من المحادثات. وفي حال اتخاذ قرار بهذا الشأن، سيجري الإعلان عنه في حينه"، وفي ما يتعلّق باستمرار العقوبات الأميركية ضد طهران، أوضح أن هذا الإجراء يؤكد مجدداً عدم جدية الولايات المتحدة، وأشار إلى أن "التصرفات المتناقضة والمتضاربة لواشنطن، التي تدعي في الوقت نفسه رغبتها في الحوار والتفاهم، لا يمكن جمعها معاً، ولا تؤدي سوى إلى زيادة الشكوك حول النيّات الحقيقية للولايات المتحدة في هذا المجال".

الرد على المقترح الأميركي

وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن بلاده سترسل "قريباً مقترحها الخاص، بعد اكتماله، إلى الجانب الأميركي عبر سلطنة عُمان"، واعتبر أن رد إيران سيكون "معقولاً ومنطقياً ومتوازناً"، داعياً الطرف الأميركي إلى "اغتنام هذه الفرصة والنظر في المقترح بجدية"، مؤكداً أن قبول هذا المقترح "سيصبّ في مصلحة الولايات المتحدة".

وفي السياق ذاته، أفادت وكالة "تسنيم" نقلاً عن مصادر مطلعة أن إيران ستقدّم ردّها رسمياً على المقترح الأميركي بشأن الاتفاق خلال اليومَين القادمَين، وأن هذا الرد سيكون مكتوباً وسيرسل من خلال القنوات الدبلوماسية، وكشفت المصادر لـ"تسنيم" أن إيران ستطرح في ردها مقترحاً للاتفاق يضمن الحفاظ على مبدأ التخصيب على الأراضي الإيرانية، مع اتخاذ إجراءات من جانب طهران لطمأنة الولايات المتحدة وإزالة هواجسها مقابل "رفع فعّال" للعقوبات. وأضافت المصادر ذاتها، التي لم يُكشف عن هويتها، أن إيران أبدت استعدادها أيضاً لعقد جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة شرط التزام الطرف الأميركي بالخطوط الحمراء الإيرانية.

وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد أعلن قبل أسبوع، استلام بلاده بنود مقترح أميركي يهدف إلى التوصل لاتفاق نووي بين طهران وواشنطن. والأربعاء الماضي، كشف مصدر إيراني مسؤول لـ"العربي الجديد" بعض تفاصيل المقترح الأميركي، مشدداً على أن "العرض المقدَّم لإيران غير متوازن وغامض للغاية، ولا يلبّي المطالب الرئيسية والأساسية لإيران"، مضيفاً أن الطرف الأميركي في هذا العرض، لم يُبدِ استعداداً لبحث مسألة رفع العقوبات جدياً، وكل تركيزه حتى الآن منصب على تحقيق مطالبه في المجال النووي، وهذا يُعدّ دليلاً آخر على عدم جدية إدارة ترامب في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق".

دور أوروبا في البرنامج النووي الإسرائيلي

في سياق متصل، شدّد بقائي على أن الوثائق التي حصلت عليها طهران من إسرائيل تثبت وجود "مشاركة نشطة" للدول الأوروبية في البرنامج النووي لهذا الكيان، مشيراً إلى أن هذه الحقيقة ستتبدى بوضوح للآخرين بعد نشر هذه الوثائق. وكان التلفزيون الإيراني قد كشف، السبت، نقلاً عن "مصادر مطّلعة"، عمّا اعتبر أنه "أكبر الضربات الاستخباراتية في التاريخ ضدّ الكيان الصهيوني من جهاز الاستخبارات التابع للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، بعد حصوله على "كَمٍ هائل من المعلومات والوثائق الاستراتيجية والحساسة التابعة للكيان الصهيوني، بما في ذلك آلاف الوثائق المتعلقة بمشاريعه ومنشآته النووية".

كسر الحصار عن غزة

وفي سياق آخر، دعا بقائي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة على المستوى الدولي لكسر الحصار المفروض على غزة، واصفاً هجوم الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، على السفينة التي كانت تحمل مساعدات إنسانية بأنه "قرصنة بحرية وجريمة خطيرة"، وطالب بـ"تحرك عاجل" من جميع دول العالم والمؤسّسات الدولية لكسر الحصار عن غزة، ووقف استمرار المجازر بحق المدنيين، خاصة الأطفال والنساء.

وشدّد المتحدث الإيراني على أنه إذا نجا سكان غزة من القصف والقنابل، فإنهم يواجهون خطر الموت جراء المجاعة، ونقص الأغذية، وغياب الرعاية الطبية لأمراضهم، مؤكداً أنه لم تعد هناك أي ذريعة لتقاعس الأمم المتحدة وسائر الهيئات الدولية عن وقف هذه الجرائم.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية