
أثبت الأداء الباهت، الذي قدمه المنتخب الإيطالي مجدّداً ضدّ منتخب النرويج، أن لوتشيانو سباليتي (66 عاماً)، لا يناسب مطلقاً منصب مدرب "الأزوري"، الذي دخل معسكر أوسلو وسط أجواء يكسوها شعور بالتشاؤم. ورغم أن قليلين توقعوا أن تكون إيطاليا متأخرة 0-3 بحلول نهاية الشوط الأول، إلّا أن النتيجة النهائية لم تكن صادمة، في ظلّ المعطيات الحالية.
وأفاد تقرير لصحيفة فوتبول إيطاليا، أمس السبت، بأن سباليتي ببساطة ليس المدرب الأنسب لهذه المهمة، فالتدريب على مستوى المنتخبات يتطلب مزيجاً بين التكتيك والإدارة النفسية، وهي عناصر يصعب التحكم فيها، عندما لا تملك سوى بضعة أيام للعمل مع اللاعبين. في هذا الجانب تحديداً، لطالما كان سباليتي يُظهر أسلوباً خشناً في التعامل مع اللاعبين، كما تجلى في أزمة فرانشيسكو توتي الشهيرة خلال حقبته مع روما، وحتى مع نابولي حين قادهم للتتويج بـ"الاسكوديتو"، كاد الفريق يفقد اللقب في الأسابيع الأخيرة تحت وطأة الضغط العاطفي، الذي بالغ المدرب في تسويقه للجماهير واللاعبين.
أسلوب سباليتي لا يناسب مجموعة هشّة نفسياً
وبيّن التقرير ذاته، أن أسلوب سباليتي في الحديث مربك للغاية، فهو يُكثر من الكلام دون مضمون واضح، ما يؤدي إلى رسائل متضاربة. وقبيل مواجهة النرويج، صرّح أن اللاعبين "يدركون أهمية المباراة"، وفي الوقت ذاته طالبهم بـ "اللعب بدون ضغط". في النهاية، لم يتحقق أي من التوجهين، وهو ما يلخّص تماماً أسلوبه الحالي مع "الأزوري".
وتكتيكياً، بدأ سباليتي باستخدام خطة 3-5-2 عوضاً عن 4-3-3 للتكيف مع خصائص اللاعبين في أنديتهم، وهي خطوة إيجابية، لكنه فشل في تعديلها لاحقاً بعد غياب عدد كبير منهم، ليجد نفسه مضطراً إلى توظيف لاعبين في مراكز لا يجيدونها. ورغم الاستحواذ الكبير، غابت تماماً الفاعلية الهجومية.
إيطاليا مطالبة بمواكبة المتغيرات
من المهم الاعتراف بأن مستوى اللاعبين المتاحين حالياً منخفض، من خلال الاعتماد على ظهير في قلب الدفاع، واستدعاء دافيدي زاباكوستا (32 عاماً) بعد سبع سنوات، كلّها مؤشرات مقلقة. وكان الجانب الإيجابي الوحيد في ظهور دييغو كوبولا بثبات، إذ كان أفضل لاعبي إيطاليا في المباراة، أما لاعبو إنتر، المتأثرون بخسارة نهائي دوري الأبطال، فقد ظهروا مهزوزين، وكان من غير الحكيم تحميلهم ضغوطاً إضافية.
وتعيش الكرة الإيطالية في حالة من الضياع، فبعد رفعها أربعة ألقاب مونديالية وتتويجها ببطولة أوروبا 2021، غابت عن آخر نسختَين من كأس العالم، والآن تواجه خطر الغياب الثالث توالياً. وما تحتاجه إيطاليا هو مدرب يعيد بناء الهوية الكروية المفقودة. الفريق الحالي بلا روح واضحة، ولا يعرف موقعه على الساحة الدولية، وكان سباليتي خيار الضرورة بعد رحيل روبيرتو مانشيني المفاجئ صوب منتخب السعودية، لكنّه لم يكن أبداً الخيار المناسب.

أخبار ذات صلة.
