
ما يزال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة يلقي بظلاله على قطاع السياحة في الأردن من خلال عزوف السياح من معظم البلدان، وتوقف رحلات الطيران منخفض التكاليف، ما أثّر على الفنادق ومختلف المنشآت السياحية. ووفقاً لبيانات جمعية الفنادق الأردنية، فإنّ نسبة إشغال الفنادق خلال عيد الأضحى انخفضت بوضوح، خاصة في مدينة البتراء ووادي موسى، التي تشهد عادة إقبالاً من السياح العرب والأجانب، فيما يتجه معظم الأردنيين إلى العقبة جنوب البلاد لقضاء العطلة.
وترى جمعية الفنادق الأردنية أن بُعداً آخر ساهم في تراجع الإقبال على الفنادق، يتمثل في توجه أعداد كبيرة من الأردنيين إلى سورية، خاصّة في ظل إعفائهم من رسوم التأشيرات وفقاً للقرار الذي اتخذته الحكومة السورية الأسبوع الماضي، إلى جانب جنسيات عدّة شملها القرار. وبحسب تصريحات لنائب رئيس جمعية الفنادق الأردنية والناطق باسمها، حسين هلالات، فإنّ الفنادق في الأردن تشهد انخفاضاً ملحوظاً في الطلب، لا سيّما في بعض المناطق السياحية التي تعتمد على السياحة الأجنبية.
وأكّد هلالات أن نسب الإشغال الفندقي خلال عيد الأضحى تتفاوت كثيراً بين المناطق؛ إذ بلغت قرابة 85% في العقبة، و72% في البحر الميت، بينما انخفضت إلى 47% في عمّان، وإلى 10% في مدينة البترا، التي تعتمد أساساً على السياحة الأوروبية والأميركية، وأكد أن الحرب المستمرة على قطاع غزة أسهمت في تراجع السياحة الأوروبية إلى الأردن، إذ لا يزال يُصنّف منطقةً "خطرة" بالنسبة للسياحة الأوروبية، ما أثّر سلباً في حركة السياح الأجانب، لا سيّما إلى مناطق مثل البترا، ومأدبا، ووادي رم.
ولا يستبعد هلالات، في تصريح لـ"العربي الجديد"، تأثر السياحة الأردنية بتوجه عدد من الأردنيين والسياح لزيارة سورية في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها، ومنها الإعفاء من رسوم التأشيرات وتخفيضها لعدد من الجنسيات. وبيّن أن أمام القطاع السياحي في الأردن تحديات أخرى خلال الفترة المقبلة بسبب المنافسة وتداعيات العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، ما يهدد آلاف الوظائف والايرادات المالية المتحققة للخزينة والاستثمارات القائمة.
ويتوقع خبراء أن تتحسّن المواسم السياحية في سورية خلال الفترة المقبلة، وسط ارتفاع وتيرة المنافسة مع بلدان أخرى، خاصّة الأردن ما يضع القطاع السياحي الأردني أمام تحديات كبيرة وغير مسبوقة منذ سنوات عدّة. وفي مواجهة ذلك، تجدّدت المطالبات بضرورة اتخاذ خطوات إضافية لتعزيز تنافسية السياحة الأردنية من خلال تحفيز الطيران منخفض التكاليف وتخفيض أسعار الفنادق والمنشآت السياحية، والتركيز على الجوانب التسويقية والترويجية للمواقع السياحية والتاريخية في الأردن.
وأشار هلالات إلى أن السياحة المحلية كذلك تواجه تحديات، أبرزها ارتفاع الأسعار مقارنة بالقدرة الشرائية للمواطن الأردني، في ظل تراجع الدخل واعتبار السياحة الترفيهية من الأولويات الثانوية لدى المواطن، مشيراً إلى أن هذا الأمر أدى إلى انخفاض الإقبال المحلي على الفنادق والمزارع السياحية. وتعاني معظم الفنادق من موسمية النشاط وعدم الاستمرارية في العمل، ما يجعل الكثير منها غير قادر على تحقيق أرباح، وتواجه خسائر متراكمة، كما أشار إلى الانعكاسات السلبية بسبب توقف بعض شركات الطيران منخفض التكاليف عن العمل في الأردن خلال الفترة الماضية نتيجة الحرب على غزة، إذ أثّر ذلك كثيراً على القطاع السياحي، رغم أن بعض هذه الشركات عادت إلى العمل مؤخراً بنسب متفاوتة. ويُعتبر القطاع السياحي أهم الروافد المالية للاقتصاد الأردني من حيث الإيرادات وجاذبيته الاستثمارية وتوفير فرص العمل وتنشيط العديد من القطاعات.
