نهائي دوري الأمم الأوروبية: موهبة يامال تصطدم بخبرة رونالدو
عربي
منذ 4 ساعات
مشاركة

تتجه أنظار الجماهير الرياضية، اليوم الأحد، إلى ملعب أليانز أرينا في مدينة ميونخ الألمانية، لمشاهدة المواجهة النهائية لبطولة دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم، التي ستجمع بين منتخب البرتغال ونظيره الإسباني، في تمام الساعة العاشرة مساءً بتوقيت القدس المحتلة، في لقاء يعرف بـ"ديربي أيبيريا"، إذ يسعى الطرفان لحصد اللقب الثاني في تاريخهما بالمسابقة القارية.

ويسعى منتخب إسبانيا لتأكيد هيمنته على الكرة الأوروبية، بعد تتويجه بلقب كأس أمم أوروبا 2024، فيما يتطلع المنتخب البرتغالي إلى تأكيد حضوره القوي واستعادة أمجاده القارية، من خلال الفوز بلقبه الثاني بعد تتويجه الأول عام 2019. نهائيٌ يعد بالكثير، ليس لطابعه التاريخي بين الجارَين فحسب، بل أيضاً لحجم النجوم الذين يقودون المنتخبين، في مباراة قد تُعيد رسم خريطة زعامة القارة العجوز.

وفي مباراة مثيرة وعامرة بالأهداف، نجحت إسبانيا في حجز بطاقة العبور إلى نهائي دوري الأمم الأوروبية، بعد فوزها المثير على فرنسا بنتيجة (5-4)، لتُنهي بذلك آمال "الديوك" في بلوغ النهائي، وتؤكد مرة أخرى أنها عقدة كتيبة المدرب ديدييه ديشان خلال السنوات الماضية، إذ يتميّز المنتخب الإسباني بتشكيلة شابة ومتجانسة، يتقدمها نجما برشلونة الصاعدان، لامين يامال (17 عاماً) وبيدري (22 عاماً)، اللذان يقدّمان موسماً استثنائياً مع ناديهما، وكان لهما دور محوري في رحلة "لاروخا" نحو النهائي.

ونجح المدرب لويس دي لا فوينتي (63 عاماً) في قلب الصورة التي ظهر بها الفريق خلال مونديال قطر مع المدير الفني السابق لويس إنريكي، إذ أعاد بناء مجموعة قوية ومتماسكة باتت تُعد الرقم الأصعب في القارة العجوز، وقادرة على إطاحة أيّ منافس. وسيلعب المنتخب الإسباني نهائي دوري الأمم الأوروبية بطموح كبير لتحقيق ثاني ألقابه القارية في ظرف عامَين، ما من شأنه أن يُعزز هيمنته ويُكرّس عودته القوية إلى صدارة كرة القدم الأوروبية.

وكان المنتخب البرتغالي أول المتأهلين إلى نهائي دوري الأمم الأوروبية 2025، بعد أن أطاح نظيرَه الألماني من نصف النهائي بنتيجة (2-1)، ليحرم "المانشافت" فرصة خوض النهائي على أرضه، ويضرب موعداً مع التاريخ لمنافسة جديدة على لقب قاري ثمين. ويسعى منتخب البرتغال لتحقيق لقبه الثاني في دوري الأمم الأوروبية، بعد تتويجه الأول عام 2019، إذ يأمل المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز (51 عاماً) تجاوز خيباته السابقة مع منتخب بلجيكا، الذي فشل معه في حصد أي لقب خلال فترة امتدت لستّ سنوات، رغم امتلاكه جيلاً ذهبياً ومستوى فنياً ثابتاً.

ويُراهن مارتينيز في تجربته مع البرتغال على مزيج من الخبرة والشباب، في مسعى لاستعادة الأمجاد أوروبياً. ويتقدم هذا الجيل النجم التاريخي، قائد الفريق كريستيانو رونالدو (40 عاماً)، إلى جانب صانع الألعاب المتألق برونو فيرنانديز (30 عاماً)، لاعب وسط مانشستر يونايتد، إذ يمثلان العمود الفقري للتشكيلة، لما يتمتعان به من خبرة وروح قيادية في المواعيد الكبرى. كذلك تعتمد البرتغال على جيل جديد واعد يمتلك موهبة كبيرة، وإمكانات تؤهله لحمل الراية مستقبلاً، يتقدمه نجم باريس سان جيرمان، فيتينيا (24 عاماً)، الذي يُعد من أبرز لاعبي الوسط في أوروبا حالياً، بالإضافة إلى فرانسيسكو كونسيساو (22 عاماً)، الذي قدّم أداءً لافتاً أمام ألمانيا، وسجّل هدف التعادل بطريقة مميزة، وكان أحد مفاتيح العودة في المباراة، ما جعله محطّ أنظار المتابعين بوصفه أحد نجوم المستقبل للكرة البرتغالية.

وبلغة الأرقام، يتمتّع المنتخب الإسباني بأفضلية تاريخية واضحة على جاره البرتغالي، وفقاً لبيانات موقع "ترانسفر ماركت" المتخصّص في الإحصائيات. فقد التقى المنتخبان في 40 مواجهة سابقة، حقّقت خلالها إسبانيا الفوز في 18 مباراة، مقابل 16 تعادلاً، بينما لم ينجح المنتخب البرتغالي إلا في الفوز بستّ مباريات فحسب، أما على المستوى التهديفي، فيتفوق "لاروخا" كذلك، بعدما سجل لاعبوه 81 هدفاً في شباك البرتغال، مقابل 47 هدفاً فقط لـ"السيليساو"، ما يعكس الفارق التاريخي بين المنتخبَين قبل المواجهة المنتظرة على لقب دوري الأمم الأوروبية.

موهبة يامال تصطدم بخبرة رونالدو في نهائي دوري الأمم الأوروبية

سيشهد نهائي دوري الأمم الأوروبية مواجهةً من نوع خاص داخل المستطيل الأخضر، وصراعاً بين جيلَين: الخبرة والطموح، التاريخ والمستقبل، إذ يتقابل البرتغالي كريستيانو رونالدو (40 عاماً) مع الإسباني لامين يامال (17 عاماً) في موقعة ستجمع بين التجربة المتراكمة والانطلاقة اللافتة. ويمثّل كريستيانو رونالدو عنصر الخبرة في تشكيلة "السيليساو"، بتاريخ حافل بالألقاب والأرقام القياسية، وسمعةٍ جعلت منه أحد أعظم من أنجبتهم ملاعب كرة القدم. وهو لم تتراجع قدرته على الحسم رغم تقدّمه في السن، إذ كان صاحب هدف التأهل في نصف النهائي أمام ألمانيا، ويدخل هذه المباراة وهو يضع كل إرثه الكروي على المحك، ولا سيّما أنه يحمل في ذاكرته قميص ريال مدريد، الخصم التاريخي لنادي برشلونة.

في المقابل، يرمز لامين يامال إلى انطلاقة جيل جديد في الكرة الإسبانية، ويُعد أبرز المواهب الصاعدة في أوروبا حالياً. موهبة برشلونة الشابة، التي سطعت خلال كأس أوروبا 2024، تأمل تكرار التألق، وهذه المرة عبر إسقاط نجم الملكي السابق، في مشهد يعكس التحوّل الرمزي في صراع الأجيال. وبين تاريخ كُتب على مدار عقدَين من الزمن، ومستقبل يُرسم بلمسات شاب لم يبلغ الثامنة عشرة بعد، سيكون النهائي المرتقب بين إسبانيا والبرتغال أكثر من مجرد مباراة، إذ هو صراع أجيال من أجل الألقاب.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية