
توقع خبراء اقتصاد وطاقة في الأردن، أن تحقق المملكة مكاسب اقتصادية واستراتيجية من توريد الغاز القطري لسورية عبر الأراضي الأردنية، وذلك في إطار تفاهمات بين دمشق والدوحة في مجال الطاقة. وأعلن وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني، خلال مؤتمر عقده الوزير في مطار دمشق الدولي، مساء الثلاثاء الماضي، عقب عودته من الدوحة، أن زيارته قطر على رأس وفد كبير، قد أثمرت تفاهمات في مجال الطاقة ومن بينها الاتفاق على متابعة توريد الغاز القطري إلى سورية عبر الأردن.
وكانت قطر قد أطلقت في 13 مارس/آذار الماضي مبادرة لتزويد سورية بالغاز الطبيعي عبر الأردن، للمساهمة في توليد الطاقة الكهربائية. وتأتي المبادرة في إطار توقيع اتفاقية بين صندوق قطر للتنمية ووزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي سيتولى الإشراف على الجوانب التنفيذية للمشروع.
وذكر صندوق قطر للتنمية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء القطرية أخيراً، أن الإمدادات القطرية ستتيح توليد ما يصل إلى 400 ميغاواط من الكهرباء يومياً في المرحلة الأولى على أن ترتفع القدرة الإنتاجية تدريجياً في ريف دمشق. ويتم توزيع الكهرباء على مناطق سورية عدة من بينها العاصمة دمشق وريفها والسويداء ودرعا والقنيطرة وحمص وحماة وطرطوس واللاذقية وحلب ودير الزور ما يسهم في تحسين الخدمات الأساسية وتعزيز استقرار المجتمعات المتضررة.
وقال الخبير الأردني في مجال النفط والغاز هاشم عقل لـ"العربي الجديد" إن المشروع يشتمل على مكاسب استراتيجية واقتصادية للأردن، مشيراً إلى أنه يفتح الباب أمام فرص استثمارية وتنموية متعددة. وأوضح عقل أن من أبرز المكاسب التي سيجنيها الأردن من هذا المشروع تحقيق عائدات مالية من رسوم العبور حيث سيحصل الأردن على إيرادات مالية مقابل استخدام بنيته التحتية لعبور الغاز، بما في ذلك خطوط الأنابيب والسفينة العائمة في ميناء العقبة، المخصصة لتحويل الغاز المسال إلى غاز طبيعي.
ولفت إلى أن هذه العائدات تشكل مصدر دخل إضافياً لخزينة الدولة، مما يدعم الموازنة العامة في ظل التحديات الاقتصادية الحالية. كما سيستفيد الأردن حسب عقل من تطوير شبكات نقل الغاز وربطها مع الدول المجاورة، مما يعزز موقعه كمركز إقليمي للطاقة. كما أن المشروع قد يمهد الطريق لمشاريع مستقبلية، مثل تصدير الغاز إلى تركيا أو أوروبا عبر الأردن، مما يعزز مكانته الاستراتيجية.
وتابع أن المشروع يوفر فرص عمل مباشرة في قطاعات النقل والطاقة والصيانة، بالإضافة إلى فرص غير مباشرة في القطاعات المرتبطة، وهذا من شأنه أن يسهم في خفض معدلات البطالة، خاصة في المناطق القريبة من مسار نقل الغاز.
كما يعمل ذلك على تعزيز التعاون الإقليمي والأمن الاقتصادي حيث يشكل المشروع خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين الأردن وقطر وسورية ولبنان، ما قد يفتح آفاقًا جديدة للتبادل التجاري والاستثماري.
ومن خلال هذا المشروع، يؤكد الأردن وفقا لما قاله الخبير عقل دوره حلقة وصل إقليمية في مجال الطاقة، مما يعزز موقعه الجيوسياسي ويجعله شريكاً رئيسياً في أي مشاريع طاقة مستقبلية في المنطقة. في السياق، قال الخبير الاقتصادي الأردني حسام عايش لـ"العربي الجديد" إن الأردن يمتلك القدرات الفنية واللوجستية لاستقبال وتخزين الغاز في السفينة العائمة الكائنة في ميناء العقبة في جنوب البلاد. وأشار إلى أنه سيكون هناك العديد من المكاسب الاقتصادية والاجتماعية والاستراتيجية للأردن من خلال مرور الغاز القطري من أراضيه إلى سورية.
