مشروع سعودي يضع الرواية على أبواب السينما
عربي
منذ 9 ساعات
مشاركة

تشهد المملكة العربية السعودية تحولاً ملحوظاً في مقاربة العلاقة بين الأدب والسينما، ضمن مشروع ثقافي طموح يهدف إلى نقل الرواية السعودية من صفحات الكتب إلى شاشات السينما، في إطار سعي واضح لتعزيز البيئة الاستثمارية الثقافية، وربط عناصر الإبداع المختلفة، ضمن رؤية شاملة لتطوير الصناعات الإبداعية.

فقد أعلنت جمعية الأدب المهنية، بداية هذا الأسبوع، وبالتعاون مع هيئة الأفلام السعودية، عن قائمة طويلة تضم 25 رواية سعودية اختيرت من أصل 100 عمل سردي، وذلك ضمن مشروع "تحويل الرواية السعودية إلى سيناريو سينمائي"، وهي مبادرة أطلقت عام 2022، وتندرج ضمن استراتيجية وزارة الثقافة لتوطيد العلاقة بين الفنون البصرية والنصوص الأدبية.

يستند اختيار الروايات إلى مجموعة من المعايير الفنية والموضوعية، تشمل الشعبية، وترابط الأحداث، وقدرة القصة على إثارة الفضول، إضافة إلى جودة الكتابة وأصالة الشخصيات. كما يؤخذ بعين الاعتبار مدى قابلية النص الأدبي للتحوّل إلى سيناريو سينمائي قادر على مواكبة تقنيات السرد البصري. وتهدف هذه الخطوة إلى خلق محتوى سينمائي سعودي يعكس الهويات المحلية، ويمنح الرواية السعودية أفقاً أوسع في الانتشار.

وأكد القائمون على المشروع أن القائمة القصيرة ستضم ست روايات فقط، تخضع بدورها لمعايير أكثر دقة، لتبدأ المرحلة الأولى بإنتاج ثلاثة أفلام سينمائية، يكتب نصوصها كتّاب سيناريو محترفون، ويُعلن عنها خلال حفل خاص يحضره عدد من الروائيين والأكاديميين والمخرجين وممثلي شركات الإنتاج. ويتخلّل الحفل عرض فيلم قصير مقتبس عن إحدى الروايات الفائزة، إلى جانب جلسات حوارية تجمع مؤلف الرواية، وكاتب السيناريو، ضمن حلقات نقاش حول النص والتكييف الدرامي.

القائمة القصيرة ستضم ست روايات تخضع لمعايير أكثر دقة

ومن بين الأعمال التي شملتها القائمة الطويلة رواية "الميكانيكي" للكاتب طاهر الزهراني (الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، 2014)، ورواية "حجرة" للكاتبة أمل الفاران (دار أثر، السعودية، 2021)، بالإضافة إلى رواية "ابنة ليليت" للروائي أحمد السماري (منشورات رامينا، السعودية، 2024). ويعكس هذا التنوع الجغرافي والموضوعي ثراء المشهد الروائي السعودي، وتعدد الأصوات السردية فيه.

ويأتي هذا المشروع امتداداً لخطوات سابقة كان من أبرزها تحويل رواية "ترمي بشرر" للروائي عبده خال، الحائزة على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) عام 2010، إلى عمل سينمائي، إلى جانب رواية "طوق الحمامة" للروائية رجاء عالم، ما يعزز من فرص تكريس الرواية السعودية مرجعاً درامياً معاصراً.

ويشير المراقبون إلى أن هذا التوجّه يمثل رافداً جديداً لصناعة السينما السعودية، يفتح أمام المخرجين والمنتجين أبواباً لسرد حكايات محلية بحس سينمائي عالمي، ويمنح الأدب السعودي نافذة جديدة نحو جمهور أوسع، تحت مظلة دعم رسمي يتجاوز التمويل إلى توفير البنية التحتية، والإشراف الفني، والتدريب المتخصص.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية