أوزبكستان في كأس العالم... من مأساة الحكم وفارق الأهداف إلى التأهل
عربي
منذ 15 ساعة
مشاركة

كتب منتخب أوزبكستان سطراً جديداً في تاريخه الكروي، بتأهله لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم 2026 التي ستقام في الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك، وجاء هذا التأهل بعد تعادل سلبي أمام منتخب الإمارات، مساء الخميس، في الجولة التاسعة من التصفيات الآسيوية الحاسمة، وبذلك رفع المنتخب الأوزبكي رصيده إلى 18 نقطة في المركز الثاني خلف إيران المتصدرة بـ20 نقطة، وبفارق أربع نقاط عن الإمارات صاحبة المركز الثالث، وليضمن تذكرة العبور إلى المونديال، في إنجاز طال انتظاره لعقود.

وتحقق حلم المنتخب الأوزبكي بقيادة مدافع مانشستر سيتي الإنكليزي الشاب عبد القادر حوسانوف (21 عاماً)، الذي جسّد روح الجيل الجديد، بعد سنوات طويلة من المحاولات لبلوغ أكبر بطولات العالم، وعلى الرغم من اقترابه في أكثر من مناسبة، إلا أن الحلم كان يتبخر في اللحظات الأخيرة، لكن عزيمة هذا الجيل وإصراره على كتابة التاريخ، نجحا أخيراً في منح الجماهير الأوزبكية لحظة لا تُنسى.

أوزبكستان ومأساة التحكيم

في عام 2005، كان المنتخب الأوزبكي قاب قوسين من بلوغ مونديال ألمانيا 2006، بعد احتلاله المركز الثالث في مجموعته بالمرحلة النهائية من التصفيات الآسيوية خلف منتخبي السعودية وكوريا الجنوبية، ولكن لسوء حظه، اصطدم بالمنتخب البحريني في ملحق آسيوي، بحيث انتهت المباراتان بالتعادل 1-1، ليتأهل البحرين بفضل قاعدة الأهداف خارج الأرض للملحق القاري بين آسيا وأميركا الشمالية، وليواجه منتخب ترينيداد وتوباغو، وتحرم أوزبكستان من فرصة بلوغ المونديال رغم أدائه القوي آنذاك.

وشهدت مباراة الذهاب في الملحق الآسيوي ضد منتخب البحرين، في سبتمبر/أيلول من ذلك العام، واحدة من أكثر الحوادث التحكيمية جدلاً في تاريخ التصفيات الآسيوية، ففي الدقيقة 39، وبينما كانت أوزبكستان متقدمة بهدف دون رد، احتسب الحكم الياباني توشيميتسو يوشيدا ركلة جزاء سجلها سيرفر دجيباروف، إلا أن الحكم ألغى الهدف بحجة دخول أحد اللاعبين منطقة الجزاء أثناء التنفيذ، وبدلاً من إعادة الركلة كما تنص اللوائح، منح البحرين ركلة حرة غير مباشرة، في قرار أثار موجة انتقادات واسعة، وانتهت المواجهة بنتيجة (1-0) لصالح أوزبكستان، لكنها أُلغيت لاحقاً بعد اعتراف الاتحاد الآسيوي بالخطأ، وقرّر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إعادة اللقاء في أكتوبر/تشرين الأول، وانتهت المباراة المُعادة بالتعادل (1-1)، ثم تعادل المنتخبان سلباً في لقاء الإياب، لتحسم البحرين التأهل، وتُواصل أوزبكستان مشوارها المؤلم مع الإخفاق.

إخفاق جديد في طريق جنوب أفريقيا

أما في تصفيات كأس العالم 2010 التي أقيمت في جنوب أفريقيا، واصل منتخب أوزبكستان محاولاته المتكررة للوصول إلى النهائيات للمرة الأولى في تاريخه، وتمكّن من التأهل إلى المرحلة النهائية، لكن آماله اصطدمت بواقع صعب، بحيث احتل المركز الخامس في مجموعته خلف منتخبات أستراليا واليابان والبحرين وقطر، ليخرج مجدداً خالي الوفاض، في خيبة جديدة للجماهير التي كانت تحلم برؤية علم بلادها في المحفل العالمي.

فارق الأهداف يحطم الحلم الأوزبكي

اقترب الحلم الأوزبكي أكثر من أي وقت مضى خلال تصفيات مونديال 2014 في البرازيل، بعدما قدم المنتخب أداءً لافتاً في المرحلة النهائية، وأنهى مشواره برصيد 16 نقطة، متساوياً مع كوريا الجنوبية، غير أن فارق الأهداف صب في مصلحة الكوريين الذين تأهلوا مباشرة إلى المونديال رفقة إيران، أما أوزبكستان، فخاضت الملحق الآسيوي أمام منتخب الأردن، حين انتهت مباراتا الذهاب والإياب بالتعادل الإيجابي (1-1)، ليُحسم التأهل بركلات الترجيح في طشقند، والتي ابتسمت في النهاية للنشامى بنتيجة (9-8)، وهكذا ودّع المنتخب الأوزبكي حلمه الكبير بطريقة درامية جديدة، في واحدة من أكثر محطات الإقصاء قسوة في تاريخه، بينما تأهل الأردن إلى الملحق الآسيوي الأميركي الجنوبي وواجه منتخب أوروغواي آنذاك.

فشل آخر في تصفيات مونديال 2018

عاد الأمل مجدداً خلال تصفيات كأس العالم 2018 في روسيا، إذ بلغ منتخب أوزبكستان المرحلة النهائية ضمن مجموعة قوية ضمّت كلاً من إيران، كوريا الجنوبية، سورية، الصين، وقطر، وبدأ المنتخب الأوزبكي مشواره بقوة، محققاً انتصارات على منتخبات سورية وقطر والصين، قبل أن يتراجع أداؤه تدريجياً مع توالي الجولات، ومع نهاية التصفيات، حلّ في المركز الرابع، خلف إيران وكوريا الجنوبية المتأهلين، وسورية التي خطفت بطاقة الملحق، ليُحرم مجدداً من الوصول إلى الحلم العالمي، وتستمر معاناة الأوزبكيين مع التأهل إلى كأس العالم.

وداع مبكر في طريق مونديال قطر

تراجعت الطموحات الأوزبكية في تصفيات مونديال 2022 بقطر، إذ ودّع المنتخب التصفيات مبكراً بعد أن حل ثانياً في مجموعته خلف السعودية، ضمن المرحلة الثانية من التصفيات، وشكّل عدم التأهل إلى المرحلة النهائية ضربة قاسية، خاصة بعد تصاعد آمال الجماهير في السنوات السابقة، ومع ذلك، شكّل هذا الإخفاق دافعاً لإعادة بناء الفريق، وإعداد جيل جديد قادر على حمل راية الحلم حتى النهاية، وهو ما تحقق أخيراً في الطريق إلى مونديال 2026.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية