
لم يمضِ عام على استلام المدرب المغربي جمال السلامي (54 عاماً) مسؤولية الجهاز الفني لمنتخب الأردن، حتى استطاع تحقيق المطلوب منه، وهو خطف بطاقة التأهل المباشرة لبطولة كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك للمرة الأولى في تاريخ "النشامى"، بعد انتظار دام سنوات طويلة.
وكان السلامي حريصاً على طمأنة جماهير منتخب الأردن في مؤتمره الصحافي الأول، بعدما وعد بمواصلة العمل رفقة نجوم "النشامى"، والحرص على عدم إجراء تعديلات جذرية قام بها سلفه ومواطنه الحسين عموتة (55 عاماً)، الذي استطاع قيادة رفاق نجم "النشامى" موسى التعمري (27 عاماً) إلى نهائي بطولة كأس آسيا 2023، وتحقيق المركز الثاني في إنجاز يُحسب للكرة الأردنية التي انتظرت طويلاً حتى تسطع على المستوى القاري.
ولكن الهدف الأساسي الذي انتظره الاتحاد الأردني وجماهير "النشامى" كان حُلم وجود المنتخب في بطولة كأس العالم للمرة الأولى في التاريخ، وهو ما تحقق في نهاية المطاف بفضل واقعية المدرب المغربي الذي لم يخاطر كثيراً، سواء في خوض المعسكرات أو المواجهات الودية، بل على العكس تماماً، ظهر مؤمناً بمجموعته التي دافع عنها طويلاً رغم الانتقادات التي ظهرت في بعض الأحيان بسبب النتائج في التصفيات الآسيوية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026.
السلامي وشعار "المجد ينتزع ولا يعطى"
وضع السلامي هدفاً واقعياً في رحلته مع منتخب الأردن، وهو اللعب وخطف ما أمكن من نقاط، رغم المواجهات الصعبة التي خاضها رفاق النجم موسى التعمري ضد كل من العراق والكويت وفلسطين وكوريا الجنوبية، لينجح المدير الفني في جعل "النشامى" يحصدون 16 نقطة أهلتهم مباشرة لمونديال 2026 نتيجة حلولهم في المركز الثاني بالمجموعة الثانية.
ولم يخاطر السلامي كثيراً، بعدما أحسن اختيار المواجهات الودية، واختار العناصر الأفضل في المواجهات الحاسمة، وصبر كثيراً على إصابات الكثير من نجومه، وعلى رأسهم علي علوان (25 عاماً) الذي شكلّت عودته خبراً ساراً، بعدما نجح في تسجيل "هاتريك" في شباك منتخب سلطنة عُمان يوم الخميس، بالإضافة إلى زميله موسى التعمري الذي كان تحت ضغط نفسي كبير بسبب مسيرته الاحترافية في فرنسا، بعدما انتقل من مونبلييه إلى رين، وأيضاً يزن النعيمات (26 عاماً)، لينجح المدير الفني المغربي في المهمة الأولى، وهي حصد بطاقة التأهل للمونديال، وبات عليه الآن العمل الكبير للغاية، وهو تقديم صورة رائعة أمام الجميع، وأن الوصول إلى نهائي كأس آسيا 2023 لم يكن مصادفة نهائياً.
وكان مدرب منتخب الأردن المغربي جمال السلامي قد صرح لوسائل الإعلام، قبل مواجهة سلطنة عُمان في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2026، عبر تكرار عبارته الشهيرة التي قالها في كلّ مرة: "المجد ينتزع ولا يعطى"، لينجح في النهاية في تحقيق ما أراده، وهو خطف البطاقة المباشرة إلى كأس العالم، وبالتالي أسكت جميع الأصوات التي انتقدته في رحلته.
