
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان مساء الثلاثاء حظر التنقل اليوم الأربعاء عبر الطرقات المؤدية إلى مراكز توزيع المساعدات بزعم أنها "مناطق قتال". وقال إن "مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية الإسرائيلية لن تفتح اليوم نقاط توزيع المساعدات "وذلك لأعمال التحديث والتنظيم وتحسين الكفاءة"، حسب زعم البيان الذي أضاف "نؤكد أنه يحظر الانتقال غداً (الأربعاء) عبر الطرقات المؤدية إلى مراكز التوزيع التي تعتبر مناطق قتال ويُمنع منعًا باتًا الدخول إلى مناطق مراكز التوزيع".
ويأتي ذلك ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس الثلاثاء، مجزرة جديدة بحق المواطنين الذين كانوا يحاولون الحصول على مساعدات من المؤسسة المدعومة أميركياً وإسرائيلياً في محافظة رفح، جنوبي قطاع غزة، مبرّراً الأمر بأنه استهدف "مشتبهين" خرجوا عن المسار المحدد. وقالت وزارة الصحة في غزة إن 27 شهيداً على الأقل سقطوا في استهداف الاحتلال المواطنين الذين ينتظرون المساعدات في المنطقة المخصصة لتوزيعها في منطقة العلم بمحافظة رفح فجراً، فضلاً عن سقوط عشرات الجرحى، بينهم ذوو إصابات خطيرة جداً.
وفيما اعترف جيش الاحتلال في بيان، صباح الثلاثاء، بإطلاق النار على فلسطينيين قرب مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في مدينة رفح، محاولاً تبرير ذلك بأن إطلاق النار استهدف "مشتبهين" خرجوا عن المسار المحدد، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الاحتلال الإسرائيلي يحوّل مراكز توزيع "المساعدات الأميركية - الإسرائيلية" إلى مصائد موت جماعي وفخاخ دموية، معلناً ارتفاع حصيلة الضحايا المُجوَّعين إلى 102 شهيد و490 مصاباً خلال 8 أيام فقط.
وواجهت "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تدعمها الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي لإطعام سكان قطاع غزة المحاصر صعوبات خلال الأسبوع الأول من عملياتها. وتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق النار على حشود من المدنيين الذين هرعوا للحصول على طرود المساعدات. وبدأت المؤسسة توزيع المساعدات في قطاع غزة في 26 أيار/مايو الفائت. وقالت المؤسسة الأحد إنها وزعت ستة ملايين وجبة غذائية حتى الآن. ورفضت الأمم المتحدة التعاون مع المؤسسة ذات مصادر التمويل الغامضة، قائلة إنها لا تحترم المبادئ الإنسانية الأساسية.
وتوجه انتقادات كبيرة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، لا سيما حول اختيارها لـ"مواقع توزيع آمنة"، وهو أمر، بحسب منظمات إنسانية أخرى، ينتهك الأعراف، لكونه يجبر السكان على التنقل لتلقي المساعدات الحيوية. واعتبرت وزارة الداخلية في غزة المؤسسة جزءاً من خطة إسرائيلية من أجل "السيطرة على توزيع المساعدات". ووصفت المنظمة بأنها مشبوهة، متهمة الاحتلال باستخدامها لأغراض عسكرية.
وانسحبت "مجموعة بوسطن الاستشارية" (BCG)، التي ساعدت في تصميم وإدارة العمليات التجارية للمؤسسة، من برنامج تقديم المساعدات، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أمس الثلاثاء. وقالت الصحيفة إن الشركة التي عُيّنت خريف العام الماضي للمساعدة في تصميم البرنامج وإدارة عملياتها التجارية، سحبت يوم الجمعة الفائت فريقها الميداني في تل أبيب. وصرح متحدث باسم الشركة، بأنها أنهت عقدها مع "مؤسسة غزة الإنسانية"، وأوقفت أحد كبار الشركاء الذين يقودون المشروع عن العمل، ريثما تُجرى مراجعة داخلية.
