ما حقيقة شراء مستثمرين إماراتيين "يونيكريديت" الإيطالية في روسيا؟
عربي
منذ يوم
مشاركة

بعد تردد أنباء حول إيجاد مجموعة يونيكريديت المصرفية الإيطالية مخرجاً من السوق الروسية بواسطة مستثمرين إماراتيين قد يستحوذون على أعمالها في روسيا، مقابل ثمن يقل بنسبة 60% عن القيمة الفعلية لأصولها، نقلت صحيفة كوميرسانت الروسية، في عددها الصادر يوم الخميس، عن مصادرها قولها إنّ مستثمرين روساً يقفون وراء الصفقة المرتقبة، وعلمت الصحيفة أن شركات تابعة لأكبر مجموعة مصرفية روسية، خاصة "ألفا غروب"، هي الأوفر حظاً للاستحواذ على "يونيكريديت".

وأوضحت ثلاثة مصادر أن تحالف مجموعة "ألفا غروب" المملوكة للملياردير الروسي، ميخائيل فريدمان، يضم شركة "إيه1"، فيما كشف أحد المصادر أن هذه الشركة ذات صلة بأحد الصناديق الإماراتية. وترجع ضرورة هيكلة الصفقة بهذه الصورة، نظراً لخضوع "ألفا بنك" التابع للمجموعة ذاتها، لعقوبات الاتحاد الأوروبي وفصله عن نظام سويفت العالمي للتحويلات المالية.

ورغم أن "يونيكريديت" يعمل في السوق السوفييتية ثم الروسية منذ عام 1989، إلا أنه بدأ منذ بدء الحرب الروسية المفتوحة في أوكرانيا في عام 2022 بالنظر في إمكانية إنهاء أعماله في روسيا على خلفية تعاظم المخاطر، وسط تعرض المصارف الأجنبية لضغوط المصرف المركزي الأوروبي للالتزام بالعقوبات المفروضة على موسكو.

ولم يمنع الوضع الجيوسياسي المتوتر "يونيكريديت" من تحقيق أرباح جيّدة في السوق الروسية بلغت قيمتها في العام الماضي 52.1 مليار روبل (حوالى 660 مليون دولار وفقاً لسعر الصرف الحالي). كما يأتي "يونيكريديت" في المرتبة الـ19 بين المصارف الروسية الكبرى بامتلاكه أصولاً بقيمة 837.2 مليار روبل (أكثر من عشرة مليارات دولار)، وفق تصنيف "إنترفاكس-100".

وكانت وكالة رويترز الأميركية قد ذكرت، الأربعاء، أن ثلاث شركات تتخذ من دبي مقراً لها، تقدمت إلى الخزانة الإيطالية بطلب الاستحواذ على أعمال "يونيكريديت" التي تعتزم إنهاء أعمال صيرفة التجزئة في السوق الروسية بحلول منتصف عام 2026. وتقتضي الخطة أن يُنشئ صندوقا "أساس كابيتال" و"مدى كابيتال" المسجلان في دبي، شركة منفصلة مع تأسيس لتحالف مع شركة "إنويستا" للاستشارات والاستثمار. 

ويعرف عن "إنويستا" التي تأسست في عام 2022، وتعمل بالفعل في السوق الروسية تحت إدارة أندريه يلينسون، مدير شركة "إيه1" سابقاً، أنها تحقق مشاريع في أكثر من عشر دول وتدير أصولاً بقيمة إجمالية تفوق مليار دولار، واستحوذت في عام 2024 على أعمال التأمين التابعة لمجموعة "بي بي إف" التشيكية في السوق الروسية، بعد حصولها على موافقة المصرف المركزي الروسي واللجنة الحكومية المعنية بالرقابة على الاستثمار الأجنبي.

وحتى عام 2022، احتضنت السوق الروسية مجموعة من المصارف التابعة لمؤسّسات مالية غربية رائدة إلى جانب "يونيكريديت"، ومن بينها مصارف "رايفايزن" النمساوي و"روس بنك" المملوك حينها لمجموعة "سوسيتيه جنرال" الفرنسية و"سيتي بنك" الأميركي و"هوم بنك" التشيكي و"أو تي بي" المجري.

وسارعت بعض المؤسّسات المالية الأجنبية، بما فيها "سوسيتيه جنرال" و"هوم بنك"، للتخلّص من أصولها في روسيا، ولو بأثمان زهيدة، إذ استحوذت مجموعة "إنتيروس" المملوكة للملياردير الروسي، فلاديمير بوتانين، على "روس بنك" مقابل سعر لا يتجاوز ثلث رأسماله. أما "سيتي بنك"، فتوقف عن تقديم الخدمات للأفراد في روسيا حتى قبل بدء الحرب. في المقابل، تواصل بعض المصارف الأوروبية عملها في روسيا، ومن بينها "رايفايزن" و"يونيكريديت"، إذ لا يزالان مدرجين على قائمة المصرف المركزي الروسي للمصارف ذات الأهمية الحيوية، رغم إعلانهما مراراً عن عزمهما الانسحاب من السوق الروسية.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية