الرشاد برس ــــ دولــــــــــــــــــــــــــــــــــي
وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 571 مليون دولار لتايوان، وفق ما أعلن البيت الأبيض الجمعة.
وقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس المنتهية ولايته طلب من وزير خارجيته أنتوني بلينكن السماح بإرسال “مواد وخدمات” عسكرية من أجل “تقديم المساعدة لتايوان”.
ويرى مراقبون ان العلاقات الأمريكية الصينية تزداد تعقيداً فيما يتعلق بقضية تايوان. لكن في نفس الوقت ما زالت الأمور دون المواجهة العسكرية المباشرة.
الصين لا تخفي احتمالية اللجوء إلى القوة العسكرية كخيار أخير للمحافظة على سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها. فهي وإن كانت مع التوحيد السلمي وسياسة النفس الطويل، إلا أنها تلحظ تصاعداً فيما تسميه النزعات الانفصالية في تايوان، وتزايداً في الدعم المقدم لأنصار هذه النزعات من قبل واشنطن .
والدعم هنا ليس سياسياً فقط، وإنما عسكرياً. كما أنها لا تخفي قلقها مما تعتبره تلاعباً بمبدأ صين واحدة وتفريغاً له من مضمونه عبر سلسلة من الإجراءات والتصرفات الأمريكية، خاصة وأن بعض المسئولين الأمريكيين أشاروا إلى أنهم لن يقفوا صامتين في حال تعرض تايوان لاجتياح صيني.
وهنا تطرح تساؤلات من قبيل: هل سيكون تحرك الولايات المتحدة شبيه بما تقوم به مع أوكرانيا في مواجهة روسيا أم أنها ستنخرط مباشرة في عمليات عسكرية مباشرة ضد الصين؟.
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا كثر الحديث عن إمكانية تكرار السيناريو نفسه في تايوان. بل إن البعض ذهب إلى أن الولايات المتحدة تبالغ في استفزاز الصين حتى تدفعها للقيام بما قامت به روسيا في أوكرانيا. والواقع أن المساواة في المقاربة بين حالتي أوكرانيا وتايوان تحمل من البداية اختلالات جسيمة، ومن ثم فإن ما يترتب على تلك المقاربة المختلة لا يمكن التسليم به. فالسياسة الصينية تختلف كثيراً عن السياسة الروسية من ناحية أولى، كما أن حالة تايوان تختلف كلياً عن حالة أوكرانيا. ناهيك عن أن السيناريو الذي حدث في أوكرانيا كان من الممكن أن تكون له بدائل.
والصين تدرك تماماً أنه يمكنها اتخاذ خطوات تدريجية في التعامل مع التطورات، وهذا ما حدث برفع السقف عبر المناورات العسكرية ونوعيتها وأهدافها بما يقدم رسالة ردع واضحة تجعل باقي الأطراف تقف عند حدود معينة، وفي نفس الوقت فإن الرسالة واضحة ومفادها أنه إذا لم يُجد الردع فسيتم تنفيذ ما تم التدريب عليه.
المصدر: أ ف ب