
بدأت مهمة المدرب الإسباني جولين لوبيتيغي (58 عاماً)، مع منتخب قطر الأول لكرة القدم، بعد تعيينه اليوم الخميس مديراً فنيا للعنابي، خلفاً لمواطنه لويس غارسيا، وهو الذي يدرك أن رحلته الجديدة في القارة الآسيوية، لن تكون سهلة، وسيتخللها الكثير من التحدّيات التي يسعى لتجاوزها وتحقيق النجاح المأمول.
الهوية الفنية والتجربة المختلفة
خلال الفترة التي عمل فيها لوبيتيغي بعالم التدريب، قاد مدارس كروية تشبه إلى حدٍ ما طريقته، فقد اعتاد تدريب الأندية والمنتخبات الإسبانية، وحتى العمل في الدوري البرتغالي كان يشبه إلى حدٍ ما أسلوبه، في حين أن مهمته في إنكلترا لم تكن بعيدة عن أفكاره، وسط تغلغل المدرسة الإسبانية التدريبية في العديد من الفرق واللاعبين هناك، لكن مع منتخب قطر سيكون الأمر مثيراً ومختلفاً ومشوقاً بالنسبة للمدرب.
سيحاول لوبيتيغي خلال فترته المقبلة الاستفادة من المدربين الإسبان الذين أشرفوا على منتخب قطر خلال السنوات الماضية، إن كان المتوج بكأس آسيا 2019 فيليكس سانشيز، أو مواطنه الآخر ماركيز لوبيز بطل القارة في 2023، وأيضاً لويس غارسيا الذي قضى فترة قصيرة مع العنابي، لكن في الوقت عينه سيحاول صنع أسلوب لعبٍ واضحا ومتوازنا، يجمع بين الأسلوب الهجومي الأوروبي والتنظيم الدفاعي، الذي كان نقطة سلبية في الفترة الماضية، ما أدّى إلى اهتزاز شباك العنابي في الكثير من الأوقات، وكان من بين أضعف خطوط الدفاع في التصفيات المونديالية الأخيرة.
لوبيتيغي وتطوير اللاعبين المحليين والتجديد
سيحاول لوبيتيغي خلال الفترة المقبلة العمل على تطوير اللاعبين الناشطين في الدوري القطري، وإفادتهم بخبرته التي اكتسبها في أوروبا، خاصة أن العديد منهم لديه المقدرة على التحسّن، لكن في الوقت عينه، سيكون أمام مهمة وضع خريطة طريق المرحلة المقبلة، من أجل الدمج بين المواهب الشابة وبعض أسماء الجيل الحالي، أمثال المعز علي وأكرم عفيف، وتكوين منتخب تنافسي للمستقبل.
التأهل لكأس العالم والتحضير لكأس آسيا
يُدرك الجميع أن مهمة لوبيتيغي ستكون ضمان التأهل إلى ملحق قارة آسيا الذي يقود لاحقاً إلى كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة، والمكسيك وكندا، وذلك من خلال احتلال المركز الرابع في المجموعة التي يُنافس فيها حالياً، ثم المنافسة ضمن مجموعة من 3 منتخبات في الدور التالي، واحتلال الصدارة لضمان التأهل، وعلى إثرها يُمكنه التحضير بقوة والاستعداد لغمار كأس آسيا 2027، والمحافظة على التاج القاري للمرة الثالثة على التوالي.
