انتهت أول أمس الاثنين فعاليات معرض كتب المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الذي نظّمته دار الفكر بالتعاون مع المركز العربي في المركز الوطني للفنون البصرية بجامعة دمشق. ويُعدّ أول فعالية ثقافية كبرى تُقام في العاصمة السورية بعد إطاحة النظام السابق في ديسمبر/ كانون الأول 2024، حيث عُرض أكثر من 700 إصدار من المركز، في مجالات متنوعة في العلوم الإنسانية والاجتماعية، بالإضافة إلى سلاسل الترجمة والدوريات العلمية المحكّمة.
وأوضح الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أحمد قاسم حسين، أن الهدف من المعرض "إحياء الحياة الثقافية في سورية بعد سقوط النظام"، مشيراً إلى أنّ الحياة الثقافية "كانت مقيدة بكثير من المحاذير والرقابة". وأشار أن "الكتب بيعت في المعرض بأسعار رمزية لتناسب الواقع الاقتصادي الحالي، ما يتيح الفرصة للطلاب والأكاديميين والمثقفين للحصول على هذه الإصدارات".
وأكد مدير المكتب الإعلامي في دار الفكر، وحيد تاجا، أن المعرض أقيم بحرية تامة من دون رقابة أمنية، وأعرب عن أمله في أن يكون هذا التعاون فاتحة لشراكات مستقبلية دائمة مع المركز العربي. وقال لـ"العربي الجديد" إن المركز "سدّ فراغاً واسعاً في العالم العربي، حيث يقدّم كتباً ذات قيمة عالية في مجال الترجمة".
أول فعالية ثقافية كبرى تُقام في العاصمة السورية بعد إسقاط النظام
وعرّج تاجا على موضوع الموافقات الإدارية، خصوصاً بعد الجدل الذي حصل على خلفية بيان اتحاد الناشرين السوريين، وما تلاه من قرار لوزارة الإعلام يؤكّد التزامها بحرية النشر والفكر، حيث قال "حصلنا فقط على الموافقات الإدارية التقليدية من وزارة الإعلام، من دون أن تُعرض الكتب على أجهزة الأمن كما كان يحدث سابقاً، حيث كانت الكتب تُرسل مسبقاً إلى التفحص والمراقبة، ثم يُوفد مندوب أمني للإشراف على المعرض. أما الآن، فالمعرض يُقام بحرية تامة، علماً أن المركز كان ممنوعاً في عهد النظام البائد".
وشهد المعرض ندوات ثقافية يومية بمشاركة باحثين وأكاديميين من سورية والمركز العربي، تناولت موضوعات متنوعة، مثل: ندوة "دستور 1950" للباحث إبراهيم دراجي، و"الانتقال السوري في سياقات إقليمية ودولية متغيرة" التي قدّمها مروان قبلان، وندوة "التكوّن التاريخي الحديث للجزيرة السورية" التي ألقاها محمد جمال باروت، حيث عبر عن سعادته بوجوده في دمشق بعد غياب 14 سنة، مؤكداً أن المعرض يمثّل بداية لفعاليات مستقبلية مستمرة تهدف إلى إحداث نهضة معرفية عربية.
وعبّرت الكاتبة السورية نور جندلي، وهي زائرة للمعرض ومسؤولة الهيئة النسائية في تيار سورية الجديدة، عن إعجابها به، وقالت لـ"العربي الجديد": "حضرتُ المعرض، وبصراحة أشعر بسعادة كبيرة لوجوده بهذه السرعة في دمشق. الكتب المعروضة متنوّعة جداً، وجو الحرية المصاحب للمعرض رائع للغاية. لقد كنّا متعطشين لرؤية مثل هذه العناوين التي كُتب بعضها بأقلام سوريّة وتتناول قضايا هامة تشغل عقل كل مواطن سوري، وهي الآن مُتاحة".
أخبار ذات صلة.
