الآلات الصينية تحاصر ترامب... الرسوم على المعدات ترفع التكاليف
عربي
منذ 4 ساعات
مشاركة

يعتمد الاقتصاد الأميركي على الآلات الصينية اللازمة لتصنيع كلّ شيء، من السيارات إلى الإلكترونيات، ما يجعل جهود الرئيس دونالد ترامب لإنعاش قطاع التصنيع الأميركي بفرض رسوم جمركية شاملة على السلع الصينية معرّضة لعقبات كبيرة.

ويخوض أكبر اقتصادين في العالم معركة تجارية متصاعدة منذ أشهر، ورغم أن المسؤولين الأميركيين بدأوا مؤخراً في تخفيف لهجتهم تجاه الصين، إلّا أن بكين ظلّت متحدية. في غضون ذلك، ألحقت الرسوم الجمركية ضرراً بالغاً بسوق الأسهم الأميركية وزعزعت سلاسل التوريد العالمية.

يزعم ترامب أن سياساته التجارية ضرورية لتأسيس "عصر ذهبي" للصناعات التحويلية الأميركية، لكن خبراء التجارة والشركات يقولون إنّ الرسوم الجمركية الواسعة قد تُعقّد في الواقع إعادة إحياء بعض الصناعات.

قالت سوزان هيلبر، الخبيرة الاقتصادية في جامعة كيس ويسترن ريزيرف في أوهايو ومستشارة الرئيس السابق جو بايدن للاستراتيجية الصناعية إنّ "قطاع الآلات الأميركي عموماً ليس في وضع جيّد"، وأضافت: "بحسب نوع الصناعة، تمتلك الصين قدراً هائلاً من الطاقة الإنتاجية".

يُعد ارتفاع أسعار الآلات الصناعية بسبب الرسوم الجمركية مثالاً واحداً فقط على الفوضى الاقتصادية المتلاحقة وعدم اليقين الناجمَين عن الحرب التجارية، ما يُسلّط الضوء على الترابط بين الاقتصادَين الأميركي والصيني، وصعوبة إعادة سلاسل التوريد إلى الداخل التي ازدادت عولمتها في العقود الأخيرة، وأضافت هيلبر وفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست: "من المهمّ أن نتمكن من تصنيع الأشياء التي تُمكننا من ذلك.. لكن هذا لا يحدث بين عشية وضحاها، والرسوم الجمركية وحدها لن تُحقق ذلك".

على مدى العقد الماضي، ارتقت صناعة الآلات الصينية إلى مستوى الهيمنة العالمية، وتضاعفت صادرات الآلات من الصين بأكثر من الضعف منذ عام 2015، لتصل إلى 869 مليار دولار في عام 2024، وفقاً لاتحاد صناعة الآلات الصيني، وهو جمعية صناعية، وعلى الرغم من أنّ ألمانيا كانت تقليدياً رائدة في مجال الآلات المتقدمة، إلّا أن الخبراء يقولون إنّ الصين سرعان ما سدّت الفجوة مع منافستها الأوروبية.

تُعد الصين أكبر مُصدّر للآلات في العالم، والولايات المتحدة أكبر مستورد للآلات، إذ وفرت الصين 17% من واردات الآلات الأميركية في عام 2023، وفقاً للجنة التجارة الدولية الأميركية.

ومع ذلك، قد يُقلل هذا الرقم البالغ 17% من تقدير اعتماد الولايات المتحدة على الأدوات الصينية، فبالنسبة للعديد من المنتجات، بما في ذلك الآلات، لا تُمثل الواردات المباشرة من الصين مدى اعتماد سلسلة التوريد في أميركا على المنتجات الصينيّة، لأن الآلات قد تُصنع من أجزاء صينية حتّى عند استيرادها من أماكن أخرى.

ووفقاً لجمعية مصنعي المعدات، وهي مجموعة تجارية أميركية، لا يمكن الحصول على مكوّنات الآلات، مثل المحامل والتروس، بالإضافة إلى الأنظمة الهيدروليكية التي تحتوي على مضخات وصمامات، على نطاق واسع إلّا من الصين،

وما زاد من مشاكل سلسلة التوريد التي تواجهها الشركات المصنّعة الأميركية، قيام الصين بفرض قيود على تصدير المعادن الأرضية النادرة، وهي ضرورية لمجموعة واسعة من الصناعات الأميركية، بما في ذلك الدفاع والرعاية الصحية والتكنولوجيا، وذلك رداً على حرب الرسوم الجمركية التي يشنّها ترامب.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية