فيدان إلى الجزائر لبحث قضايا ثنائية وملفات إقليمية حساسة
Arab
5 hours ago
share

تشهد الجزائر سلسلة زيارات دبلوماسية رفيعة في الفترة الأخيرة، وحراكاً حثيثاً ذات صلة بتطورات وقضايا إقيلمية، فبعد زيارة وزيري الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمصري بدر عبد العاطي، يزور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الجزائر، يوم غد الأحد، للقاء المسؤولين الجزائريين، ومناقشة عدد من القضايا والملفات الراهنة.

ويجري فيدان خلال هذه الزيارة التي تدوم يومين مباحثات مع نظيره الجزائري أحمد عطاف، قبل أن يلتقي الرئيس عبد المجيد تبون، ويُتوقع أن تبحث اللقاءات ملفات التعاون الثنائي والتنسيق السياسي، والترتيب لاستحقاقات ثنائية مشتركة تخص العلاقات بين الجزائر وتركيا، على ضوء التطور الكبير لهذه العلاقات، والاستثمارات التركية في الجزائر، ودعم أنقرة لمشروعات حيوية وبنى تحتية يجري تنفيذها في الجزائر.

وإضافة إلى الملف الفلسطيني الذي يشكل توافقاً في موقف البلدين، تمثل زيارة وزير الخارجية التركي فرصة مهمة لفتح نقاش حول مسائل استراتيجية ذات صلة بالبلدين، إذ تساعد الخلفية الأمنية لوزير الخارجية التركي، كقائد سابق لجهاز المخابرات، على بحثها، على غرار ملف الساحل ومالي، والتي تستدعيها خلفية الأزمة الأخيرة بين الجزائر وباماكو، بعد إسقاط الجيش الجزائري لطائرة مسيّرة مسلحة تتبع الجيش المالي، من نوع بيرقدار من صنع تركي، حيث تساعد تركيا الجيش المالي على بناء قدراته العسكرية، لكن الجزائر التي لا تعارض ذلك، تنظر بعين الريبة إلى استخدام باماكو الطائرات التركية لشنّ هجمات على حركات الأزواد، على مسافة قريبة من الحدود الجزائرية، كما أن تصريحات السفير التركي في باماكو الأسبوع الماضي، التي قال فيها إن تركيا مصرّة على دعم جهود الحكومة المالية في بسط سيطرتها على كامل التراب المالي، وأن ذلك خيار استراتيجي بالنسبة لتركيا، أثارت استياءً سياسياً وجدلاً كبيراً في الجزائر حول الموقف التركي، وتصادمه مع المصالح الجزائرية.

وسيتم كذلك بحث الملف الليبي، والذي يأتي أيضاً ضمن نفس سياق التباين بين الجزائر وتركيا، خاصة في علاقة بملف القوات التركية في ليبيا، حيث تطالب الجزائر بخروج كل القوات الأجنبية من ليبيا، إذ كان ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع قد جدد الخميس الماضي، مطالبة بلاده "بالانسحاب الفوري وغير المشروط لكافة القوات الأجنبية، وكل المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا، والاحترام الكامل لسيادة ووحدة وسلامة أراضيها"، وهي دعوة تشمل تركيا التي تتمتع بوجود عسكري في ليبيا.

ومن المرجح أن تكون هذه الزيارة في سياق ترتيبات الدورة الثالثة للجنة التخطيط المشتركة، والتحضير لقمة بين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والرئيس التركي طيب رجب أردوغان، كانت قد أعلنت عنها الرئاسة الجزائرية بداية الشهر الحالي، خلال مكالمة بين الرئيسين، تضمنت "الاتفاق على لقاء قريب يجمعهما بمناسبة ترأسهما لأشغال اللجنة العليا بين البلدين". وسبق زيارة وزير الخارجية التركي لقاء في نهاية فبراير/ شباط الماضي بين فيدان وعطاف على هامش أشغال اليوم الثاني من الاجتماع الوزاري لمجموعة العشرين، في جوهانسبورغ.

وتولي الجزائر في السنوات الأخيرة اهتماماً وتركيزاً كبيراً لتطوير علاقاتها الاستراتيجية مع أنقرة، ما يفسر تعيينها الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية عمار بلاني سفيراً في أنقرة، في خطوة تعزز تمثيلها الدبلوماسي. وتعززت العلاقات الجزائرية التركية خاصة منذ عام 2019 بشكل لافت، ضمن استدارة سياسية واقتصادية لافتة للجزائر نحو الشرق، ومثلت سلسلة الزيارات المتبادلة من قبل رئيسي البلدين تبون وأردوغان صورة عن تطور العلاقات والتفاهمات السياسية، حيث زار تبون تركيا في مايو/ أيار 2022، بينما زار أردوغان الجزائر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.

وقفزت تركيا إلى مقدمة الدول الأكثر استثماراً في الجزائر، وقفز حجم التبادل التجاري الى ما يقارب الستة مليارات دولار، مع تفاهمات مشتركة بأن يرتفع أكثر ليصل إلى عتبة الـ10 مليارات دولار، في وقت تنشط 1300 شركة تركية تنفذ استثمارات في عدة قطاعات في الجزائر.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows