يوسف بو عبد الله... طبيب مغربي يروي فظائع إسرائيل في غزة
Arab
6 hours ago
share

بعد قضائه نحو شهرين في قطاع غزة لإجراء عمليات جراحية في ظل الإبادة الإسرائيلية الجماعية على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2002، عاد الطبيب المغربي يوسف بو عبد الله إلى بلاده، وهو يتوق إلى العودة إليه ولسان حاله يقول "جسدي هنا وروحي هناك".

الطبيب المغربي يوسف بو عبد الله تطوع للمرة الثانية لإسعاف مرضى وجرحى القطاع، حيث أجرى عشرات العمليات الجراحية لأطفال فلسطينيين، وقال قبل مغادرته غزة: "لا أحد فوق الأرض يستطيع تحمل ظروف عمل الأطباء هناك"... ويروي بو عبد الله حكايات كثيرة عايشها لأطفال من غزة، لعل صوته يصل إلى العالم، خاصة الأطباء.

ولا ينسى الطبيب المغربي وفق ما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي حكاية الطفلة مريم التي تركها بمستشفى الإندونيسي شمال القطاع وهي في حالة غيبوبة بسبب ارتجاج الدماغ ليجدها وقد فاقت من الغيبوبة في مستشفى "شهداء الأقصى" وسط القطاع بعد انتقاله للعمل فيه.

ويقول بو عبد الله، إنه عندما تركها في المستشفى الإندونيسي ظل قلبه متعلقاً بها، ليُفاجأ خلال زيارته اليومية للمرضى في مستشفى "شهداء الأقصى" أنها فاقت من الغيبوبة ونُقلت للمستشفى الذي يعمل به. كما يتذكر الطبيب المغربي حكاية عمر الطفل الفلسطيني الذي لم يراهن الفريق الطبي على أن عودته للحياة، إلا أنه قام بإنقاذ يده من البتر وإصلاح الجرح الغائر على وجهه".

روحي في غزة

وصل يوسف بو عبد الله إلى المغرب في 7 إبريل/نيسان الجاري قادماً من قطاع غزة، بعد أن قضى أسابيع لإجراء عمليات جراحية للأطفال الفلسطينيين ضمن "الجمعية الفلسطينية الأميركية" (غير حكومية). جاء ذلك وفق مقطع فيديو نشرته إيمان المخلوفي زوجة بو عبد الله بمنصة إنستغرام.

وتعد هذه الزيارة الثانية لبو عبد الله إلى قطاع غزة خلال الإبادة الإسرائيلية المستمرة، بعدما قضى شهرين بمستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع بين أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول 2024. وقال بو عبد الله في منشور بمنصة إنستغرام وهو يهم بمغادرة غزة قبل أيام: "أغادر الأرض الطيبة جسداً والروح تُركت فيها... على العهد سنبقى وأملنا بالله كبير أن يكون عناقنا القادم عناق لقاء واشتياق بعد نصر من الله وفتح قريب".

الطبيب المغربي الذي سافر إلى غزة في زيارته الأخيرة قبل شهر رمضان الماضي، أشاد بالطواقم الطبية التي عمل معها بالقطاع. وقال: "ظروف عملهم لا أحد فوق هذه الأرض يستطيع تحملها، ومع ذلك يقاومون بكل ما أوتوا من قوة حتى لا تنحني رؤوسهم إلا لخالقهم، ونحن معكم سنقاوم ولو بالمشرط ولو بالخيط ولو بالسماعة والكلمة".

ويوسف بو عبد الله، جراح مغربي بمستشفى الحسن الثاني (حكومي) ورئيس قسم جراحة الأطفال فيه، وأجرى عشرات العمليات الجراحية بغزة. وسبق أن زار غزة أكثر من مرة أعوام 2008 و2012 و2014.

 قليل الكلام كثير العمل

قليل الكلام، متحفظ في الظهور الإعلامي، إلا أن أعماله جعلت رواد منصات التواصل الاجتماعي يتداولون صور ومقاطع فيديو تبين تدخلاته بغزة. وفي الوقفات والمسيرات بالمغرب، يتم رفع صوره تعبيراً عن امتنانهم لهذا الطبيب الذي ساهم في علاج الكثير من الفلسطينيين، خاصة الأطفال منهم. صوته هادئ، ويظهر وهو يتحدث مع أطفال غزة وكأنه يتحدث مع أبنائه، له قدرة على التواصل مع الأطفال ومواساتهم وتحفيزهم. يتطلع للعودة إلى غزة على اعتبار أنها بقيت في قلبه.

 قصص من غزة

قصص كثيرة يرويها بو عبد الله من غزة، مثل حالة الطفلة مريم، إذ قال عنها: "تم إحضار مريم إلى مستشفى الإندونيسي في ليلة دامية وقد دخلت في غيبوبة بسبب ارتجاج الدماغ، وظلت في وحدة الإنعاش وبفضل الله عز وجل ثم الفريق الطبي استطاعت أن تستعيد وعيها".

وأضاف: "في ظل هذا كله، لا تعرف مريم ذات الست سنوات أنها ستعيش ما بقي من حياتها يتيمة وحيدة". وأردف بو عبد الله :"بعد خروجي من مستشفى الإندونيسي، وعودتي إلى مستشفى "شهداء الأقصى" ظل قلبي متعلقاً بالصغيرة مريم و كنت أسأل عن حالها كل يوم، حتى فوجئت خلال زيارتي اليومية للمرضى أنها بينهم، فقد نقلوها من الإندونيسي وفرحت أيما فرح لرؤيتها". وتابع: "هذا هو حال أطفال غزة… هناك حقوق للأطفال في كل مكان… إلا في غزة".

ومن القصص التي رواها الطبيب المغربي أيضاً حكاية الطفلة أنعام التي "طارت" في السماء بعد قصف منزل عائلتها ورميت على بعد خمسين متراً، ثم سقطت فوق فراش جعله الله سبباً لحمايتها من موت محقق لكن وجهها لم يسلم من حروق انفجار القذيفة".

كما يروي بو عبد الله حكاية الرضيعة تالين في الشهر السادس من عمرها إذ سقط فوقها ردم المنزل بعد قصفه. وأضاف: "هذه الرضيعة بقيت تحت الركام لساعات طويلة، ترى الظلام وتستنشق الغبار، تبكي من الجوع ولا أحد يسمعها". وتابع الطبيب المغربي: "ظلت تالين على هذا الحال حتى جاء أحدهم يبحث عن هاتفه الذي سقط في نفس المكان، فسمع بكاءها وهو يقف فوق الردم وسارع لإحضار فريق الإنقاذ، الذي بذل جهده لإخراجها".

كما يحكى بو عبد الله حكاية الطفل الفلسطيني عمر الذي لم يراهن الفريق الطبي على عودته للحياة، إذ كان ضحية كآلاف الضحايا من الأطفال". واضطر الفريق الطبي، بحسب بو عبد الله، "لاستئصال طحاله المصاب بشظية لوقف النزيف الحاد والكبير، وترقيع (تضميد) الثقوب في سائر أمعائه، كما مكن الفريق الطبي لإنقاذ يده من البتر وإصلاح الجرح الغائر على وجهه". ودعا بو عبد الله، إلى إرسال الأطباء والممرضين والفنيين لدعم الجهود الطبية والقيام بواجبهم الإنساني في ظل التحديات التي يواجهها القطاع الصحي.

وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم حرب وإبادة بغزة، خلّفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى دمار هائل في المنازل والمنشآت والبنية التحتية. ومنذ 7 أكتوبر 2023 دمرت إسرائيل 34 مستشفى من أصل 38، منها حكومية وأهلية، تاركة أربعة مستشفيات فقط تعمل بقدرة محدودة رغم تضررها، وسط نقص حاد بالأدوية والمعدات الطبية، بحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

كما أخرجت الغارات الإسرائيلية 80 مركزاً صحياً عن الخدمة بالكامل، إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى. وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاماً، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم نحو 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.

(الأناضول)

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows