
نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة في نقاط عدة في محافظة القنيطرة، جنوبي سورية، صباح اليوم الجمعة، حواجز عسكرية على الطريق الواصل بين بلدتي طرنجة وحضر، ما أدى إلى شلل شبه تام في حركة المواطنين والمزارعين.
ومنعت القوة العسكرية المؤلفة من 20 عنصراً وخمس آليات عسكرية، والتي انطلقت من نقاط عسكرية كانت قد ثبتتها خلال الأشهر الأخيرة في المحافظة الجنوبية، بشكل كامل مرور المدنيين على الحواجز. وفي تطور متزامن، أغلقت دورية إسرائيلية أخرى الطريق الرابط بين بلدتي حضر في القنيطرة وحرفا في ريف دمشق، الأمر الذي اعتبره سكان البلدة حصاراً للمنطقة، ومحاولة لفصل القنيطرة عن دمشق. وفي الوقت ذاته، شهدت السماء تحليقاً مكثفاً لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية منذ ساعات الصباح الباكر، في مؤشر إلى استمرار التصعيد.
وفي السياق، قال ربيع أبو علي، وهو من سكان المنطقة، لـ"العربي الجديد"، إن القوات الإسرائيلية منعته من الوصول إلى أرضه الزراعية وأرغمته على العودة إلى منزله، لافتاً إلى أن هذه الممارسات تتكرر بشكل شبه يومي، ما أدى إلى خسائر فادحة في محاصيله الزراعية ومناحله، فيما أشارت مصادر ميدانية إلى أن القوات الإسرائيلية تحاول تعزيز وجودها على طول الخط الفاصل في القنيطرة، حيث تقوم بشكل شبه يومي بنصب حواجز مؤقتة وإغلاق الطرق الزراعية ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، في إجراءات تأتي ضمن سياسة تستهدف خنق الاقتصاد المحلي وتهجير السكان المدنيين قسراً من المنطقة.
بدوره، لفت الناشط المدني محمد البكر، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن هذه التحركات تشكل انتهاكاً صارخاً لاتفاقيات فض الاشتباك، وتستهدف خلق واقع جديد على الأرض عبر التوسع في المنطقة العازلة، مشيراً إلى أن إسرائيل تستغل الظروف الإقليمية والدولية لفرض سياسة الأمر الواقع دون أي محاسبة دولية. وأضاف البكر أن سكان القرى الحدودية أكثر من غيرهم باتوا يعانون من تدهور حاد في الخدمات الأساسية، حيث تمنع سلطات الاحتلال وصول سيارات الإسعاف والمعدات الطبية إلى المنطقة. كما أدت الإغلاقات المتكررة إلى نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية، وهو ما زاد معاناة السكان المدنيين.
وقال الناشط: "تكتفي الإدارة السورية الجديدة كسابقتها بالشجب والاستنكار والإدانة ومتابعة الانتهاكات الإسرائيلية بصمت"، مؤكداً أن هذه التصرفات غير المسؤولة تشكل استفزازاً خطيراً للأهالي الذين وجدوا أنفسهم دون حماية. ومن جهته، كشف مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير قصي الضحاك، عن استراتيجية إسرائيلية ممنهجة للسيطرة على الموارد المائية في الجنوب السوري، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال حوّلت مسارات الأنهار والينابيع، وهو ما يهدد الأمن المائي والغذائي للمنطقة. واستطاع الاحتلال بعد سقوط نظام الأسد احتلال أكبر المنابع المائية والسدود في محافظة القنيطرة وريف درعا الغربي، كما أقدم على تخريب شبكات المياه الواصلة إلى القرى والبلدات.
والجدير بالذكر أن محافظة القنيطرة وريف درعا الغربي أصبحا بعد سقوط نظام الأسد ساحة لصراعات محلية وإقليمية، خاصة مع تصاعد النفوذ الإسرائيلي الذي استغل الفراغ الأمني لتعزيز وجوده العسكري على طول الخط الفاصل، حيث ثبتت إسرائيل سبع نقاط عسكرية في المنطقة العازلة، مستهدفةً البنية التحتية والموارد المائية، بينما تواصل منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، في محاولة لتهجير السكان وتغيير الحقائق الديمغرافية في ظل صمت حكومي سوري وصمت دولي.
