الرشاد بـــــــــــــــــــــــــــرس ــــ دولــــــــــــــــــــــــــــــــــي
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبي بصدد اتخاذ حزمة جديدة من الإجراءات المضادة ردًا على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا، والتي وصفها بأنها “ضربة كبيرة” للاقتصاد العالمي.
ويأتي هذا التصعيد عقب إعلان ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 20% على منتجات الاتحاد الأوروبي ضمن حزمة واسعة من الرسوم المفروضة على العديد من دول العالم.
في خطوة اعتُبرت تصعيدًا كبيرًا في السياسة التجارية الأمريكية، أعلن ترامب، يوم الأربعاء، حالة الطوارئ الاقتصادية الوطنية، وفرض رسومًا جمركية لا تقل عن 10% على جميع الدول، مع فرض معدلات أعلى تصل إلى 49% على 60 دولة وصفها بأنها “أسوأ المخالفين”، وفقًا لمسؤولين في البيت الأبيض.
وفي مؤتمر صحفي في حديقة الورود بالبيت الأبيض، أوضح ترامب أن الرسوم الجمركية بنسبة 49% ستُفرض على الواردات من كمبوديا، و46% على فيتنام، و34% على الصين، و20% على الاتحاد الأوروبي. كما أشار البيت الأبيض إلى أن الرسوم الجمركية بنسبة 10% ستدخل حيز التنفيذ في 5 أبريل، في حين ستُطبق المعدلات الأعلى في 9 أبريل، ما يفتح المجال للمفاوضات مع الدول التي فُرضت عليها رسوم تتجاوز 10%
وفي تصريحات لها من سمرقند بأوزبكستان، حيث تشارك في قمة الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى، أكدت فون دير لاين: “نحن بصدد الانتهاء من حزمة الإجراءات المضادة الأولى ردًا على الرسوم الجمركية المفروضة على الصلب، ونعمل الآن على اتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية مصالحنا وشركاتنا في حال فشلت المفاوضات”.
وتأتي هذه التصريحات بعد إعلان الاتحاد الأوروبي عن فرض رسوم انتقامية ردًا على الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة الشهر الماضي، بهدف حماية العمال والمستهلكين الأوروبيين. وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن في ذلك الوقت عن فرض رسوم جمركية مضادة على سلع أمريكية بقيمة 26 مليار يورو (28 مليار دولار).
من المنتظر أن تُعاد فرض رسوم معلقة سابقًا كانت سارية جزئيًا خلال فترة الرئاسة الأولى لترامب، إلى جانب فرض رسوم إضافية على مجموعة من السلع. وتشمل هذه الرسوم الصلب والألومنيوم الصناعي، والمنتجات شبه المصنعة، والمنتجات النهائية الأخرى من الصلب والألمنيوم، إلى جانب المنتجات التجارية المشتقة مثل قطع الآلات وإبر الحياكة.
كما ستشمل قائمة الرسوم أيضًا مجموعة من المنتجات الأخرى مثل بعض أنواع الخمور، المنتجات الزراعية، السلع الجلدية، والأجهزة المنزلية. من المتوقع أن تدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ في منتصف أبريل، مما قد يؤدي إلى تصعيد كبير في التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
انتقدت فون دير لاين السياسة التجارية الأمريكية الجديدة، قائلة: “يبدو أنه لا يوجد نظام في الفوضى، ولا مسار واضح للتعقيد والاضطراب الذي يتم خلقه، مما يؤثر على جميع الشركاء التجاريين للولايات المتحدة”. وأضافت أن “عدم اليقين سيتصاعد، وسيؤدي إلى المزيد من الحمائية، وستكون العواقب وخيمة على ملايين الأشخاص حول العالم، خصوصًا في البلدان الأكثر ضعفًا، التي تخضع الآن لبعض أعلى الرسوم الجمركية الأمريكية”.
وفي الوقت نفسه، أعربت فون دير لاين عن اتفاقها مع ترامب على أن بعض الدول تستغل القواعد التجارية الحالية بشكل غير عادل، وأن الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم الجهود الرامية إلى تعديل النظام التجاري العالمي ليتناسب مع الحقائق الاقتصادية المعاصرة. لكنها حذرت الولايات المتحدة من أن “اللجوء إلى الرسوم الجمركية كأداة أولى وأخيرة لن يصلح الأمور”.
المصدر: رويترز