أحلام العيد المسروقة.. قصص من معاناة الموظفين في مناطق سيطرة الحوثي
Party
2 days ago
share

تلجأ سمية، موظفة سابقة في قطاع التعليم بالعاصمة صنعاء، إلى بيع بعض الأغراض المنزلية القديمة لتشتري لأطفالها ملابس مستعملة.

تقول سمية إنها تبكي كلما اقترب العيد، بسبب عجزها عن توفير ملابس لأطفالها وحاجات العيد التي اعتادوا عليها قبل سيطرة ميليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء ونهبها لرواتب الموظفين.

سمية وآلاف الموظفين في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي تحولوا، بسبب نهب الرواتب، إلى فقراء بحاجة إلى المساعدات المالية والغذائية.

ومع اقتراب عيد الفطر المبارك، تتضاعف هموم آلاف الموظفين اليمنيين الذين تم تسريحهم من وظائفهم من قبل جماعة الحوثي، ويواجهون ظروفًا معيشية صعبة تمنعهم من توفير أبسط متطلبات الحياة لأسرهم، فضلًا عن متطلبات العيد.


50 ألف موظف

ويُقدَّر عدد هؤلاء المسرَّحين، بحسب إحصاءات صادرة عن منظمات محلية، بأكثر من 50 ألف موظف في مختلف القطاعات الحكومية ممن تم تسريحهم منذ عام 2015، فيما تشير تقديرات أخرى إلى أن 70% من هؤلاء يعيشون تحت خط الفقر، ويعتمدون على المساعدات الإنسانية لتأمين الغذاء والدواء.

أحمد عبد الله، موظف قُطِع راتبه منذ سنوات، يعيش في العاصمة صنعاء، يقول: "بالنسبة لي، صار العيد ذكرى مؤلمة نعيشه بلا فرحة وبلا أمل."

وأضاف في حديثه لـ"الصحوة نت": "كنت في السابق أستعد للعيد قبل أسابيع، وأشتري الملابس الجديدة للأطفال، وفي يوم العيد كانت مائدتي عامرة بأصناف الطعام، وأزور الأهل وأساعدهم ماديًا، أما اليوم، حتى جعالة العيد أصبحت من الرفاهية."

وجد ساهر، وهو موظف في إحدى الوزارات، نفسه مفصولًا في عشية وضحاها، عندما قررت ميليشيا الحوثي فصل آلاف الموظفين الحكوميين.

نحو عقد ونصف قضاه ساهر في وظيفته، كان كغيره من الموظفين ينعم باستقرار مادي يكفيه لتأمين حياة كريمة لأسرته المكونة من زوجته وأربعة أطفال، وتغير كل شيء فجأة عندما وجد اسمه مع الآلاف مفصولين في ما يسمى بـ"قوائم التصحيح" التي أعلنتها ميليشيا الحوثي.

لم يكن هناك سبب واضح لفصلهم، يقول ساهر في حديثه لـ"الصحوة نت": "السبب الأبرز كان مذهبيًا، رغم أنني لم أكن سياسيًا أو ناشطًا، إلا أن انتمائي العائلي ورفضي التوقيع على ما يسمى (مصفوفة السلوك الوظيفي) للمليشيا كان كافيًا لخسارة وظيفتي."

ومع اقتراب العيد، تزداد جروح ساهر عمقًا؛ لم يعد بمقدوره شراء مستلزمات العيد من ملابس و"جعالة"، وأُجبر على شراء ملابس قديمة لأطفاله.

قبل سيطرة ميليشيا الحوثي على صنعاء ومؤسسات الدولة ونهبها لرواتب الموظفين، كان العيد مناسبة للبهجة والفرحة؛ إذ كان الموظف يتمكن من تلبية احتياجات أسرته، لكن اليوم - بحسب كلامهم - تحولت هذه المناسبة إلى همٍّ يضاعف مأساة الموظفين.

يقول محسن، موظف سابق بوزارة المالية: "كنت أتقاضى راتبي الأساسي وراتبًا آخر إكرامية في العشر الأواخر من رمضان، وكان العيد يبدأ عندي منذ تلك اللحظة."

ويضيف في حديثه لـ"الصحوة نت": "أما الآن، فالعيد يعني المزيد من الديون، والمزيد من الإحراج أمام الأبناء."

لم يسرق الحوثيون منا رواتبنا فقط، بل سنوات من عمرنا وأحلامنا، هكذا قال ياسر خلال حديثه لـ"الصحوة نت"، مضيفًا: "لقد صار العيد تذكيرًا سنويًا بالظلم الذي نعيشه."

بينما تضيف فاطمة: "بعد أن كنا موظفين ولدينا رواتب، أصبح أطفالنا يعتمدون على الزكاة والصدقات."

وتضيف في حديثها لـ"الصحوة نت": "أطفالي لا يعرفون معنى الزكاة أو الصدقات، لكنهم اليوم يعتمدون عليها لكي يحصلوا على كسوة العيد."

وبحسب تقارير محلية، فإن بعض العائلات تلجأ في العيد إلى بيع الأثاث، في حين تلجأ أخرى إلى العمل بأجور زهيدة، وغالبيتهم يعملون في غير مهنهم وتخصصاتهم، وبعضهم يعتمد على المساعدات العائلية، بينما هاجر بعض الموظفين إلى خارج البلاد بحثًا عن فرص أفضل.

العيد الذي لم يأتِ

تكاد مظاهر الزينة والفرح بالعيد تختفي لدى غالبية عائلات الموظفين في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، لتحل محلها مشاعر الصمت والهموم التي تعكس حجم المعاناة.

تحاول تلك العائلات التكيف مع واقع جديد فُرض عليها وأجبرها على تقليص كل شيء، حتى فرحة العيد، التي تحولت إلى اختبار صعب لقدرتهم على الصمود في وجه الظروف القاسية، في ظل سخط شعبي متنامٍ ضد سياسة الإفقار التي تمارسها ميليشيا الحوثي بحق اليمنيين، ويقابله إثراء فاحش لقيادة وعناصر الميليشيا في العاصمة صنعاء وغيرها من المدن الواقعة تحت سيطرتها.

 

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows