
يوم العيد ليس زمنًا عابرًا. العيد روح ومعنى وليس مظهرًا ومبنى. ومن لا يملك الروح فلا قيمة للمظهر، ومن فقد المعنى فلا معنى للمبنى.
بدون معنى، يتحول يوم العيد إلى يومٍ مثقلٍ بالطلبات والشكليات، مصحوبًا بالكآبة والقهر. وربما تنهض فيه الأمراض السوداء مثل الحسد والحقد والكراهية.
هذا يوم لا علاقة له بالعيد. العيد هو الروح الطيبة التي تنبع من نفس الإنسان، لا من خارجها. فتتجمل يوم العيد بهذه المعاني النابعة من النفس، من حب ورحمة وشعور بالانتماء للجيران والقرية والحارة والشعب والأمة والإنسانية المكرمة بالروح.
فيه تنهمر الذكريات والصور الجميلة، فتتجمل يوم العيد بقدر الروح والمعنى الذي يهطل من النفس، كما تهطل أمطار الربيع، وكما تضحك بروق الصيف من قلب السحابة، ويتغنى فيها الرعد حبًا فائضًا ورحمةً تنسكب على الناس دون تمييز أو انتقاء، كما هو مطر الخير ينهمر على الوديان والأكام والجبال والأحجار والأشجار والحيوان والطيور والسباع والإنسان، طيبهم وشريرهم.
فيوم العيد هو سحابة الأيام وأمطارها الهاطلة بكل الخير والحب والبسمة والسلام للقريب والبعيد، لمن تعرف ومن لا تعرف.
أما عندما تُنتقص كرامة الإنسان وتُقيَّد حريته ويُعتدى على وطنه، يتحول العيد إلى (مقاومة) تعشق التضحيات وتتسابق إلى البذل.
Related News
