جولة لودريان في بيروت: رسائل بشأن الاعتداءات الإسرائيلية والإصلاحات
Arab
5 days ago
share

جال الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان على المسؤولين اللبنانيين في بيروت، اليوم الأربعاء، حيث اطلع منهم على الأوضاع السياسية والأمنية، والملف الإصلاحي الذي يوليه المجتمع الدولي أهمية قصوى باعتباره مساراً أساسياً لدعم لبنان في إعادة إعمار ما دمّره العدوان الإسرائيلي الأخير.

وقالت مصادر في قصر بعبدا الجمهوري لـ"العربي الجديد"، إنّ "الرئيس جوزاف عون بحث صباحاً مع لودريان في العديد من الملفات، على رأسها التطورات في الجنوب، والتصعيد الاسرائيلي الذي حصل يوم السبت الماضي، عارضاً دور الجيش اللبناني والمهام التي يقوم بها جنوباً، مؤكداً جهوزيته التامة للانتشار في كل الأراضي اللبنانية والحفاظ على الأمن والاستقرار".

وأشارت المصادر إلى أنّ "عون جدّد طلب لبنان الضغط على إسرائيل من أجل وقف اعتداءاتها على الأراضي اللبنانية، بما يشكل انتهاكاً للاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والانسحاب من كل النقاط التي لا تزال تتمركز فيها، إلى جانب إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين لديها، مشدداً على أنّ استمرار هذه الانتهاكات من شأنه أن يعيق الاستقرار والأمن في لبنان والجنوب، وكان هناك تأكيد فرنسي على حرص باريس على أمن واستقرار لبنان وضرورة الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار وحلّ أي توترات من شأنها أن تخرقه".

وشددت المصادر على أنّ "عون أكد التزام لبنان بكل القرارات الدولية، على رأسها القرار 1701، وهناك ترقب للمؤتمر الذي تحضّره باريس لحشد الدعم للبنان، فهناك حاجة كبيرة إليه من أجل إعادة الإعمار، كما دعم الجيش اللبناني، والنوايا اللبنانية جدّية بالسير ببرنامج إصلاحي شامل، سياسياً واقتصادياً وقضائياً".

وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان إن "عون بحث مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الوضع في الجنوب، مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية خلافاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر الماضي، فضلاً عن استمرار احتلال التلال الخمس، وعدم إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين الذين احتجزتهم إسرائيل خلال الحرب الأخيرة". ولفت عون إلى "ضرورة عمل رعاة الاتفاق على الضغط على إسرائيل للالتزام به حفاظاً على صدقيتهم، وضماناً لتنفيذ ما اتفق عليه لإعادة الاستقرار ووقف الأعمال العدائية".

أيضاً، تطرق البحث بين عون ولودريان إلى الوضع على الحدود اللبنانية السورية، والزيارة المرتقبة للرئيس اللبناني إلى باريس يوم الجمعة المقبل. وقال عون إنه "يتطلع إلى اللقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة في باريس، لشكره مجدداً على الدور الذي يلعبه في دعم لبنان ومساعدته على النهوض من جديد، ولا سيما على دوره الشخصي في تسهيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي"، مؤكداً للموفد الرئاسي الفرنسي أنه "سيبحث مع ماكرون في المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وفي تعزيز العلاقات اللبنانية الفرنسية وتطويرها في المجالات كافة".

ولفت عون إلى أن "موضوع الإصلاحات يأتي في أولوية اهتماماته، بالتوازي مع إعادة إعمار البلدات والقرى التي دمرها القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة"، مشيراً إلى أنّ "العمل سيتواصل من أجل إعادة الثقة في الداخل اللبناني، ومع الخارج، لا سيما مع وجود فرص متاحة، لذلك يجب الاستفادة منها، وأبرزها الدعم الفرنسي للبنان والتحرك الذي يقوده الرئيس ماكرون في هذا الإطار".

وأكد الرئيس اللبناني أنّه "مصمّمٌ مع الحكومة على تجاوز الصعوبات التي يمكن أن تواجه مسيرة الإصلاح في البلاد في المجالات الاقتصادية والمصرفية والمالية والقضائية، وإيجاد الحلول المناسبة بالتعاون مع الأطراف المعنيين"، مشيراً إلى أنّ "الاجتماعات بدأت مع صندوق النقد الدولي لدرس الخطوات المناسبة لتحقيق الإصلاحات المطلوبة التي نريدها في لبنان قبل أن تكون مطلبا للمجتمع الدولي"، لافتاً إلى أنّ "الإجراءات التي ستتخذ على الصعيد الإداري سوف تعطي رسالة إيجابية للداخل اللبناني والخارج".

إلى ذلك، أكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام أنّ "الضغط الدولي والعربي الدبلوماسي على إسرائيل لوقف الاعتداءات لم يستنفد"، مشيراً إلى أن "لا أحد يريد التطبيع مع إسرائيل في لبنان وهو مرفوض من كل اللبنانيين". وعن لقائه مع المبعوث الفرنسي، قال سلام إنّ "هدف الزيارة هو البحث في ملف إعادة الإعمار، خصوصاً أنّ لبنان يعمل مع فرنسا والبنك الدولي وكبار الدول المساهمة لتحصيل الدعم اللازم"، كاشفاً أنّه "في نهاية الشهر المقبل يفترض إقرار مبلغ 250 مليون دولار الذي خصّصه البنك الدولي لهذا الملف، وبعد ذلك يفترض عقد مؤتمر لجمع مبلغ مليار دولار".

وقالت رئاسة الحكومة اللبنانية إنّ "سلام استقبل لودريان في حضور السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو والوفد المرافق، وبحث معه إعادة الإعمار والمؤتمر الذي تنوي فرنسا عقده بهذا الخصوص، والإصلاحات التي باشرت بها الحكومة اللبنانية، إضافة إلى عرض للمستجدات السياسية الراهنة".

في السياق، قال سلام أمام وفد من مجلس نقابة المحررين برئاسة جوزيف القصيفي إنّ "الوضع في الجنوب مقلق في ظل مواصلة الاعتداءات الإسرائيلية، خصوصاً بعد عملية إطلاق الصواريخ الأسبوع الماضي"، مشيراً إلى "الاستمرار في الضغط الدولي والعربي على إسرائيل لوقف الاعتداءات ولم نستنفد كل وسائل الضغط السياسي والدبلوماسي". وأشار إلى أنّ "النقاط الخمس التي تتمسك إسرائيل بالبقاء فيها لا قيمة لها عسكرياً ولا أمنياً سوى إبقاء ضغطها على لبنان قائماً".

كذلك، رفض رئيس الوزراء اللبناني كل الكلام الإسرائيلي عن تهجير سكان غزة والضفة الغربية، وإقامة دولة فلسطينية خارج فلسطين التاريخية، مشيراً إلى "ضرورة حشد الدعم العربي والدولي لمواجهة هذا المشروع". ولفت سلام إلى أنّ "حزب الله لديه جمهوره ونوابه وتمثيله، وما قلته أخيراً هو أنّ فكرة معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي التي انتهت لأنها لم تذكر في البيان الوزاري الذي يشدد على حصرية السلاح بيد الدولة".

من جهته، قال المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان نبيه بري، إنّ اللقاء مع الموفد الرئاسي الفرنسي تناول تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا.

بدوره، قال وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي إنه "عرض مع لودريان التحضيرات الجارية لزيارة الرئيس جوزاف عون إلى باريس، كذلك تباحثا في التصعيد الإسرائيلي الخطير والمستمر في الجنوب، والمساعي التي تبذلها فرنسا لتنفيذ إعلان وقف الأعمال العدائية، باعتبارها إحدى الدول الراعية له، بالإضافة إلى كونها عضواً في اللجنة الخماسية المكلفة بمراقبة تطبيقه". وشدد رجّي على "وجوب انسحاب إسرائيل الفوري والكامل وغير المشروط من الأراضي اللبنانية، ووقف عدوانها، والالتزام بتنفيذ إعلان وقف الأعمال العدائية وقرار مجلس الأمن رقم 1701".

هذا وأكد لودريان دعم فرنسا المستمرّ للبنان ولتحقيق الاستقرار فيه، وأثنى على خطاب القسم لرئيس الجمهورية والرؤية التي تضمنّها بشأن لبنان، وعلى جديّة عمل الحكومة اللبنانية، مشيراً إلى أهمية الحفاظ على الزخم الدولي الذي واكب العهد الجديد وتشكيل الحكومة، من خلال تنفيذ الإصلاحات اللازمة والحفاظ على وحدة اللبنانيين، وذلك من أجل تعزيز ثقة المجتمع الدولي والعربي بلبنان وجذب الاستثمارات إليه.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows