الصيد الجائر في العراق: حملات لحماية الحيوانات المهددة بالانقراض
Arab
1 hour ago
share
يشهد العراق تصاعداً مقلقاً في عمليات الصيد الجائر التي تستهدف الطيور المهاجرة والحيوانات البرية، في وقت حذّر فيه ناشطون ومنظمات بيئية من أن استمرار هذه الممارسات يهدد التنوع الإحيائي ويضع البلاد أمام خطر فقدان أنواع نادرة، من بينها طائر "الفلامينغو" الذي بات رمزاً لهذه الأزمة البيئية المتفاقمة. وخلال الأيام الأخيرة، نظّمت مجموعات شبابية ومنظمات بيئية وقفات احتجاجية في عدد من المحافظات، للمطالبة بوضع حد للصيد غير القانوني، لا سيما في مناطق الأهوار التي تعد محطة رئيسية للطيور المهاجرة القادمة من مناطق بعيدة هرباً من برد الشتاء. الناشط البيئي جمال المنصوري ندّد بالتجاوزات على البيئة وعمليات الصيد الجائر، وانتقد في تصريح لـ"العربي الجديد" "عدم تطبيق القوانين البيئية وغياب دعم البيئة واستثمارها في السياحة"، مؤكدا أن "هناك انتهاكات وصيداً جائراً يهدد بانقراض أنواع من الطيور منها طائر الفلامينغو الذي هاجر إلى العراق أخيراً هرباً من برد الشتاء، ليجد نفسه بمواجهة الصيد الجائر". احتجاجاً على صيد "الفلامينغو" .. وقفة في البصرة #المربد pic.twitter.com/RiFdd4Mf1w — AlMirbad المربد (@AlmirbadMedia) December 26, 2025 وشدد المنصوري على ضرورة "محاسبة المتجاوزين على البيئة ممن ينفذون عمليات صيد جائر ووضع حد لهم"، مطالباً بـ"تفعيل دور الشرطة البيئية ومتابعة الملف بجدية، وعدم الاكتفاء بتنفيذ حملات مؤقتة غير مجدية"، داعياً إلى "استثمار التنوع الإحيائي في السياحة البيئية بوصفه مورداً اقتصادياً مستداماً يمكن أن يحفز المجتمعات المحلية على حماية البيئة بدلاً من استنزافها". من جهتها، بدأت وزارة البيئة تنفيذ حملة في سوق الغزل لمصادرة الطيور والحيوانات المهددة بالانقراض، وذكر بيان للوزارة أن "الحملة هي توعوية ورقابية موسعة في سوق الغزل ببغداد، بمشاركة عدد من المدراء العامين وبرفقة مفارز الشرطة البيئية، لمتابعة واقع بيع الحيوانات والطيور والتوعية للالتزام بالضوابط والتعليمات البيئية ومنع الاتجار بالأنواع المحظورة أو المهددة بالانقراض". مدير عام دائرة التوعية والإعلام البيئي في الوزارة أمير علي الحسون أكد أن "الحملة أسفرت عن مصادرة عدد من الحيوانات والطيور المهددة بالانقراض وبعض الطيور المهاجرة، مع توجيه إنذارات رسمية للباعة بضرورة الالتزام بالقوانين البيئية وحماية التنوع الإحيائي والصحة العامة". بدورها، أوضحت المديرة العامة للدائرة الفنية في الوزارة نجلة الوائلي أن "الوزارة ستواصل هذه الحملات بشكل دوري كل يوم جمعة في سوق الغزل، مع شمول الأسواق المماثلة في عموم المحافظات ضمن خطة لتعزيز الرقابة وتقليل المخاطر الصحية الناتجة عن التعامل غير السليم مع الحيوانات والطيور"، بحسب البيان. وشملت الحملة جانباً توعوياً للتعريف بالمخاطر الصحية الناتجة عن التعامل غير السليم مع الحيوانات والطيور، وخطورة الصيد الجائر والتعدي على الطيور المهاجرة، ضمن جهود الوزارة لتعزيز الوعي البيئي لدى المواطنين. من جانبه، أكد "العراق الأخضر"، وهو مرصد بيئي غير حكومي، أن نحو ألف طير مهاجر كانت ضحية الصيد الجائر خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الحالي. وأفاد في بيان أصدره اليوم السبت بأن "هذه الطيور تهاجر في فصل الشتاء من أماكن بعيدة لتلجأ إلى الأهوار، كونها المكان الأكثر دفئاً في العالم، حيث يمكنها بناء أعشاش لها والتكاثر فيها، لتجد أمامها شباك الصيادين الذين لم تنفع معهم التحذيرات التي أطلقتها الحكومة بشكل عام ووزارة الداخلية والجهات المعنية الأخرى بشكل خاص، ليقوموا بصيد تلك الطيور وبيعها للمواطنين الذين يقومون بذبحها وإعدادها ولائم". وبيّن المرصد أن "وزارة وشرطة البيئة اكتفتا بالقبض على الباعة الموجودين في سوق الغزل، من دون معالجة المشكلة من أساسها، وهي القبض على الصيادين الموجودين في مناطق الأهوار الذين يقومون بهذه العمليات من دون رحمة وبشتى الوسائل". وسط هذه التحديات، يبقى ملف الصيد الجائر اختباراً حقيقياً لقدرة الجهات المسؤولة في العراق على حماية بيئته وتنوعه الإحيائي، في بلد يعاني أصلاً من تحديات مناخية وبيئية متراكمة، تجعل كلفة أي تقاعس إضافي مضاعفة على الإنسان والطبيعة معاً. وتستقطب مناطق الأهوار الجنوبية في العراق، مثل ميسان وذي قار والبصرة، غالبية الطيور المائية، بينما تُعد المناطق الجبلية الشمالية ملجأً للطيور الجارحة، وسجل عدد الطيور المهاجرة إلى العراق انخفاضاً كبيراً خلال السنوات الأخيرة نتيجة الجفاف وانحسار المسطحات المائية، إلى جانب الصيد الجائر.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows