Arab
كشف رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف"، باتريس موتسيبي، يوم السبت الماضي، في خطوة قلبت الموازين داخل الكرة الأفريقية، عن حزمة قرارات مفصلية، يتقدمها اعتماد تنظيم كأس أمم أفريقيا كل أربع سنوات بدلاً من نظام العامين المعمول به حالياً، وجاء القرار عقب اجتماع المكتب التنفيذي، ضمن رؤية إصلاحية واسعة تهدف، وفق القائمين عليها، إلى إعادة صياغة مستقبل اللعبة الأكثر شعبية في القارة السمراء.
وفي هذا الإطار، سلط موقع راديو أر إم سي سبورت الفرنسي، الثلاثاء، الضوء على كواليس القرار، كاشفاً أن التحول التاريخي لم يكن ثمرة تخطيط طويل الأمد، بقدر ما جاء نتيجة نقاشات مكثفة في اللحظات الأخيرة، فقبل دقائق فقط من المؤتمر الصحافي لموتسيبي، السبت، حُسم الأمر داخل اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي، المنعقد في الرباط، بعدما جلس رؤساء الاتحادات القوية في القارة إلى جانب ممثلي الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، في مشهد عكس حجم التوازنات المعقدة التي رافقت اتخاذ القرار.
وأضاف المصدر أن رمزية القرار بدت واضحة خلال الإعلان الرسمي، حين وقف موتسيبي إلى جانب الأمين العام للاتحاد الدولي ماتياس غرافستروم، في إشارة لا تخلو من الدلالات السياسية والرياضية. ووفق الصيغة الجديدة، ستُقام نسختا 2027 و2028 كما هو مخطط لهما، على أن تكون نسخة 2032 أول أمم أفريقيا بنظام الأربع سنوات، في بلد لم يُحدد بعد، وبينهما، سيُطلق دوري الأمم الأفريقية ابتداءً من عام 2029، تُقسم فيه القارة إلى أربع مناطق، قبل إقامة المربع الذهبي في موقع واحد.
ويحمل هذا التحول أبعاداً عميقة في كواليس القرار الكروي الأفريقي، فرغم النفي الرسمي لأي تأثير خارجي، يشير المصدر إلى أن شكاوى الأندية الأوروبية المتكررة بشأن غياب لاعبيها خلال فترات كأس أمم أفريقيا كان لها وزن غير معلن في ترجيح كفة التغيير، وقد ساهم الإجماع داخل اللجنة التنفيذية، بما في ذلك موافقة رئيس الاتحاد الكاميروني صامويل إيتو، في تمهيد الطريق لاعتماد النظام الجديد. وفي السياق ذاته، خرج رئيس "فيفا" جياني إنفانتينو، الذي لطالما دعا إلى توحيد جداول المباريات، رابحاً من هذا الملف، محققاً ما وصفه موتسيبي بالحل الوسط.
وبدت الأندية الأوروبية من أبرز الرابحين من القرار الجديد، فبحسب مقربين من رابطة الأندية الأوروبية، فإن تقليص عدد المشاركات القارية يسهل تنظيم المواسم ويضمن وجود اللاعبين الأفارقة مع أنديتهم لفترات أطول، ولكن هذا المكسب لا يعني نهاية الإشكالات، إذ إن توحيد الروزنامة لن يكون كاملاً، فمسألة توقيت أمم أفريقيا، صيفاً أو شتاءً، ستظل رهينة ظروف الاستضافة، ما يبقي حالة عدم اليقين قائمة لدى الأندية والمنتخبات على حد سواء.
وفي المقابل، يواجه موتسيبي تحديات لا تقل تعقيداً، فرغم تأكيد "كاف" أن تمديد فترة إقامة البطولة سيرفع قيمتها التسويقية، يبرز هاجس المنافسة المباشرة مع بطولة أمم أوروبا، خاصة ابتداءً من عام 2032، حين تتزامن أمم أفريقيا مع "اليورو" والألعاب الأولمبية، ويثير هذا التداخل قلق الاتحادات الأفريقية التي تخشى تراجع العائدات الإعلامية، ولطمأنتها، يعوّل موتسيبي على دوري الأمم الأفريقي وحقوق بثه لتعويض هذه الفجوة المالية.

Related News
ترامب: زيلينسكي ليس لديه أي شيء حتى أوافق عليه
alaraby ALjadeed
12 minutes ago