Arab
تتزايد المشاكل المرتبطة باستخدام طلاب أدوات الذكاء الاصطناعي في المدارس الأميركية من أجل صنع صور ومقاطع فيديو جنسية مزيّفة لزملائهم ما يترك تداعيات كارثية عليهم، بحسب تقرير لوكالة أسوشييتد برس، الاثنين.
هذا الخريف اجتاحت موجة صور جنسية مزيّفة بواسطة الذكاء الاصطناعي هواتف طلاب مدرسة إعدادية في ولاية لويزيانا، قبل أن توجّه اتهامات رسمية إلى طالبين بالمسؤولية عن إنشائها. فيما طُردت إحدى الضحايا بسبب شجارها مع طالبٍ آخر ظنّت أنّه المسؤول عن إنشاء صورٍ مزيّفة لها ولصديقاتها.
وأشار الضابط في شرطة المقاطعة كريغ ويبر في مؤتمر صحافي إلى أنّ "صعود الذكاء الاصطناعي جعل من السهل على أي شخص تعديل هذه الصور من دون خبرة سابقة"، معتبراً أن الواقعة "تسلط الضوء على مصدر قلقٍ خطير ينبغي على جميع الأهل مناقشته مع أولادهم".
وبحسب السيناتور الجمهوري باتريك كونيك، فإنّ فتح تحقيقات رسمية بحق الطالبَين المسؤولين عن واقعة مدرسة لويزيانا الإعدادية هو أوّل تطبيق لقانون جديد في الولاية ساهم في صياغته ويهدف إلى محاربة ظاهرة التزييف العميق.
وخلال العام الحالي أقرّت نصف الولايات الأميركية قوانين تسعى إلى تقييد استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء صور وأصوات مزيّفة وشديدة الواقعية في الآن نفسه. وبناءً عليها جرت ملاحقة عدد من الطلاب قضائياً في ولايتَي فلوريدا وبنسلفانيا، كما واجه طلاب آخرون الطرد من المؤسّسات التعليمية في كاليفورنيا. فيما وجّه القضاء في تكساس اتهامات لأستاذ الصف الخامس في إحدى المدارس بإنشاء مواد إباحية لطلابه عبر الذكاء الاصطناعي.
ولفتت "أسوشييتد برس" إلى أن استعمال التزييف العميق الذي كان خلال السنوات الماضية يتطلّب مهارات تقنية لجعله المقاطع المنتجة بواسطته واقعيةً، صار أسهل بكثير من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي. ونقلت عن المركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين، أن عدد التبليغات عن صور مولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي تتضمّن استغلالاً جنسياً للأطفال ارتفع من 4700 صورة عام 2023 إلى 440000 صورة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي.
ودعا المدير المشارك لمركز أبحاث التنمّر الإلكتروني سمير هندوجا المؤسّسات التعليمية إلى تحديث سياساتها المتعلّقة باستعمال تقنيات التزييف العميق والمحتوى المزيف بواسطة الذكاء الاصطناعي. ورأى أن ذلك "سيجعل الطلاب مدركين أن الطاقم التعليمي على إطلاع على هذه القضايا، ممّا قد يؤثر على شعورهم بأن بإمكانهم القيام بما يريدونه دون عقاب". كذلك، نبّه إلى مسؤولية الأهل إلى جانب المدارس في مواجهة هذه المسألة.
فيما لفت الباحث في جامعة تكساس المسيحية سيرجيو ألكسندر إلى أنّ ما يميّز المقاطع والصوّر المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي عن التنمّر التقليدي هو أنها "تنتشر على نطاق واسع، وتظهر باستمرار، ما يخلق حلقة مستمرة من الصدمة بالنسبة للضحايا الذي يصابون بالاكتئاب والقلق"، مضيفاً: "ينهارون تماماً، لأنهم يشعرون بأنه لا توجد وسيلة لإثبات أن هذه المقاطع والصور غير حقيقية". كذلك، شجّع الآباء على مناقشة المقاطع المزيفة بواسطة الذكاء الاصطناعي مع أبنائهم، وتوعيتهم إلى مخاطرها.
ووافقت مؤسّسة ومدير المعهد الاجتماعي لورا تيرني على موقف ألسكندر، وأكّدت أن الأطفال في حال مواجهتهم لمقاطع وصور مزيّفة يجب أن يعرفوا أنهم قادرون على التحدث إلى أهلهم حولها من دون التعرض للعقاب، كما أشارت إلى تجربتها من خلال المعهد الذي يعمل مع المدارس على وضع سياسات مناسبة لمنصات التواصل الاجتماعي، بيّنت أن العديد من الأطفال يخافون أن يبالغ أهلهم بردّات فعلهم أو أن يصادروا هواتفهم.
