
قُتل خمسة مدنيين وأصيب العشرات في قصف لقوات الدعم السريع لمسجد في شرق الخرطوم، وفق ما أفادت الاثنين منظمة "محامو الطوارئ"، في خضم سعي الجيش السوداني لفرض سيطرته الكاملة على العاصمة. وجاء في بيان للمنظمة التي توثّق انتهاكات حقوق الإنسان أن قصف قوات الدعم السريع طاول الأحد "مسجد الرضوان في حلة كوكو - محلية شرق النيل أثناء أداء صلاة التراويح".
ووقع هذا الهجوم "في منطقة خالية تماماً من أي أهداف عسكرية، مما يعكس نهج الاستهداف العشوائي والمتعمد الذي تتبعه قوات الدعم السريع ضد المدنيين، في إطار تصعيد مستمر يهدف إلى بث الذعر وإجبار السكان على النزوح القسري"، وفق بيان المنظمة.
وأشار "محامو الطوارئ" إلى أن "استمرار هذه الجرائم في ظل غياب المحاسبة يشجع على المزيد من الفظائع، ولن يتحقق أي استقرار بدون مساءلة صارمة لمرتكبيها". هذا الهجوم الثاني الذي يستهدف مدنيين منذ أن فقدت قوات الدعم السريع السيطرة على وسط الخرطوم، لا سيّما القصر الرئاسي، إثر هجوم واسع للجيش الجمعة.
ومع تقدم الجيش في الخرطوم، رفعت الدعم من وتيرة هجماتها في عدد من المناطق، إذ استهدفت قرابة الساعة الثالثة من فجر السبت، الأحياء السكنية في مدينة أم درمان بالقصف المدفعي. وقال متطوعون في المدينة لـ"العربي الجديد"، إن الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة نحو سبعة آخرين وصلوا إلى مستشفى النو لتلقي العلاج. ونقلت وكالة فرانس برس، عن أحد السكان في شمال أم درمان، قوله إن "القصف فجر الأحد أشد من الفترات الماضية"، موضحاً أنه في السابق كان هناك فوارق زمنية بين القصف والآخر وكان عددها "لا يتعدى أربع أو خمس قذائف. اليوم سمعنا سبع قذائف في أوقات متقاربة". يُذكر أنه خلال الشهر الماضي، أسفر قصف لـ"الدعم" عن مقتل أكثر من 50 شخصاً في هجوم واحد استهدف سوقاً للخضار في أم درمان.
وفي منطقة جنوب الحزام (تضم عدداً من الأحياء من بينها السلمة والأزهري وسوبا) جنوب الخرطوم، قال متطوعون لـ"العربي الجديد"، إن المنطقة التي تسيطر عليها "الدعم السريع" باتت تشهد تدهوراً أمنياً مريعاً بسبب الاعتداءات التي ينفذها مقاتلو "الدعم" ضد المواطنين. وأوضحوا أنه مع تقدم الجيش السوداني في وسط وغرب الخرطوم والتوقعات بقدومه إلى جنوب المدينة، بات المواطنون في خوف دائم، فيما غادر بعضهم المنطقة. وأشاروا إلى أن مقاتلي "الدعم" القادمين من وسط الخرطوم حيث المعارك، يبدأون بنهب السوق والمواطنين بمجرد وصولهم قبل مغادرتهم إلى أقصى جنوب الخرطوم.
(فرانس برس، العربي الجديد)
