Arab
حكمت محكمة في ولاية كاليفورنيا، يوم الثلاثاء، على الطبيب الثاني من أصل طبيبين زوّدا نجم مسلسل "فريندز" ماثيو بيري بمادة الكيتامين، خلال الأشهر التي سبقت وفاته بجرعة زائدة قاتلة، بالحبس المنزلي.
وكان مارك تشافيز، البالغ من العمر 55 عاماً، أقرّ بتهمة واحدة تتعلّق بـ"التآمر على تزويد المخدّر" الذي كان الممثل يشتريه في الأسابيع التي سبقت وفاته عام 2023 داخل حوض الاستحمام الساخن داخل منزله في لوس أنجليس. وأمرت المحكمة بإخضاع تشافيز، الذي كان يدير عيادة لحقن الكيتامين قرب سان دييغو، للحبس المنزلي لمدة ثمانية أشهر، إضافةً إلى إلزامه بأداء 300 ساعة من الخدمة المجتمعية. وكتب الطبيب، الذي لحقت به فضيحة مدوّية، وصفةً طبيةً مزوّرةً للحصول على الكيتامين، قبل أن يزوّده به طبيب آخر هو سالفادور بلاسينسيا.
ويشتبه في أن الطبيب الرئيسي الملاحق في القضية، سلفادور بلاسينسيا، أدّى دوراً أساسياً في وفاة ماثيو بيري مع أنه لم يُزوّده بالكيتامين الذي قتله. لكن التحقيق أظهر بأنه تولى تنظيم "استغلال" الممثل. حيث وقع المحققون على رسالة نصية كتبها بلاسينسيا في سبتمبر/ أيلول 2023، جاء فيها "أتساءل كم سيدفع هذا المعتوه". وسبق للسلطات أن أوضحت أن عبوات الكيتامين لم تكن تكلّف الأطباء سوى 12 دولاراً، لكنهم كانوا يبيعونها للممثل بمبلغ "2000 دولار".
وحُكم على بلاسينسيا بالسجن 30 شهراً في وقت سابق من الشهر الحالي. ومُنع الطبيبان من ممارسة المهنة.
ومن المقرر أن يُحكم على ثلاثة أشخاص آخرين أقرّوا أيضاً بدورهم في تزويد ماثيو بيري بالمخدّرات، خلال الأشهر المقبلة. ومن بينهم جاسمين سانغا، المعروفة بلقب "ملكة الكيتامين"، والتي يُزعم أنها زوّدت زبائن من النخبة ومشاهير بالمخدّرات. وقد تواجه حكماً بالسجن يصل إلى 65 عاماً.
كما أقرّ المساعد الشخصي الذي كان يقيم مع بيري، إلى جانب رجل آخر، في أغسطس/آب، بالذنب في تهم تتعلّق بالتآمر على توزيع الكيتامين.
كانت معاناة ماثيو بيري الطويلة مع الإدمان على المواد المخدّرة موثّقةً على نطاقٍ واسعٍ، إلا أن وفاته عن عمر 54 عاماً شكّلت صدمةً كبرى لملايين المعجبين حول العالم. وأُطلق تحقيقٌ جنائيّ بعد وقتٍ قصيرٍ من تشريح الجثة، الذي كشف عن وجود مستوياتٍ مرتفعةٍ من الكيتامين في جسده. وكان بيري يتناول الكيتامين ضمن علاجٍ خاضعٍ للإشراف الطبي من أجل الاكتئاب، إلا أن المدّعين يؤكّدون أنه أصبح، قبل وفاته، مدمناً على هذه المادة التي تتمتّع أيضاً بخصائص هلوسية وتُعد من المخدّرات الشائعة في الحفلات.
وعُرض مسلسل "فريندز" للمرة الأولى بين عامَي 1994 و2004، وتابع حياة ستة شبّان من نيويورك وهم يواجهون تحديات البلوغ والعلاقات والعمل، محققاً جماهيريةً هائلةً. حوّلت ممثلين مغمورين إلى نجومٍ عالميين. وأكسب دور بيري، الذي جسّد شخصية تشاندلر الساخرة والطفولية، ثروةً طائلةً، لكنه أخفى صراعاً مظلماً مع الإدمان على المسكّنات والكحول. وعام 2018، تعرّض لانفجارٍ في القولون ناجمٍ عن تعاطي المخدّرات، وخضع على إثره لعدة عملياتٍ جراحيةٍ.
وفي مذكّراته الصادرة عام 2022 بعنوان "الأصدقاء، العشّاق، والشيء الكبير الرهيب" (Friends, Lovers and the Big Terrible Thing)، وصف ماثيو بيري خوضه تجربة إزالة السموم عشرات المرات. وكتب: "كنتُ في الغالب متعافياً منذ عام 2001، باستثناء نحو ستين أو سبعين زلّةً صغيرةً".
