عدوى تنفسية تتسبب بوفيات وتعليق الدراسة في الجزيرة السورية
Arab
1 week ago
share
تشهد محافظة الحسكة ومناطق عدة في الجزيرة السورية ومناطق سيطرة الإدارة الذاتية في شمال سورية وشرقها، انتشاراً واسعاً لحالات مرضية يُشتبه بارتباطها بعدوى تنفسية فيروسية حادة، تتشابه أعراضها مع الإنفلونزا الموسمية وفيروس كورونا، ما أسفر عن تسجيل وفيات بين الأطفال وأثار حالة من القلق والخوف بين الأهالي. وسُجلت خلال الأيام الماضية عدة وفيات، من بينها وفاة الطفلة عنود حسين الخلف، طالبة في الصف الرابع من حي غويران بمدينة الحسكة، نتيجة مضاعفات خطيرة عقب ارتفاع شديد في درجة الحرارة. كما توفي الطفل آيان جنكير، طالب في الصف الأول، أثناء تلقيه العلاج في مشفى الحكمة، بعد إصابته بأعراض تنفسية حادة، كما توفيت الطفلة ليان إسماعيل (4 أعوام)، التي فارقت الحياة جراء مضاعفات ما يُعرف شعبياً بـ"الكريب الفيروسي". ولا توجد إحصائيات رسمية لعدد الوفيات وعدد الإصابات لدى مديريات الصحة التابعة للإدارة الذاتية، لتقتصر عمليات رصد حالات الوفاة على الحالات التي يتم توثيقها في بعض المشافي. وقال الطبيب كاوا حمو، من مدينة القامشلي، لـ"العربي الجديد"، إن المنطقة تشهد تزايدًا ملحوظًا في أعداد المصابين بإنفلونزا H3N2، موضحًا أن أعداد مراجعي المشافي من الأطفال وكبار السن في ازدياد يومي. وأوضح أن مشفى مدينة عامودا يستقبل يومياً أكثر من 30 حالة، في حين يتجاوز عدد المراجعين في مشفى كوباني 90 حالة يومياً، مشيراً إلى أن المرض منتشر بشكل خاص بين الأطفال، "نتيجة عدم اتخاذ تدابير الوقاية اللازمة". وأضاف أن الفيروس "لا يقتصر على شمال شرق سورية، بل ينتشر في مختلف دول العالم، ويُصنّف بحسب منظمة الصحة العالمية ضمن فيروس H3N2، وهو من الأنواع القادرة على اختراق المناعة". وأضاف أن أعراض الإصابة تتشابه مع أعراض الكريب أو الإنفلونزا الموسمية، وتشمل ارتفاع الحرارة، والوهن العام، وآلام العضلات، وإقياءات متكررة خاصة لدى الأطفال، إلى جانب فقدان الشهية. محذرا الأهالي من إرسال الأطفال المصابين إلى المدارس ورياض الأطفال، مؤكداً أن "التباعد الاجتماعي بات ضرورة، نظراً لسهولة انتقال الفيروس في التجمعات، كالمؤسسات التعليمية ودور العزاء". كما أشار إلى ازدياد الضغط على أقسام الإسعاف والأطفال والداخلية في المشافي. ودعا السكان إلى مراجعة المشافي فوراً في حال استمرار ارتفاع الحرارة وعدم استجابتها للمسكنات أو ظهور ضيق في التنفس. تعليق الدوام المدرسي في الجزيرة السورية وفي السياق، أعلنت هيئة الصحة في مقاطعة الجزيرة، التابعة للادارة الذاتية، تعليق الدوام المدرسي مؤقتاً لمدة أربعة أيام، بالتنسيق مع هيئة التربية والتعليم، في ظل تزايد الإصابات بالعدوى التنفسية بين الطلاب. وقال الرئيس المشترك لهيئة الصحة في مقاطعة الجزيرة، الدكتور ممو خليل، إن "موجة الكريب الحالية موسمية وتحت السيطرة"، مؤكداً أن جميع الحالات المسجلة "عادية ولا تترافق مع أعراض شاذة أو خطيرة"، موضحاً أن قرار إغلاق المدارس جاء بهدف "تأمين التدفئة اللازمة وتعقيم الصفوف"، إضافة إلى منح إجازات صحية للطلاب المصابين بالعدوى. وأشار إلى أن التجهيزات الطبية متوفرة في المشافي والنقاط الطبية، وتشمل جلسات رذاذ وأدوية ملطفة، كما تم تشكيل لجان متابعة في جميع المديريات والمجالس لمراقبة الوضع الصحي والاستجابة لأي تطورات محتملة. إلى ذلك، حمّل أهال في الحسكة قوات سورية الديمقراطية "قسد" والإدارة الذاتية مسؤولية تفاقم الوضع الصحي، متهمين الجهات المعنية بالاستهتار وغياب الإجراءات الوقائية، وعدم تأمين مواد التدفئة للمدارس مع اشتداد موجة البرد، ما ساهم في زيادة انتشار المرض وخطورته بين الأطفال. ويقول عصام أمين (32 عامًا) من سكان القامشلي، لـ"العربي الجديد"، إنه تعرض قبل أسبوع لأزمة صحية حادة ترافقت مع حرارة مرتفعة وخمول شديد وعدم القدرة على الحركة. وأضاف: "راجعت طبيباً وتناولت أدوية خافضة للحرارة ومسكنات وفيتامينات، واستمرت الأعراض قرابة أسبوع كامل". مشيراً إلى أن "الموجة منتشرة بشكل واسع بين الأهالي، حيث تراجع المشافي والعيادات يومياً أعدادٌ تتجاوز 30 شخصاً، في ظل ارتفاع كبير في أسعار المعاينات والأدوية"، ما يزيد من الأعباء المعيشية على السكان. ومع استمرار تسجيل الإصابات والوفيات، تتصاعد المخاوف من خروج الوضع الصحي عن السيطرة في حال عدم اتخاذ إجراءات وقائية أكثر صرامة، رغم قرار تعليق الدوام المدرسي مؤقتاً، وسط دعوات متزايدة لحماية الأطفال والفئات الأكثر ضعفاً.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows