فلسطين في هيوستن الأميركية: أفلامٌ تعكس واقعاً
Arab
1 week ago
share

دورة جديدة لمهرجان سينمائي فلسطيني في هيوستن، رغم إدارة سياسية أميركية مُصابة بأعطابٍ قاتلة، في نظرتها وتعاطيها مع الشرق الأوسط مثلاً، ومع فلسطين خاصة. فـ"مهرجان الفيلم الفلسطيني بهيوستن"، الذي تُقام دورته الـ18 بين الثاني والرابع من مايو/أيار 2025، يؤكّد صوابية اشتغاله في بلدٍ، واضح خضوع إدارات عدّة سابقة فيه لتسلّط صهيوني وابتزاز إسرائيلي، ولسطوة إعلام منحاز إلى القمع والديكتاتورية، أو أقلّه إلى ممارسة مهنيّة غير ديمقراطية إزاء من يجهد الابتزازُ والتسلّطُ في تغييبه وتزوير تاريخه وسرقة أرضه وتراثه.

تواضع برنامج كلّ دورة غير مانعٍ ملاحظة أهمية عرض أفلامٍ في أميركا، والأفلام فلسطينية أولاً، حديثة الإنتاج غالباً، تعكس وقائع عيشٍ في بلدٍ محتلّ (فلسطين)، وأخرى عربية تقول حقائق في الاجتماع والفن والحياة والعلاقات. كما أنّ اختيار جامعةٍ لعرض الأفلام فيها (جامعة رايس) يبدو ردّاً، وإنْ يكن مبطّناً، على سلوك إدارات أكاديمية لجامعات أميركية مختلفة، منذ "طوفان الأقصى"، إزاء كلّ تضامن مع فلسطين. ومع أنّ المهرجان لن يُبدِّل سياساتٍ أميركية، معمول بها منذ سنين؛ ومع أنّ السينما بحدّ ذاتها غير معنيّة بإحداث تغيير جذري، بل غير قادرةٍ عليه، تعكس أربعة أفلامٍ، ستُعرض في افتتاح الدورة الجديدة وختامها، وقائع حيّة وملموسة في يوميات فلسطينيين وفلسطينيات، في غزة وإسرائيل والمهجر.

فالافتتاح معقودٌ على "ما بعد" (2024، 32 دقيقة) لمها حاج و"إلى أرضٍ مجهولة" (2024، 106 دقائق) لمهدي فليفل. وفي الختام، يُعرض "في قاعة الانتظار" (2024، 15 دقيقة) لمعتصم طه و"من المسافة صفر" (2024، 100 دقيقة)، المؤلَّف من 22 فيلماً قصيراً لـ22 مخرجاً ومخرجة فلسطينيين، منجزة كلّها زمن حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، والمشروع لرشيد مشهراوي، تنظيماً وإشرافاً ومتابعة.

الأول، الفائز بجائزتي أفضل فيلم قصير للمؤلّف ولجنة تحكيم الشباب المستقلّة، في الدورة الـ77 (7 ـ 17 أغسطس/آب 2024) لـ"مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي" (عرض دولي أول)، يروي حكاية زوجين (محمد بكري وعرين العمري) مُقيمين في منزل معزول، يحيطه بستان كبير. يومياً، يتحدّثان عن أولادهما الخمسة، ويعملان في الحقل، ويتناولان الطعام، ويمارسان تفاصيل يومية عادية، قبل انكشاف الحاصل معهما في غزة، فهما الناجيان الوحيدان من قصف إسرائيلي، ويرفضان هذا الحاصل، الذي يُنكرانه. من جهته، يتابع فليفل حكاية شاتيلا (محمود بكري) ورضا (آرام صباح)، العالِقين في أثينا، بانتظار تمكّنهما من الهجرة إلى ألمانيا بجوازي سفر مزوّرين (هناك تفاصيل كثيرة عن يوميات فلسطينيين هناك، وتساؤلات وعلاقات وهجرات سورية أيضاً).

إنْ توثِّق الأفلام الـ22، سينمائياً، جُرماً إسرائيلياً بأساليب مختلفة، فإنّ معتصم طه يُكثِّف بعض الحال الفلسطيني في "دولة" إسرائيل، من خلال شابٍ يرافق والدته (70 عاماً)، الأرملة حديثاً، إلى مستشفى إسرائيلي، فتنكشف مسائل اجتماعية وحياتية متنوّعة.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows