Arab
أسدل الستار الثلاثاء، على الدور الأول من منافسات كأس العرب 2025 لكرة القدم، التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة، في نسخة عرفت نجاحاً جماهيرياً وإعلامياً وتسويقياً منقطع النظير، في حين شهدنا اليوم الخميس مباراتين مثيرتين في ربع النهائي، بعد تأهل المغرب على حساب سورية، والسعودية أمام فلسطين.
وبعدما تعرّفنا على المنتخبات المتأهلة والمغادرة، قبل استكمال مباريات ربع النهائي غداً الجمعة، لا بد أن نتوقف على بعض الاستنتاجات، لعلّ أهمها خروج منتخبات تونس ومصر وقطر من الدور الأول، وهي التي كانت مرشحة بقوة -على الورق- لبلوغ النهائي والمنافسة على اللقب، ومن دون التعمق والبحث في الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج غير المتوقعة لتلك المنتخبات، التي بلغت المربع الذهبي في النسخة الماضية، وجب التأكيد أن الانتصارات لا تتحقق بالتكهنات والأمنيات، وأن الميدان وحده الفيصل بين المنتخبات، وأن المردود الذي يقدمه كل فريق طيلة 90 دقيقة هو الكفيل بتحقيق النتائج المرجوة.
في المقابل، برزت في هذه البطولة عدّة منتخبات، قدمت مردوداً جلب لها الكثير من الإعجاب، لعل أبرزها فلسطين وسورية والسودان (بعيداً عن خروجه من الدور الأول)، فرغم مشاكلها والظروف الصعبة التي تمرّ بها بلدانها، وغياب الأنشطة الرياضية، بما في ذلك الدوريات المحلية، فقد حققت نتائج لم تكن في الحسبان، لتترك أطيب الانطباعات لدى متتبعي هذه البطولة.
البداية مع المنتخب الفلسطيني الذي تأهل عن جدارة للدور ربع النهائي رفقة المنتخب السوري، وبعيداً عن مخلفات مواجهتهما في دور المجموعات، وما أسالته من حبر وخلّفته من ردات فعل، فقد تمكن "الفدائي" من تحقيق عديد النقاط لصالح قضيته وقضية كلّ العرب، من خلال توجيه رسالة واضحة إلى العالم فيها معاني الصمود والشجاعة والعزيمة والإصرار والتحدي، بعد حرب الإبادة التي عانى منها الشعب الفلسطيني في غزة، وحتى الاعتداءات المتواصلة على الضفة الغربية والتضييق على القاطنين هناك بشتّى الوسائل.
وفقدت الأسرة الرياضية مئات الشهداء من اللاعبين والمدرّبين والإداريين، وتعطلت جل الأنشطة الرياضية في غزة وفي أغلب مدن وقرى الضفة الغربية، وأصيبت الحركة الرياضية بالشلل التام، حيث ألغيت المباريات والبطولات، وتوقفت الدوريات، ومنعت التدريبات، سواء تلك الخاصة بالمنتخبات الوطنية أو الأندية بكلّ أصنافها واختصاصاتها، لكن الرسالة بطبيعة الحال وصلت، ليؤكد أبناء المدرب إيهاب أبو جزر، أن تحدّي الظروف مهما كانت في عالم كرة القدم أمرٌ ممكن، ولا سيما بعد المستوى الطيب أمام السعودية اليوم الأربعاء، والخسارة بعد التمديد بنتيجة 1-2 في الشوط الثاني الإضافي عند الدقيقة 115.
وعلى غرار منتخب فلسطين، استطاع نظيره السوري ورغم سنوات الحرب قبل التحرير في مثل هذه الأيام من العام الماضي 2024، وتوقف الدوري المحلي لفترة طويلة، أن يدخل هذه البطولة عبر الملحق بعد تفوقه على جنوب السودان، ليخالف التوقعات أمام منتخبي تونس وقطر، بانتصار على نسور قرطاج وتعادلٍ أمام العنابي ثم فلسطين، مما أثبت أنّ الروح القتالية والتنظيم التكتيكي للمدرب خوسيه لانا، أمرٌ لا بُد منه في عالم كرة القدم، لتعويض الفارق الفني أمام فريقين ضمنا خوض مونديال 2026 الصيف المقبل في الولايات المتحدة، وكندا، والمكسيك، ومن ثم تقديم مستوى كبير أمام المغرب في ربع النهائي، رغم الخسارة بهدفٍ من دون مقابل.
ونهاية نصل إلى منتخب السودان، الذي غادر البطولة من دور المجموعات، لكنه استطاع أن ينال تصفيق الجميع، خاصة أن الدوري المحلي في البلاد عانى لسنواتٍ بسبب الحرب، واضطر فريقا الهلال والمريخ للعب خارج البلاد من أجل الحفاظ على النشاط واللعبة الشعبية الأولى، وفي كأس العرب 2025، تفوق زملاء محمد الغربال على لبنان رغم الطرد المبكر لصقور الجديان، إثر قلب النتيجة من خسارة بهدفٍ نظيف إلى انتصار بنتيجة 1-2، ليظهر بعدها الفريق بمستوى قوي أمام العراق، الذي خسر أمامه بصعوبة، ثم تعادل مع الجزائر بحضور العديد من النجوم، قبل أن يخسر أمام البحرين في مواجهة كان أمله فيها ضعيفاً في التأهل بعد تفوق الخضر على أسود الرافدين في المواجهة الثانية.

Related News
النصيري يقترب من نادٍ كبير في السعودية
alaraby ALjadeed
6 minutes ago
إصابة ثلاث نساء بجروح في عمليات طعن في مترو باريس
al-ain
8 minutes ago
محمد صلاح يكشف سبب الفوز الملحمي على جنوب أفريقيا
al-ain
17 minutes ago