الرشادبرس- عربي

في الذكرى الأولى للتغير السياسي الكبير الذي شهدته سوريا، أحيا السوريون في مختلف المدن المناسبة التي شكّلت محطة فاصلة في تاريخ البلاد، بعد إنهاء حكم استمر أكثر من نصف قرن وبدء مرحلة جديدة على الصعيدين السياسي والمجتمعي.

وامتلأت ساحة الأمويين في العاصمة دمشق بحشود من المواطنين استعدادًا للفعاليات الرسمية، إلى جانب عروض عسكرية ومراسم احتفالية تقام في عدة محافظات. كما شارك الرئيس أحمد الشرع في أداء صلاة الفجر في المسجد الأموي، في فعالية رمزية تعكس ملامح المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد.

وشهدت سوريا خلال العام الماضي تغييرات واسعة شملت إعادة تشكيل السياسة الخارجية، وبناء علاقات جديدة مع دول عربية وغربية، ومباشرة خطوات تهدف إلى تعزيز مؤسسات الدولة، وإعادة إطلاق الحياة المدنية، وتحسين بيئة العمل السياسي والاقتصادي.

كما سُجّلت مظاهر احتفال واسعة في حلب، أولى المدن الكبرى التي شهدت تحولًا ميدانيًا، حيث جابت السيارات الشوارع وسط أجواء تعبّر عن تطلعات السكان لمرحلة أكثر استقرارًا.

ورغم الأجواء الاحتفالية، ما تزال المناطق السورية تواجه تحديات أمنية واجتماعية، لاسيما في الشمال الشرقي والجنوب، حيث تعمل السلطات المحلية على ضبط الأوضاع ومنع موجات العنف، بالتوازي مع جهود حكومية لتوسيع مظلة الأمن والاستقرار.

وأكد الرئيس الشرع في تصريحات خلال مشاركته بمنتدى الدوحة أن الفترة الانتقالية ستمتد لأربع سنوات، تُستكمَل خلالها عملية صياغة دستور جديد، وإعادة بناء المؤسسات، وصولًا إلى تنظيم انتخابات عامة.

وبحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عاد أكثر من 1.2 مليون لاجئ و1.9 مليون نازح داخليًا إلى مناطقهم منذ العام الماضي، فيما تشير تقديرات منظمات دولية إلى أن أكثر من 16.5 مليون شخص ما يزالون بحاجة إلى مساعدات إنسانية خلال العام 2025.

وتبذل الحكومة السورية الانتقالية جهودًا متعددة لإعادة تنشيط الاقتصاد، بعد أن أعلن مصرف سوريا المركزي أن عودة نحو 1.5 مليون مواطن تسهم في تحريك عجلة النمو واستعادة النشاط الإنتاجي.

المصدر:رويترز