
بدأت الزيمبابوية كيرستي كوفنتري (41 عاماً) رحلة جديدة في مسيرتها الرياضية بعد انتخابها رئيسةً للجنة الأولمبية الدولية في الانتخابات التي جرت أمس الخميس في كوستا نافارينو باليونان، لتصبح أول سيدة تتولى هذا المنصب، وعاشر شخصية ترأس الأولمبية الدولية منذ تأسيسها عام 1894، مع العلم أن كوفنتري ستتقلد مهامها رسمياً خلفاً لتوماس باخ يوم 24 يونيو/ حزيران المقبل.
رحلة كوفنتري مع السباحة
وُلدت كوفنتري في هراري، عاصمة زيمبابوي، عام 1983، لتبدأ كتابة قصتها المثيرة مع السباحة من هناك، وذلك حين حظيت بفرصة كبيرة وهي لا تزال طالبة في المدرسة الثانوية بمشاركتها في الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2000، ووصلت إلى نصف النهائي، لتكون أول سباحة زيمبابوية تحقق هذا الإنجاز، وحصلت حينها على لقب أفضل رياضية في بلادها.
غادرت كوفنتري القارة الأفريقية واتجهت إلى الولايات المتحدة لمتابعة دراستها بجامعة أوبرون في ألاباما، وهناك طورت مهاراتها وقدراتها في السباحة، لتظهر على الساحة مجدداً في أولمبياد أثينا 2004 حيث توجت بثلاث ميداليات، أبرزها ذهبية 200 متر سباحة على الظهر، إلى جانب فضية وبرونزية، وهو ما زاد من شهرتها، بعدما تألقت في الوقت نفسه مع فريق تايغرز في أميركا، وحصدت العديد من الإنجازات، على غرار أفضل سباحة في رابطة مدربي السباحة الجامعية، وأحسن رياضية في مؤتمر الجنوب الشرقي عام 2005، وجائزة هوندا الرياضية للسباحة والغطس في العام نفسه.
وتألقت كوفنتري أيضاً في بطولة العالم وحققت ذهبية سباقي 100 و200 متر على الظهر، وحازت على الفضية في سباقي 200 و400 متر فردي متنوع، ونالت لقب أفضل سباحة في البطولة، بعدما ساهمت في احتلال بلادها المركز الثالث في عدد الميداليات. ولم تتوقف عند هذا الحد، بل استطاعت خلال بطولة العالم بملبورن سنة 2007 من تحقيق فضيتي سباق 200 متر سباحة على الظهر و200 متر فردي متنوع، ثم تمكّنت في العام عينه من حصد أربع ميداليات ذهبية في بطولة السباحة الدولية باليابان.
مع تطور مستواها بشكل ملحوظ، حطّمت كوفنتري أول رقم قياسي عالمي لها في سباق 200 متر على الظهر، في جائزة ميسوري الكبرى عام 2008، متجاوزة رقم كريستينا إيغرزيغي، وباتت لاحقاً ثالث امرأة في التاريخ تكسر حاجز الدقيقة الواحدة في سباق 100 متر على الظهر، وثاني امرأة تكسر حاجز الـ59 ثانية. كل هذا التألق حفزها أكثر لتتابع صعود سلّم النجومية، إذ عادت وحطمت رقماً قياسياً في بطولة العالم للسباحة القصيرة في مانشستر خلال العام نفسه، بسباق 400 متر فردي متنوع، وحصلت على الذهبية، ثم تمكنت في اليوم التالي، خلال سباق 100 متر على الظهر، من حصد الذهب مجدداً، مع رقم قياسي شخصي أيضاً (57:10)، لتغدو صاحبة ثاني أسرع وقت في تاريخ هذا السباق بعد ناتالي كوغلين (56:51)، كما توجت بذهبية سباق 200 متر فردي متنوع و200 متر على الظهر.
مثّلت كوفنتري بلادها زيمبابوي في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2008 في بكين، وفازت بالميدالية الفضية في سباق 400 متر فردي متنوع، لتصبح ثاني امرأة تقطع سباق 400 متر فردي متنوع في أقل من أربع دقائق و30 ثانية، وكانت الأولى هي ستيفاني رايس التي فازت بالميدالية الذهبية في السباق نفسه، لتضيف لاحقاً فضيتين في سباق 100 و200 متر على الظهر وفردي متنوع، ثم الذهبية بزمن قياسي عالمي في سباق 200 متر على الظهر، ليمنحها رئيس بلادها موغابي مبلغ 100 ألف دولار أميركي تقديراً لنجاحها في الأولمبياد، وتبرعت كوفنتري بهذه الأموال للأعمال الخيرية.
استكملت كوفنتري المنافسات في عام 2009، وفازت بذهبيتين وفضية في بطولة العام بروما، لتشارك لاحقاً في أولمبياد لندن 2012 من دون تحقيق أي ميدالية، وتكرر الأمر بعدها في الألعاب الأولمبية الصيفية 2016 في ريو دي جانيرو، خاصة مع ظهور العديد من السباحات الشابات، لتقرر الاعتزال ووضع حد لمسيرة استثنائية في عالم الأحواض المائية، مع الإشارة إلى أنها هيمنت على منافسات البطولات الأفريقية بمختلف أنواعها، إذ حصدت 26 ميدالية توزعت على الشكل التالي: 15 ذهبية، وتسع فضيات وبرونزيتان.
كوفنتري ما بعد الاعتزال
كانت كوفنتري شخصية رياضية مرموقة، فهي التي وصفها رئيس اللجنة الأولمبية الزيمبابوية بول تشيغوكا بأنها "كنز وطني"، في حين قال عنها رئيس البلاد السابق روبرت موغابي إنها "فتاة ذهبية"، وهو ما فتح أمامها الأبواب لتعيينها وزيرة للشباب والرياضة والفنون والترفيه في عهد الرئيس إيمرسون منانغاغوا عام 2018، مع العلم أنها واجهت انتقادات في وقت لاحق، واتهمت بإساءة تخصيص أرض زراعية من قبل روبرت زواو، ابن شقيق الرئيس السابق موغابي، لكنها نالت البراءة من قبل المحكمة، وأعيد تعيينها وزيرة للرياضة من قبل منانغاغوا في 15 سبتمبر/ أيلول 2023.
وقبل ذلك، انتُخبت كوفنتري عام 2012 لعضوية لجنة الرياضيين في اللجنة الأولمبية الدولية، كما شغلت منصب عضو في اللجنة الأولمبية الدولية على مدار السنوات الثماني الماضية. وفي عام 2023، أصبحت عضواً منتخباً في اللجنة التنفيذية للجنة، ثم في سبتمبر 2024، أعلنت ترشحها ضمن سبعة متنافسين لخلافة توماس باخ، وفي 20 مارس/ آذار 2025، خلال الدورة الـ144، باتت أول امرأة وأول أفريقية تنتخب رئيسة لواحدة من أهم وأعرق المؤسسات الرياضية في العالم.

Related News




